شجاها الناس قصة تربوية حقيقية بقلم عبد الرزاق عوده الغالبي
Wed, 15 Jun 2011 الساعة : 11:13

موقف تربوي
تنويه
هذا مشهد تربوي حقيقي لكنه سلبي جدا !؟ واجهني اثناء زيارتي لأحد المدارس الاعدادية ومشاهدتي لتصرف احد اولياء الامور السلبي مع مدير المدرسه لذا ادعو اخوتي اولياء الامور وأذكرهم بأن المدرسة هي البيت الثاني لأبنائنا الطلبة وأن ادارة المدرسة وهيئتها التدريسيه هم اباء وأخوان لطلبتهم ......ادعو الى التصرف الشفاف مع الشريحة التربوية......اما الخطأ فيحسب على الطرفين ولا مجاملة فيه.
بالامس اثارتني حكايه وألمتني كثيرا لاكتب هذه السطور واوثق خطأ من اخطاءنا التربويه بحق المربين وحملة لواءه...!! اصل الحكايه هي اني زرت مدرسة كان احد ابنائي طالبا فيها واردت من تلك الزياره ان اقف على مستواه الدراسي وهذا فرض من فروض التربيه يمليه علينا الواجب الابوي والتربوي والوطني ان نفعله خدمة للصالح العام وهذا واجب على كل ولي امر ان يمد يد العون لادارة المدرسه ويزورها ويتذاكر مع الاداره والمدرسين عن كل صغيرة وكبيره تخص مستوي ابناءه العلمي و ظاهرة حضاريه تحسب له لتطوير ابناءه ليكونوا اعضاءا نافعين في المجتمع لتوثيق وتقوية اواصر التربيه لدى النشأ الجديد....... وكما نرى ان اصل الكارثة وسبب البليه هو اهمال هذا الفرض و التخلف عن اداءه .....!!؟ ففعل الاهمال فعله فينا وحصد المجتمع العراقي منه الكثير بسبب قلة الوعي والذي ادى الى ان الكثير من ابناءنا قد انحرفوا عن جادة الصواب لهذا النشأ ...!!؟؟ ولدينا الكثير من الصور والامثله نراها كل يوم من تفجيرات وذبح وقتل عشوائي لابناءنا بيد ابناءنا ..!!؟ وهذا يذكرني بخاطره صغيره مفادها ان احدا من بسطاء التفكير يدعي الشجاعه يحمل دائما سكينا ضخما بمناسبه او بدون مناسبه ازعجته ذبابه كثيرا فعندما وقفت على ساقه استثار غضبا وسحب سكينه الكبير وضرب الذبابه بكل ما اوتي من قوه فطارت الذبابه وطار ساقه معها !! ؟؟..... اذا من المسؤول عن ما يحدث من تلك الانحرافات الغريبه واللقيطه عن مجتمعنا !! ؟... بالطبع هو الاب بالدرجة الاولى والمدرسه بالدرجة الثانيه !!؟؟....فمتى نعي الدرس ونستوعبه ....؟
دخلت الاداره وجلست ثم دخل بعدي رجل يبدو انه جاء لتفس الغرض ..... حضر المدير بعد ان فرغ من جولته الاعتياديه على صفوف المدرسه....سلم علينا فبدا الرجل بالهجوم على المدير بكلام قاسي عنيف ومن خلال تلك المشادة الكلاميه عرفت ان الاداره قد حاسبت ولده على هروبه الغير مبرر من المدرسه وعلى اهماله وغيابه المتكرر من الدروس وتدخينه السكاير في ساحة المدرسة وامام الطلاب !!!! فقلت في نفسي ان الدنيا لاتزال بخير ما دام المجتمع العراقي يختزن رجالا اخيار مثل هذا المدير يتحسسوا هموم الناس ويهتموا بمتابعة ابناءنا الطلبه بالرغم من الاشواك التي نضعها في طريقهم كما يفعل هذا الرجل الجالس امامي..!!؟ وانا في خضم تلك التساؤلات وخلال غيبوبتي تمتمت بعباره دون وعي :
ـ بارك الله فيك ياستاذ ـ..! فسكت الجميع ونظروا لي باستغراب وتساؤل ؟ ارتبكت واعتذرت عن مقاطعتي الاعتباطيه لهم وعند ملاحظتهم حيرتي وارتباكي اشركوني الحديث فقلت..
ياجماعه..... انا جئت لتلك المدرسه لنفس الغرض الذي احتدم نقاشكم عليه لكني اختلف معكم الرأي....؟؟ ان ماقام به مدير المدرسه لولدك يا اخي او لاي طالب اخر هو شيء جميل قل نظيره في هذا الزمن الصعب وكاد ان يكون حلما من احلام اليقظه مقارنة بما نرى ونسمع كل يوم من اهوال ......!!؟؟. وان مدير المدرسه اب تربوي هدفه خدمة ابناءنا الطلبة اتركه يؤدي واجبه بالطريقه التربويه التي يراها !! ؟؟ فلم يعجب الرجل كلامي وامتعض وبدا بالتهديد والوعيد ؟؟ ونطق عباره قاسية بالنسبة لي ويا ليته لم ينطقها كانت بالنسبة لي كانفجار عبوة ناسفه كالتي نرى ونسمع كل ساعه... و هي انه مشرف تربوي في المديرية العامه للمحافظه ؟!!! طار عقلي وتساءلت : ايعقل هذا ان يكون الحامي حرامي كما يقول الاجداد في مثل هذا الموقف ؟؟!! ايعقل ان يكون القاضي متهما والمتهم قاضيا في محكمة العدل التربويه !!!؟؟ فكيف يكون حال المجتمع اذا كان مشرف التربيه مساعدا ومشجعا للتسيب والانحلال واي انحلال ؟؟ انحلال اولاده !!؟ اذا كان هذا الاب فاشلا في تربية ابناءه فما ذنب المجتمع ان يتحمل هذا الفشل وما ذنب العملية التربوية ان تتحمل مشرفا كهذا !!؟؟ كيف باستطاعة هذا المشر ف ان يحاسب او يقوم معلما مهملا و متهربا من اداء واجبه اذا كان هو لا يعرف تقويم ولده ؟؟!! ايجوز لنا ان نتناول المثل بشكل معكوس وان نسمي الاشياء بغير مسمياتها او نضع الامور بغير نصابها ان حصل ذلك فهو بحد ذاته افسادا واغتيالا للذوق والصالح العام!!؟؟.... كم نحن مساكين ان نتلقى الطعنات من كل جانب !!؟ اعاتك الله ياعراق وحفظك من اخطاءنا ....وانا غارق في تلك التساؤلات التي استمرت فيها غيبوبتي طويلا....!!!؟؟ نهضت وتوجهت الى الباب دون ان انهي ماجئت من اجله مثقلا بالهموم كأن جبلا رزح فوق صدري ولا اعي مادار حولي متمتما بعباره.... انتبهت الى نفسي وانا اسير في الشارع مرد دا —شجاها الناس -. !!؟