الدكتور علي الوردي مفهوم واسع في مجتمع ضيق!-مصطفى العمري

Mon, 16 Jul 2012 الساعة : 21:03

(القسم الأول)
المقدمة :
حينما يفكر أحدنا بمسك قلمة كي يكتب عن فطحل عملاق شامخ مثل الدكتور الوردي لا أستغرب اذا ما اصابته رعدة ٌ وحياء أو قل شعور قد يصعب على المرء أن يصفه هكذا بدت لي الأمور وذهبت نفسي حسرات و أنا غارق في تخيلات وحسابات ليس لها حد, أكتب عن الدكتور الوردي ثم من أنا حتى أكتب عنه, لماذا؟ أنا الذي قرأ معظم كتبه وفهم أو حاول أن يفهم فكر الدكتور. ثم ماذا؟ ثم حاول أن يطبقها جهد الإمكان وينشرها قدر المستطاع ويحاول أن

يتعظ من وعاظ السلاطين ويدرك أن مهزلة العقل البشري لا بد أن يكون لها نهاية. نعم هكذا نفسي تسأل وهكذا أنا أجيب ولا مراء فإني وإن كتبت يبقى بريق الرجل كما هو وتبقى كتبه تنخر وتمخر في عباب فضاء المعرفة و العلوم التي لا تزول. لقد دأب الوردي ومن خلال كتبه الكثيرة الكم والوفيرة في المعرفة على أن يتناول مواضيعه بسلاسة وعذوبة وبلغة لا يعرف التعقيد اليها طريق لقد ألف وكتب في عدد من المواضيع التي لم ترق في بعض الأحيان الى المترفين والمتزمتين والمتنطعين والجهال والحقيقة اني قابلت بعض من الذين تحدثوا اليه وحدثهم وكان على رأس هؤلاء السيد الدكتور طالب الرفاعي الذي قال لي بما معناه إن الدكتور الوردي فكر ومفكر قلَّ نظيره فسلام على الدكتور الوردي الذي اتعبناه فما بخل علينا حتى أعطانا عصارة فكره النير وأجهدناه وقولناه وفي بعض الأحيان كفرناه فلم يتغير ولم ينكص أو يتردد .

ولادته : ولد الدكتور علي الوردي عام 1913 في مدينة
الكاظمية (موقع البغدادي)

وفاته: توفي في عام 1995 عن عمر يناهز اثنين و ثمانين عام ( الدكتور علي الوردي في الطبيعة البشرية الناشر مؤسسة المحبين)

كتبه : ألًّف َالدكتور الوردي العديد من المؤلفات التي كان لها الأثر البالغ في حركة الإنسان العراقي خاصة والإنسان العربي عامة ومن أبرز هذه المؤلفات:
1- (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) ستة أجزاء والجزء الخامس والسادس في قسمين. تعرض الدكتور الوردي في هذا الكتاب الى عدة أمور مهمة وقد اسهب في الشرح وفصل في أمور كانت تحتاج التفصيل فخصص الجزء الأول منه من بداية العهد العثماني حتى منتصف القرن التاسع عشر فحاول أن يبين كيفية نشوء الدولة العثمانية وفتح العراق. ثم الدولة الصفوية والتشيع وانهيارها وظهور قائد جديد هو نادر قلي الذي حاول جاهدا ً في تكوين مذهب جديد. ولم يغب عن الوردي كما هو معروف عنه فقد وضع ثلاثة عناوين في ملاحق للكتاب. (لمحات اجتماعية جزء 1 الناشر انتشارات المكتبة الحيدرية- سنة 1995 )

أما الجزء الثاني من الكتاب فبدأ به الدكتور من سنة 1831 الى سنة 1872 .
وكما هو معهود من الدكتور في عذوبة الطرح فقد بحث وأجد لكي يصور لنا تاريخ مليء بالتحركات و التحولات فمن أحداث مصر والشام واحتلال فرنسا الى مصر وولاية علي رضا باشا الى أن يصل الى قصة لها معنى في الواقع الحالي ألا وهي ظهور قرة العين ولما لهذه القصة من ضرورة في نقلها حبذت أن انقل مضمونها حيث يقول ولدت قرة العين في قزوين عام 1814 م وكانت أسرتها من الأسر الدينية المعروفة ذات جاه و مكانة, تميزت قرة العين بجمالها الفاتن وذكاءها المفرط وبدأ نبوغها بالظهور منذ صباها وكثيراً ما كان أبوها يتمنى لو كانت ولدا ً عندما بلغت عمر الرابعة عشر تزوجت من ابن عمها ثم طُلقت بعد سنوات واعتنقت الدعوة البهائية وفحوى هذه الدعوة أنه سوف يخرج المهدي المنتظر أو الموعود الذي كانت قرة العين تؤمن به وتدعو له ومرت هذه الدعوة بمراحل لا أريد الخوض فيها عموما ً لقد أسرفت المرأة في عملها وأباحت لنفسها كل المحاذير حتى أنها مارست واباحت لنفسها كل شيئ . مما دعا بالحاكم آنذاك الى حكمها بالقتل فاختلف في كيفية قتلها فمنهم من قال انها وضعت في فوهة مدفع وأطلقت عليها قنبلة مزقتها تمزيقا ًومن قال إنها أحرقت. ( لمحات اجتماعية ج 2 ص 152) وما أشبة اليوم بالبارحة فربما حاول أن يقول الوردي إنه سيأتي يوم ترجع فيه قرة العين لكن هذه المرة إقرار العيون على كثرة المدعين للمنتظر؟
ثم حاول الدكتور الوردي أن يتناول في الجزء الثالث والرابع لأهم القضايا والحوادث التي مرت في تلك السنوات أما الجزء الخامس فقد أفرده الى ثورة مهمة في تاريخ العراق الحديث ألا وهي ثورة العشرين الشهيرة حيث تناولها من عدة وجوه وآراء مختلفة .
أما الجزء السادس القسم الأول فقد حاول أن يبين فيه حالة العراق و خلال أربعة سنوات من التقلبات السياسية والإجتماعية والإقتصادية. أما القسم الثاني فقد تناول فيه قصة الإشراف وخاصة أشراف مكة مع آل سعود. لا غبار في أجواء اللمحات ولا ضباب في سماءه لقد كان كتابه هذا إرث حضاري لا غلوا اذا قلت انه من نفائس الكتب العربية اليوم .
أما الكتب الأخرى والتي تتمايز فيما بينها من حيث الأسلوب والبحث والأهمية والتحليل العقلاني هذه الكتب لاقت رواجا ً كبيرا ً وفي نفس الوقت لا قت معارضة قوية تأخذ الصبغة الدينية في كثير من تفاصيلها و حركتها. من هذه الكتب أيضا ً:
2-شخصية الفرد العراقي
3- خوارق اللاشعور
4- مهزلة العقل البشري
5- أسطورة الأدب الرفيع
6- الأحلام بين العلم والعقيدة
7- منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته
8- دراسة في طبيعة المجتمع العراقي
9- وعاظ السلاطين

 

 

Share |