عيدالصحافة.و. المكرمة التي قبرت في مهدها -عبدالرزاق العبودي

Wed, 15 Jun 2011 الساعة : 11:10

ونحن نحتفي بالذكرى الثانية والاربعين بعد المائة للعيد الوطني للصحافة العراقيه وهو يوم صدور اول صحيفة عراقية تسمى الزوراء في الخامس عشر من حزيران للعام 1869 م، لابد من استذكار الدور العظيم والمتميز لاولئك الرجال الذين نذروا انفسهم للدفاع عن الحقيقة وكشف المستور مما خبئة الاعداء لابناء شعبنا من دسائس ومؤمرات واجندات تصب جميعا في خانة (نظرية المؤامرة) التي كانت ولازالت تستهدف العراق ارضا وشعبا وسيادة.
قد يقال احيانا بان هذه الامور أي ( الاحتفالات ) هي روتين تعودنا عليه وهو امر طبيعي، او انه امر لايضر ولاينفع ، لكننا نؤكد بان هذا الكلام خاطيءجملة وتفصيلا ، فاستذكار هذه المناسبة يعني الكثيرلابناءهذه الشريحة وعوائلهم ومعهم كل العراقيين .
لقد كانت الصحافة العراقية هي المنبع الاصيل الذي يغترف منه ابناء شعبنا مصدر الهامهم وقوتهم وصمودهم عندما تنفس عن همومهم والامهم ومعاناتهم التي تنوء عن حملها الجبال ويكاد لايحملها او يتحملها الا فطاحل الرجال ، وهي ذاتها التي تصنع البسمة على الوجوه التي اتعبها الحرمان ، اضافة لما تشيعه من روائع الثقافة والادب والفن على يد تلك الاقلام الفذه من المبدعين الذين ماانفكوا يولدون بالمئات وفي كل عام ، ولكل هذا وذاك نالت هذه الشريحة ثقة العراقيين جميعا الذين اعتبروها المعبر الحقيقي عنهم ، ولذا فاني استل هذا البيت من الشعر للفرزدق مادحا قومه حيث يقول :-
اذا نحن سرنا سارت الناس خلفنا
وان نحن أومأنا الى الناس توقفوا
واقول بفخر بان الصحفي يمكن ان يكون بهذه الصفة التي تعطية المزيد من المحبة والتقدير في نفوس ابناء الشعب ان كان معبرا عنه فعلا و كما قلنا، وبهذه المناسبة نذكر قولا لعالم الاجتماع العراقي المرحوم الدكتور علي الوردي في كتابه دراسة في المجتمع العراقي حيث يقول في ص368(( يوصف الشعب العراقي الان بانه(يقرأ الممحي ) وقد يكون هذا الوصف صحيحا او غير صحيح ولكننا نعرف على اية حال انه شعب(قاريْ) ، فهو يلتهم من الصحف والمجلات والكتب نسبة اكبر مما تفعله الشعوب العربيه، وقد ادرك ذلك الناشرون في القاهرة وبيروت وحسبوا حسابه، فهم يخصصون للعراق مما ينشرون حصة الاسد)) ولهذا فانني اؤكد بان شعبنا يحبنا بالفعل فهو يقرأ مانكتب وهو بالفعل راض عما نقول والا فانه سوف يتظاهر ضدنا يوما ما وهو لم يفعلها ولن يفعلها ، مادمنا منه ونعبر عن مشاعره واحاسيسه .
ان استذكار شهداء الصحافة العراقيه التي قدمت الكثير على مذبح الحرية والكلمة الصادقه يدعونا للوقوف فخرا وعزا ومجدا لكي نباهي بذلك صحافة الدنيا باكملها ويكفينا سقوط (365) ثلاثمائة وخمس وستون شهيدا من الصحافة العراقيه للفترة منذ نيسان 2003 ولحد الان وهو عدد مهول وكبير ولانعتقد بان يضاهيه بلد اخر في عدد المضحين من صحفييه.
