مشاهد إغتيال أطوار بهجت في سامراء-سلوى محمود - ذي قار
Mon, 16 Jul 2012 الساعة : 21:15

في 22 شباط/فبراير2006، ظهرت الصحافية العراقية أطوار بهجت للمرة الآخيرة على شاشة تلفزيون العربية في تغطية حيّة وجريئة لعملية تفجير مرقد الإمام العسكري في مسقط رأسها مدينة سامرّاء. أما تكريمها من قبل مواطنيها لظهورها الأخير كمراسلة تلفزيونية لقناة العربية فكان من نوع آخر تماما!
مشهد 1
اقترب رجلان من حشد من الناس وسألوا عن أطوار بهجت، وسرعان ما عثرا عليها مع المصوّر وفني الإضاءة يتابعون التغطية التلفزيونية للحدث، بما تيسّر لهم من الوقت وحيّز للتحرّك، إثر تطويق مدينة سامراء بعد تفجير المرقد المقدّس. جرّ أحد الرجلين أطوار من ذراعها، بدأت تستغيث .. ما من مجيب!
مشهد 2
أطوار بين يدي رجلين ضخمين يرتديان لباسا عسكريا، يداها أُوثقتا خلف ظهرها، تجمّد الدم في وجهها رعبا، عُصبت عيناها بربطة بيضاء، الدم كان ينزف من جرح مفتوح في رأسها.
مشهد 3
يقترب رجل ضخم بلباس عسكري وجزمة وقبعة من أطوار من الظهر ويكمّم فمها بيده اليسرى، الرجل يمسك بيده اليمنى سكينا ضخمة بمقبض أسود وشفرة مطوّلة، الرجل يبدأ بذبح أطوار من الوريد إلى الوريد، ترتفع صرخات أطوار متعالية على صيحاتهم: "الله أكبر".
مشهد 4
يتقدّم رجل ثالث يرتدي قميصا أسود، يضع جزمته اليمنى على بطن أطوار ويدفع بقوة، ثماني دفعات متتالية، يتدفق الدم من جروحها، تُحرك أطوار رأسها يمينا ويسارا متناهية، يعود ذبّاحها ليكمل مهمته، يجزّ عنق أطوار، يلقي برأسها المثقوب إلى أرض مسقطه: مدينة سامرّاء!
المشاهد الأربعة السابقة ليست فصلا من فيلم رعب هوليودي مُتخيّل، بل هي صور حقيقية من شريط حصلت عليه جريدة صنداي تايمز اللندنية اُلتقط بكاميرا هاتف نقال لإحدى أعضاء فرق الموت التي نفّذت حفل القتل والتمثيل اللاآدمي بجثة الإعلامية والشاعرة أطوار بهجت مكافأة لها على مهنيتها المتجاوِزة!
تفاصيل أخرى لم يلتقطها الفيلم لكن احتفظ بها أحد أصدقاء أطوار في ذاكرته المفجوعة بظروف مقتلها المرهب، متحدثا عن تسعة ثقوب وجدت في يدها اليمنى، وعشرة في اليسرى، وثقوب في رجليها وسرّتها وعينها اليمنى! حتى جنازتها لم تنج من الاعتداء حيث تعرض موكب تشييعها لهجومين متعاقبين قتل جراءهما ثلاثة أشخاص.
الحدثان أعلاه، على تناقضهما التراجيدي، جرفاني بإمعان إلى فخ سؤال لاري كينغ الأصعب: لماذا!