تأملات في مكب النفايات- مصباح أبو زنيهر- الناصريه
Sat, 14 Jul 2012 الساعة : 18:07

تأملات في مكب النفايات ( تزاحمت في ذهن أبو زنيهر )
قد بتحسس البعض من كلمة أخوتي , أذن السادة ألأعزاء ... قد تفي با لغرض وقد لا أجد صعوبة في أختيارها من قاموس المخاطبات . عند التحدث اليكم في هذا ألصباح التموزي , الذي أنعشت حطام جسدي نسماته مابعد الثانية ليلا" ورحت في غفوة حلمت للحظات فيها بجدي منتصبا" أمامي بحجم القط . ( كما وصفه دارون ) ولايهدأ من تحريك فكيه على شيء يفوح منه عبق الماضي ويزجرني ( تبا" لك قليل الجيلة تنام على فضلاتك ) . لماذا تأخرت من أن تكون محترما" ؟؟ وانا ورثتك صفة الصبر . لماذا أنت كصوتك ؟ وانشد قائلا" ...(..ولسنا على ألأعقاب تدمى كلومنا........... ولكن على أقدامنا يقطر الدم ). أ نهض . ثكلتك أمك . مستكين .) عندها افقت على صدى صوت رفيق لي في أطراف الحي وتسمرت عيناي على العصا السوداء المطاطية يلوح بها . ( أبن شحيته ) الرذيل . صاحبي , وتساءلت , لماذا هو مبكرا" هذا اليوم ؟ وقفت كعادتي . قبل أن تدمي كلومي هذه العصا السوداء اللعينة . وهذا ألأفنص مدلهم الثياب , كأ نما خلق لايجيد سوى أستخدام العصا التي يمعن فيها بأيذائي . لكن صبري ألأزلي يجعلني أتردد في أن أطبق فكي بقوة 20 حصان حسب مقاييس نيوتن على نخاعه الشوكي من خلال خلفية رقبته الحالكة السواد هذه , والعارية أمام عيني في كل مرة وهو يثقل كاهلي بنير عربته الهزيلة , وحال أمه المثير للشفقة , وما يتمتع به من أقسى حالات الذل والمهانة ورزية العيش ,
فلت كان مبكرا" , خرجت بطريقي المعتاد في دهاليز الحي ودروبه الخاويه , أنعطفت هذه المرة لتلامس أظلافي الأسفلت ألأشد قسوة من العصا التي تدمي كلوم أعجازي , أسرعنا لننعطف الى مكان غير معتاد أسمه مكب النفايات . كان الكثيرون هناك ( يبدوا أنه اصبح مكانا" لكسب الرزق ) , وقد طال حديث صاحبي مع ألآخرين عندها أدركت بأننا فد تأخرنا عن ألآخرين , وأخيرا" عند أطراف هذا المنتجع , أزاح نير العربة عن كاهلي المحطم , عندها أرحت أعجازي بجانب تل’ من تلآل النفايات تفوح منها رائحة الدخان وحيث لابعوض ولا كوابيس جدي التي تؤرقني .
المكان هنا يعج بالحياة ( رجال , نساء , أطفال صغار بعمر ......... ماذا ؟. لامكان لها هنا لم نعتاد على العيش معها , ولم تكن بين أيدينا يوما" نتبادلها ) أبعدنا عنها جرح عميق ( يعرفه رجل الدين ) .
حتى رفاقي هنا . فتلك بيضاء الناصية هناك وما زال نير العربة يثقل كاهلها ( واحسرتاه ) . أوه .... والحزام الذي يلف أعجازها يحرمني من متغة المشاهدة . وأين لي من ذلك النعيم .آه لقد تفحمت خاصرتاي ..... على العموم .
ترى أين يذهب البترول ؟ وهؤلاء ألم يقفوا طوابيرا" في ما يسمونه الثورة البنفسجية , يبدو أنهم لم يجيدوا ألأختيار . ولم يختاروا المناسب
( دعونا من الرجل ) . ومن أعتاد على الفشل لم يقدم ألأفضل . والنتيجة ينعمون بالبترول والفاشلون يبحثون عن قوتهم في القمامة ... وأحدهم هذا ألأفنص مدلهم الملابس ( صاحبي ) , رحمك الله يا جحا . لماذا لم يكن مثل أقرانه الذين عاشوا معه في نفس الظروف . يبدو أن موهبة الغباء لديه منعته من التحدث بالسياسه أسوة" بأقرانه ( العربنجيه ) ليتبوء منزلة" رفيعة في قيادة جانب من السذج .ربما لم يجد من يرشده . فالأب سحقته سنين الحرب الجائرة كالصرصار ( ولا تعرف شحيته عنه شيئا" ) وتركتها السنين كحطام آدمي توالت عليه صفعات الحرب والحصار والجور والحرمان والذل والمهانة وقسوة ألأهل في جحر كالفأرة تحت سداد ابو جداحه .آ , أي , آ , أي , آ , أي , آ ......لقد نسيت ...... معذرة" .
رغم أن حالي مثير للشفقة , لكنني أشعر بالأسى على صاحبي هذا وقد أدارني ظهره كالشيخ المستكين أخذت السنين من قوسه ,وهو يمسك بيساره كيسا"ويبحث بيمينه في القمامة تحت هالة الدخان . لا أدري عن ماذا يبحث وماذا يعبيء بداخل الكيس ؟ مسكين صاحبي هذا سوف يقضي عز شابه في الحرمان ....... ما علينا .ترى ما الذي تعده أمه شحيته هذا اليوم لمعدته الخاويه . وأاتمنى أن لا ينسيه بحثه المظني في القمامة هذا اليوم باقة البرسيم التي أعتدت على ألتهامها . وفجأة" هرع الجميع نساء أطفال شباب الى مكان ما , عندها وجهت بوقا أذني لتسمعاني هدير سيارة القمامة تفرغ حمولتها . حتى رفاقي وقفوا على مرمى من قشور الموز والرقي والبطيخ . أستجمعت قواي لأخذ مكاني بين الجمع كي أبل معدتي من هذه (المعثرات . ) .عندها لمحت صاحبي يلوح بيمينه رافعا" كيسه ممتليء النصف بيساره ألى ومضات كاميرا متتابعه تساءلت ربما الفرج , وتوصل هذه العين الميكانيكية هؤلاء لتبكي عليهم الدنيا . والمترفون على المنابر . بدل الدموع دما" . عراقيون حملوا بين جوانحهم الحضارة والطيبة والرضا بالقليل والوفاء والحب . يطفون على بحر من الذهب ألأسود . وقد ترسخت لديهم القناعة بالوراثة وعلى مر السنين بأت لانصيب لهم بشيء ألا في البرق .
لأن الخوف ملْ قلوبنا , ورياح تموز
تهز مهودنا فنخاف . وألأصوات تدعونا .
جياع نحن مرتجفون في الظلمه
ونبحث عن يد في الليل تطعمنا , تغطينا ,