أيها الغيارى.. ابحثوا لي عن فقيدي-محمد جواد شبّر

Mon, 16 Jul 2012 الساعة : 20:27

فقدته منذ تسع سنوات، قالوا انه ضحية إحدى العمليات التفخيخية، العمليات التي لم نسمع عنها في تلك الأيام التي كان حكمها (عش بأمان ولا تتدخّل بالنظام)..
كلما دُعي شخصٌ بسيارته الملغّمة للإفطار مع رسول الله أسارع إلى التلفاز لأبحث عنه بين المئات من الضحايا فإنه يختلف عنهم جذرياً.. أنا أستطيع أن أميّز جثّته من ألف جثمان.

إنه رجل متوسط العمر ذا وجهٍ قمري أبيض لم تصبه الشمس منذ أن تعيّن مديراً عاماً لإحدى الدوائر، يرتدي رحمه الله بزة سوداء إيطالية ماركة مونتانا وربطة عنق حمراء وقميص أبيض كذلك إيطالي الصنع  من شركة ماديس وحذاء جلد أسود إيطالي ماركة كودشي ونظارات شمسية من ماركة كاريرا الإيطالية مرتدياً على معصمه الأيسر ساعة سويسية الصنع ماركة أوميغا ماسكاً بيده جهازه المتنقل الأمريكي من نوع آي فون، كان المرحوم يقود سيارته التويوتا من نوع لاند كروزر "في أكس آر" ركنها في إحدى الساحات القريبة وترجّل ليتجوّل في الأسواق الشعبية التي ملئتها الروائح الكريهة ليواسي ويتفقّد أبناء جلدته الذين كان منهم يوماً ما قبل أن ينتمي إلى الجهة التي جعلت من أمثاله النطيحة والمتردّية مسؤولاً بحكم المحاصصات الحزبية، بحكم التآمر على الكعكة الكبيرة التي كانت في يوم من الأيام قد استولى عليها رجل وعائلته "المجارية" وتركها لهم بعد أن أزيل على يد أسيادهم بالقوة وبعد أن دفع ثمنها المساكين بسعرٍ باهظ.

أرجو ممن يعثر على هذه المواصفات في داخل الساحات التي تُفجّر بين فتنة وأخرى وبين تهديد سياسي وآخر وتستقر بين اتفاق سياسي وآخر، أن يراسلني لأنني سئمت البحث داخل الأماكن المستهدفة عادةً ولم أجد ضحايا بتلك المواصفات وكل الضحايا الذين رأيتهم منذ تسع سنوات كانوا من الطبقة الذين إن لم يعملوا اليوم فلن يأكلوا غداً!!
 

Share |