ظواهر عراقية . أستعلاء القضاة -منتصر أمير العراقي
Sun, 15 Jul 2012 الساعة : 9:07

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) القصص : 4
ظاهرة لاندري من آية نقطة ننطلق فيها لنلفت أنتباه المعنيين وخاصة ذويها الى توقّيها وتجنب الأرتكاس في واديها ، بالطبع ليس الجميع مبتلى فيها فأنني أعرف من القضاة من هم على مستوى من الخلق الرفيع ونفوسهم تتعالى عن التكبر والأستعلاء ولكن هناك في هذا الوسط من هم ضعفاء النفوس (خراخيش ) لاهم َّلهم إذا جلسوا خلف (الميز) إلا الظهور (ونفش الريش) .. توقع أنهم يعاملون المراجع (المواطن) معاملة المجرم .. فاذا جاء المواطن (الكريم) مراجعا فانه لابدَّ أن يقف أمام القاضي بكل أدب .. هذا ونحن أيضا موظفون في دوائر الدولة ويأتوننا القضاة أو من يعملون في سلك القضاء أحيانا مراجعين لكننا نستقبلهم بكل أحترام .. وان كانوا لايستحقون ذلك منا لما يفعلونه بنا عندهم . ونهيأ لهم مجلسا ونسعى في قضاء حوائجهم وأنجاز معاملاتهم وهم عادة جالسون يشربون الشاي مع المدير أو مسؤول القسم ويتداولون أطراف الحديث حول التعيينات (بلكت يحصلون لأولادهم أمجيّن) أولعلهم يستطيعون الحصول بأستثمارهم لهذه الفرصة الثمينة على (لحسة) أو درجة لأولئك الذين أسعدهم الحال وجعل آباءهم أيام البعث الكافر يصبحون قضاة .. قلت نحن موظفون وكانوا يراجعون دوائرنا وكان جلوسهم عندما يراجعون قد يأخذ وقتا ليس بالقصير بل طويل .. فلابد من (خلوة) يختِلون فيها القانون ويختَلون فيها مع (المدير) وهذه الخلوة عادةً ما تسبب أرباك العمل وتعطيل المراجعين الآخرين ووضعهم في خانة الأنتظار حتى يكمل هذا القاضي (المهذب) أوذاك القانوني (المؤدب) عمله (البالستيقي) .
هل يفكر امثال هؤلاء القضاة بالتعامل بالمثل يوماً إذا زرناهم الى مؤسسات الدولة ـ مؤسسات آباءهم ـ وإن كنا لانريد هذا (المِثل) إذا كان على حساب ضرر الآخرين أو أحراجهم , وهل (هؤلاء الأمثال) يحترمون الناس كما تحترمهم .. الجواب عندهم طبعاً ..!
أنا شخصياً ابتليت ذات مرة بمشاجرة مع شخص .. حملتني الأقدار أن أدخل المحكمة .. أستقبلنني أول من ألتقيت به هناك بكلمة (أوكف عدل) ولم اكن واقفاً (عوج) وكان وقوفي بشكل طبيعي كما يقف أي أنسان سوي .. لكن ذلك (الكاتب العفن) طبعاً عنده نقص .. نعم عنده نقص فكيف يعوضه .. أنتم تعلمون .. ! وسكتُّ (وبلعتها) لأنني لو تكلمت لقالوا أنني فعلا مشاكس , وبعدها راجع تدوين أقوالي وأخذ عنواني ثم أوعز بأدخالي الى القاضي . هذا وأنا لم أكن مجرماً بعدُ ..بل أنا المعتدى عليه (والمنتعل والديه) .. سألني بعدما أمرهم بفك قيودي : مالأمر ..؟ ولم يقل تفضل وأجلس واشرح أمرك .. وهذه طريقتهم المشينة طبعا والداعية الى كتابة هذا المقال ، فبدأت أشعر انني أصبحت مجرما حيث (طارت) حجتي من رأسي ، ثم تأهبت وقلت له إن الأمر بسيط نستطيع أن نحلّه عشائريا فقال أخرج .. فخرجت وأعيدت الأغلال الى يديّ ، أقول : لماذا هذا التعامل المشين مع المتهمين ياقضاة البلد المحترمين .. وأنتم تعلمون أن " المتهم برئ حتى تثبت أدانته ". أنا أرجع مشكلتكم الى سببين : أما انتم عندما تدخلون هذا السلك (القانوني) تكتسبون عقدة الحقارة .. أو أن النظام البائد قد ادرجكم في مثل هذا السياق فبقيتم انتم علية وذهب هو الى غير رجعه ..!
أتقوا الله ايها الظالمون أولاد الـ(....) لستم عربا كما تدعون ، الى أي دين تنتمون..؟ هل أنتم مسلمون ، أخبرونا إذا كنتم تنطقون ! فأن لم يكن دين فكونوا أحرارا في دنياكم .. ولايستعبدنّكم هذا الاستعلاء ، أيها الحاقدون .. إين من سبقكم على هذا الكرسي أما تشعرون ؟ أين من كان قبلكم .. الا تنظرون .. ؟ غيروا طريقتكم .. حسّنوا أسلوبكم .. بدلوا منهج البعث اللعين . وتلطفوا مع أبناء الوطن البائسين !!!!!
الله أكبر.. الله أكبر (وليخسأ الخاسئون) ، وسوف يُرحض الخائنون والنصر للفقراء والمساكين والمستضعفين .