إن صحّ هذا الخبر!!!!-وليد سليم

Sun, 15 Jul 2012 الساعة : 10:15

نشرت إحدى الصحف العراقية وصحف اخرى منها اجنبية الخبر التالي: ((الإدارة الأميركية جهّزت فريقا سياسيا عراقيا جاء مع الإدارة الأميركية في بداية عام 2003 وتمت تنميته حتى منتصف عام 2012 وقد دق ناقوس النهاية كما رسمت الإدارة الأميركية السيناريو المخطط للعراق، وأن الفريق الجديد يتهيأ لدخول المعترك السياسي مع كل المؤهلات التي حضرتها له الإدارة الأميركية ليتولى زمام الأمور)) قد يظن البعض ان مثل هكذا طرح ربما يكون من باب التحليل او البروباكندة الاعلامية ولكن واقع الحال يشير الى ان الوضع السياسي ربما في أغلبه سيتجه بهذا الاتجاه، وان وعدم الاستقرار السياسي في البلد لم يأتي من فراغ على الاطلاق بدءً من افتعال الازمات وصولا الى تفاقمها وتعطيل البلد ثم تمتد الى تكبيل العملية السياسية بالكامل من ايقاف المشاريع وتقييد السلطة التنفيذية وترهل الكتل السياسية في البرلمان العراقي ،، كل ذلك من المؤكد ان خلفه أيادي خفية تعمل بطريقة مبرمجة مستغلة دول الجوار العراقي لإعانتها على ذلك لانها هي المستفيدة ايضا من هذا الوضع لعدم قناعتها بكل النظام الديمقراطي في العراق خصوصا اذا أمعنا النظر جيدا ببعض الدول الخليجية وهؤلاء سواء كانوا على علم بما يتم التخطيط له ام كانوا لا يعلمون فهم في النهاية كحصان طروادة الطائع دوما لإشارات أسيادهم .

هنالك العديد من العناصر الشابة التي وصلت مع القوات الامريكية بداية سقوط النظام السابق وتحديدا من الذين يعيشون في اميركا، والتي تم تكليف شركات امريكية خاصة بإدارتها وهي تُعنى بخاصية الحصول على عمل للفاقدين عملهم او تركوا وظائفهم لسبب ما وربما الرواتب المغرية دفعت بالكثير من هؤلاء الشباب القدوم مع القوات العسكرية رغم خطورتها من اجل الحصول على فرصة ذهبية في المستقبل القريب كما وعدوا بذلك وهذا لم يقتصر بالطبع على القادمين فقط وهم من أصل عراقي وانما توسعت الدائرة لاستقطاب الكثير من الشباب العراقي داخل العراق للدخول في هذا المعترك السياسي والتدريب على أفضل فنون العمل السياسي وعلى أساس الخبرة التي يمتلكها المحاور الامريكي في عمله ووفقا لخطته المرسومة له في مركز دراسات الشرق الاوسط في واشنطن ،، انا هنا لا ارفض بل أرحب بعملية تطوير الشباب العراقي تلك واعدادهم للعمل السياسي وقيادة البلد في كل جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأسلوب الانفتاح الدولي على العالم ولكن يجب ان يكون الاعداد صحيحا وقابلا للعمل وسط مجتمعنا الذي تختلف رؤيته الاجتماعية باختلاف مناطقه فهناك من يرفض مثل هذا الاعداد بطريقته ومفاهيمه الدينية ، وهناك من يعتبره استعمارا عسكريا بطريقة ظاهرها عراقي وباطنها تكون زمام الامور بيد الموظف الامريكي ، وهناك من يعتبرها غزوا فكريا ومحوا لقومية العراق العربية او من نسميهم "بالقومجية العرب" ، وهناك السبب الاخر والرئيسي وهو الطبقة السياسية المخضرمة في العراق والتي لها باع طويل في العمل السياسي منذ معارضتهم الانظمة الحاكمة وحتى تسلمهم نظام الحكم وهذه الطبقة لا اعتقد ستكون في غاية السعادة بالجيل السياسي الجديد المربَى أمريكيا والذي سيزيحهم من مناصبهم وهي في النهاية حالة صراع وفوضى قد تجر البلد مرة اخرى الى ما لا يحمد عقباه.

يقول مصدر الخبر ان الفريق الجديد سيفوز ويحظى بالدعم الكامل والقوي من قبل الادارة الامريكية من باب مساعدته على ارسال توفير الخدمات الكاملة وبالخصوص حل أزمة الكهرباء التي تعتبر الشغل الشاغل لأبناء الشعب العراقي اضافة الى باقي الخدمات التي لها مساس مباشر بحياة المواطن العراقي مما سيدفع بالمواطنين الى التلاحم والالتصاق بهذا الجيل الجديد الذي سيكون اليد الامريكية القوية في العراق وهو الحبل المتين الذي تركته في هذا البلد رغم قبولها بالاتفاقية العراقية - الامريكية لسحب القوات العسكرية والتفاهمات وغيرها ، والا كيف يمكن لدولة بذلت كل ما بذلت من دماء واموال ان تترك الجمل بما حمل وتخرج بهذا الشكل الطوعي وهي معروفة بأنها تعتمد على العصب الاقتصادي قبل كل شيء اضافة الى تواجدها الاستراتيجي في الشرق الاوسط الذي تتصارع من اجله مع روسيا والاتحاد الاوروبي .

فهل يمكن لهكذا مخطط ان ينجح خصوصا مع الصراعات السياسية المتفاعلة اليوم على الساحة العراقية ، وكذلك فيما لو صح خبر تهديد هذا الطاقم الجديد او من يقف خلفه بإخراج (ويكيلكس العراق) الى العلن بما يحويه من خفايا العملية السياسية برمتها فهل ستطيح رؤوس وتبقى أخرى شامخة، وستفضح العقول التي تدير الارهاب من الذين تسلقوا العملية السياسية في غفلة من الزمن وهناك من كشفتهم الاحداث خلال السنوات الماضية.   
 

Share |