السفير السوري المنشق وازدواجية صحوة ضميره-وليد سليم
Tue, 17 Jul 2012 الساعة : 19:21

لا علاقة لي بالمشاكل التي بين السفير السوري في بغداد وبين نظامه في العاصمة السورية دمشق الذي انشق عنه مؤخرا هاربا من عاصمة الرشيد العراقية الى الدوحة العاصمة القطرية " المجهرية" وانما مشكلتي ومشكلة كل العراقيين مع هذا السفير هو ما تعرض له شعب العراق طيلة السنوات الماضية من قتل وتدمير بالسيارات المفخخة وعصابات الخطف والقنص والاغتيالات اضافة الى تدمير البنى التحتية بفعل التنظيمات المسلحة الوافدة الينا من الحدود السورية وكان يعلم بها سيادة السفير صاحب صحوة الضمير المفاجئة على شعبه السوري فهو يقول على قناة السي أن أن الامريكية (وتطرق فارس إلى العلاقة التي تجمع نظام الأسد بتنظيم القاعدة، وقال: "النظام السوري مسؤول بصورة مباشرة عن مقتل آلاف العراقيين وقوات التحالف، فقد قدم الكثير من التسهيلات عبر تدريب مقاتلي القاعدة وتوفير مخبأ آمن لهم.. لقد شجعت الاستخبارات الشباب المتحمس في سوريا من أجل الذهاب إلى العراق للجهاد مع القاعدة.")) الى هنا انتهى كلام السفير السوري نواف الفارس وهذ ما يمكن ان يكون برسم الادانة لهذا الرجل بصفته السياسية الدبلوماسية والمسؤولية تحتم عليه ان يطرح ذلك في حينه ويدين نظام الاسد ويعلن انشقاقه آنذاك جراء ما تعرض له الشعب العراقي وهو كان يعلم علم اليقين بكل تلك الجرائم والتي أطلقتها الحكومة العراقية في حينها وطالبت بمحاكمة دولية وقف بوجهها كل اولئك الذين يريدون اليوم ازاحة النظام السوري وقد طبلوا وتجاوزوا حتى على رئيس الوزراء السيد المالكي ووصفوه بكل الاوصاف واعتبروه انه يريد ابعاد العراق عن محيطه العربي وإغراق هويته العربية وما الى ذلك من ترهات بما فيهم تلك الدول المتحالفة اليوم ضد الاسد لانها باتت العوبة بيد القاعدة وتنظيماتها المسلحة او انهم ركبتهم الطائفية العمياء، لذلك كان على هذا السفير ان يصحوا ضميره في ذلك الحين وهو كما يقول انه مطلع على الكثير من القضايا مع ضباط االاستخبارات السورية وعلى عمليات تدريب وتهريب عبر الحدود أليس من حق الدولة العراقية او ابعد من ذلك من حق ذوي الضحايا الذين تناثرت اشلاء أبناءهم في شوارع ومساجد العراق ان يرفعوا دعوى قضائية ضد هذا الرجل الذي تستر على كل تلك الجرائم وهي في ميزان القانون تعتبر جرائم ابادة انسانية؟؟؟؟
اسئلة استفهام كبيرة تحوم حول هذا الرجل وطريقة خروجه من النظام السوري ومكان اقامته في دولة دفعت بكل ما يحصل اليوم في سوريا الى الهاوية ووضع المجتمع هناك على حافة الحرب الاهلية.
اليوم نجد ان هذا السفير ينتقد رئيس الوزراء العراقي لانه يتخذ موقفا من تلك المشاكل التي تحيط الشعب السوري وكذلك الحفاظ على عدم ايصال شرارة ما سيحدث الى الاراضي العراقية فيما لو سقط نظام الاسد ، فالواصلون الى سدة الحكم بعده بلا أي خلاف سيكونون من الاسلاميين المتطرفين ذات الفكر التكفيري وعقيدة القاعدة المبنية على سياسة القتل والتدمير وهو ما صرحوا به مرارا والذي سوف يؤجج الوضع في المنطقة برمتها، فلماذا لم نسمع منه انتقادا لرئيسه الاسد طيلة 34 عاما خدمهم بها على احسن ما يرام لا بل سكت على كل الجرائم التي مورست بحق السوريين والعراقيين على حد سواء فأي غباء سياسي واي خداع ونفاق كاذب لاجل ان يصل الى مراميه قبل ان يزول هذا النظام ليستقل مركبة مع النظام الجديد ،، فمع أي ازدواجية نحن نتعامل ومع أي صحوة ضمير !!! هذا اذا كان هناك ضمير حي ينبض في عروض الشرايين.