هل يتساوى الشيخ النمر وطارق الهاشمي؟؟-سعد الحمداني
Mon, 16 Jul 2012 الساعة : 20:37

تدور اليوم في عالمنا العربي الكثير من الاحداث التي يتحرك الشارع العربي على أساسها وهذه التحركات منها ما تمكن من تغيير نظامه ومنها ما زال الى الان يعاني في صولة من الحرمان والقتل والتشريد ، وربما الاقلية التي تعيش في هذه الدولة او تلك هي اكثر من تتعرض الى تلك الويلات والمصائب والموت المحتّم عليهم من الانظمة الجائرة والمتسلطة على رقابهم كحد السيف بل انهم يشعرون بالذل والهوان وانتظار الموت الذي يمكن أن يدق ابواب حياتهم في أي لحظة.
واقع شعوب الدول الخليجية هو الاكثر تعتيما لممارسات أنظمتهم القمعية التي بدأت تستنزف أبناء الاقليات بشكل ممنهج كي لا يخرج لهم صوتا في عالم التكنولوجيا الحديث الذي نعيشه بكل تفاصيله والذي يمكن ان يؤمّن الحدث وايصاله الى العالم في لحظته.
من تلك الحوادث ما تمر به المملكة السعودية وحكامها الجائرين على ابناء بلدهم كمواطنين يعتبرونهم من الدرجة الثانية او قد تكون الثالثة من ابناء المنطقة الشرقية حيث تحدث المواجهات بشكل شبه يومي حتى استطاعت قوات الامن قبل ايام من اعتقال الشيخ المعارض لنظام السعودية وأمراءها الذين عاثوا بأرض الحرمين فسادا وتنكيلا بالاقلية الشيعية ، هذا الاعتقال لم يكن على موعد للتنسيق مع الدولة التركية بخصوص امر ما لكنه ملاحقة مارسها النظام السعودي لان هذا الشيخ تمكن من ان يهز الارض تحت اقدام الملوك الجبابرة ما نريده من هذا التقديم هو ان هناك صفقة بدأت الدولة التركية بمحاولة ارساءها على ارض الواقع عبر مقايضة العراق بامكانية الافراج عن الشيخ النمر كونه شيعيا مقابل اسقاط جميع الجرائم التي قام بها الهارب المجرم طارق الهاشمي وهذا ما وافقت عليه السعودية شرط ابعاد هذا الشيخ عن دولتهم وفي النهاية تكون الدولتين وفرتا جوا آمنا للمجرم طارق الهاشمي ،، طبعا هذا ما تفكر به السعودية وتركيا وهمهم ان يُخلّصوا طارق الهاشمي ليس إلا .
ولكن اقول هل أصاب النظام التركي نوعا من الجنون السياسي كي تفرض ذلك على العراق !!!! وما علاقة الدولة العراقية برجل سعودي معارض لنظام حكمه وان كان شيعيا فهل يظن اردوكان او عبد الله ان العراق تحكمه طائفة واحدة او توجه واحد فكيف يمكن مجرد التفكير بذلك بأن تتنازل الحكومة العراقية عن الجرائم الموجهة الى شخص مسؤول عن قتل العشرات من الناس الابرياء في العراق لمجرد انها تريد تخليص معارض سعودي وان كان شيعيا .
انا اعتقد انه الجنون السياسي عندما تحاول دولة مثل السعودية او بحجم تركيا المساومة او المبادلة او استخدام ورقة الضغط الطائفية عبر الضغط والتأثير على الطائفة الشيعية لثني العراق عن الكثير من الملفات والتنازل عنها ومنها ملف القضية السورية والرضوخ للكثير من القرارات التي تتبناها الجامعة العربية ، لذلك سوف تصطدمون بحائط قوي ضد أي تدخل سافر في الشأن العراقي لان جميع المكونات تحكم العراق وليس المزاجيات التي تمارسونها هي التي تتحكم بالعراق وارثه السياسي وما تطلبه تركيا من اعفاء الهاشمي عن الجرائم الموجهة اليه مقابل اطلاق سراح الشيخ النمر ، انها نكتة لا يمكن بلعها ’’’’ والاستهزاء برأيكم برأيكم من باب أولى أردوكان باشا او قرداش!!! لأن لا يمكن ان نساوي حتى في الانسانية بين شيخ يجاهد من اجل نيل حرية ابناء جلدته ويدعو الى الحرية والسلم مع رجل أوغل في قتل ابناء جلدته فيَتّم ورمّل عوائلهم ،،،،، فهل ترتضيه ضمائركم أيها الحكام ياأنصاف الرجال.