ان تسمية الصحافة بالسلطة الرابعة يجب ان يحظى بما يستحقه قانونا من الثناء والتقدير لهذه الشريحة المضحية ولايبقى مجرد حبر على ورق وعبارة عن اقوال فارغة المحتوى وخالية من عنصر الالزام الذي تستحقه هذه الفئة تجاه السلطات الثلاث الاخرى وهي التنفيذية والتشريعية والقضائية ، الامر الذي يلزم الجميع باحترامها واعطائها استحقاقها بعزة وشرف واباء ،ولكي اكون واضحا في ما اعني وبعيدا عن التهجم او الاستهداف دعوني اتحدث عما حظيت به الصحافة مؤخرا وهو مالم تحصل علية منذ تاسيسها ولحد الان حسب علمي فالموضوع يتعلق بمهنة المتاعب التي لم تجد لها ناصر ومعين اذا صح التعبير الا من خلال رجالها ولنقل فرسانها الافذاذ الذين ارتفعوا بها عاليا واوصلوها الى مبتغاها النهائي علوا وسموا، فبعد جهد ومثابرة من قبل السيد النقيب مؤيد اللامي واعضاء النقابه وبعد موضوع المكافئات السنويه، امر السيد رئيس الوزراء بتخصيص قطعة ارض لكل صحفي في مركز محافظته بغض النظر عن مسقط راسه فيها، وهي مكرمة سخية جدا ولها صداها الواسع داخليا وعربيا ودوليا ، الا ان الرياح تجري بما لاتشتي السفن كما يقال فقد تصدى الروتين القاتل والمصطنع احيانا لهذه المبادرة والمكرمة اذا صح التعبير وقبرها في مهدها، فقد وقعنا نحن الصحفيين بين مطرقة دوائر البلديات وسندان دوائر العقاري (مع الاعتذار للتشبيه) وبالتالي تم استبعاد العدد الاكبر من الحصول على هذه المكرمة التي طالما حلمنا بها ولكن دون جدوى(.والدليل انه لم يتم التوزيع في اية محافظة عدا المثنى)
لقد تعودنا في العراق الجديد على عدم الخوف او التردد ونحن اذنطرح هذا الموضوع نامل ان يحظى بالمتابعة وايجاد الحل له وانا اقترح على السيد النقيب ان يطرح المقترح على السيد رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي لمعاملة هذه الفئة اسوة بالسلطة الثالثة وهي القضائيه حيث منحوا قطع اراضي في اماكن متميزة وبغض النظر عن مسقط الراس او حق الاستفادة لانها مكرمة والمكرمة يجب ان لاتكون مشروطه براي فلان وعلان وموافقته فيجب ان تكون موافقة السيد رئيس الوزراء هي الاولى والاخيرة ولااعتراض عليها من قبل أي طرف كائن من يكون لان هناك الكثير ممن يتصيد بالماء العكر بغية تفريغ مكرمة رئيس الوزراء من محتواها الانساني.
علما بان عدد الصحقيين المشمولين (لديه هويه وخدمة) اقل من عدد القضاة او اساتذة الجامعات الذين لايسالون عن حق الاستفادة ومسقط الراس والذين حصلوا على تلك المكرمه.
ننتظر ان تكون البشرى بمناسبة عيد الصحافة ليكون العيد عيدين لكي تعم الفرحة الجميع وبهذا يشعر الصحفيون بان هناك من يتابع امورهم ويحل معاناتهم .
اننا على ثقة من ان هذه المبادرة سوف لن تترك لاجتهادات فردية من هذا الشخص او ذاك بل يقتضي ان ينحصر الامر بالسيد رئيس الوزراء الذي يجب احترام رايه والذي يكون فوق جميع الاراء وملزما لكل المعنيين .
نامل ان يشهد احتفالنا بعيد الصحافة عرسا اخر وبشرى متميزة .

 

 

 

Share |