من هنا بدء التغير -حميدة مكي ألسعيدي-الناصرية

Sat, 14 Jul 2012 الساعة : 11:33

تغير الحكم من خلالها في العراق فأصبح جمهوري , كانت ثوره وانقلاب في نفس الوقت وان اختلف اغلب المؤرخين حول التسمية فالبعض أكد أنها ثوره والبعض الأخر قال أنها انقلاب لكنها ثوره وانقلاب في نفس الوقت ,فثوره لأنها حدثت من اجل تغير نظام الحكم في العراق وانقلاب لان من قادها ضباط من الجيش العراقي .
بدء تنظيم الضباط الأحرار يعد العدة من اجل أحداث تغير سياسي في حكم البلاد ومن اجل التخلص من كل المعاهدات ولاتفاقيات الجائرة التي فرضتها بريطانيا على العراق منذ عام 1922 والتي تهدف تحقيق المصالح ألاستعماريه .ومن اجل التخلص من كل ذالك لا بد اولآ من تغير نظام الحكم في العراق ,ايضآ كانت هناك أسباب عديدة سارعت بحدوث الثورة منها ألمباشره وغير ألمباشره والتي كانت سبب رئيسي في تأجيج الشعور القومي لدى كل أبناء الشعب العراقي وبالأخص الضباط الأحرار لأنهم كانوا على تماس مع كل الظروف ألمحيطه بالبلد وآلامه العربية على حدا سواء . أما الأسباب فهي :ـ
اولآ / الأسباب ألمباشره والتي تلخصت بمواقف السلطة ألملكيه ألحاكمه تجاه ما كان يعصف بالعراق والدول العربية من إحداث كالحروب العالمية والأحلاف والمعاهدات التي تهدف إلى جر البلاد العربية نحو الأقطاب والمحاور ألدوليه وأخرها تلك الأحداث التي أدت إلى تأسيس دوله يهودية في فلسطين .
ثانيآ / الأسباب غير ألمباشره والتي تلخصت بهيمنة السلطات البريطانية على شركات النفط ومقدرات العراق من خلال ربط البلد بمعاهدات عديدة تحد من حريته وسياسته ألداخليه والخارجية ومن أهم تلك المعاهدات هي معاهده 1922/ 1926/ 1930 /ومعاهده 1948 , أضافه إلى إحداث عربيه أخرى أثرت بشكل غير مباشر على الأوضاع العامة في البلد منها نجاح الثورة في مصر 1952 بقياده جمال عبد الناصر وتفجير الثورة في اليمن 1948 , والعدوان الثلاثي على مصر بعد تأميم قناة السويس 1956من قبل بريطانيا إسرائيل وفرنسا .
أن الجيش العراقي منظمه ذات عقيدة وطنيه قوميه كان اغلب الضباط المؤسسين له هم من الضباط الكبار الذين درسوا في اسطنبول والذين كانوا يمثلون اغلب الجيش العثماني ,نظم ضباط الجيش العراقي أنفسهم بتنظيم وطني واحد كان يمثل ميول مختلفة منها قوميه وأخرى وطنيه ليبراليه وأخرى شيوعيه وأخرى إسلاميه , وكان أقدم التنظيمات هو تنظيم الضباط الوطنين ذو التوجهات الوحدوية.
لم تكن فكرة قلب النظام جديدة بالنسبة للضباط الأحرار بل قاموا بعده محاولات لكن اغلبها لم ينجح أو لم ينفذ اصلآ واهم تلك المحاولات .
1ـ محاولة الرائد رفعت الحاج سري 1950 والتي فشلت لتسرب المعلومات قبل حدوثها .
2ـ محاولة أخرى عام 1950 ولكنها ألغيت لعدم حضور نوري سعيد رئيس الوزراء .
3ـ محاولة تنظيم الضباط الوطنين 1949 إثناء الاحتفال بعودة بعض فرق الجيش من فلسطين لكنها فشلت لعدم حضور الملك فيصل الثاني والمسئولين الكبار في ألدوله.
4ـمحاوله في (11ذي الحجة)1955 وصفها المقدم عبد الغني الراوي بمنتهى الدقة والإحكام لكن قادة التنظيم رفضوها .
كان ألقاء الأول بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف في الكلية ألعسكريه 1938 أما ألقاء الثاني لهما في محافظه ألبصره بعد ثورة مايس 1941 ثم في فلسطين 1948.كل تلك ألقاءات أثمرت التعاون بين الطرفين من اجل أحداث تغير سياسي في البلد .بدء الضباط الأحرار بعد ألعده ورسم الخطط لذالك لكن رغم سرية الموضوع ألا أن هناك بعض المعلومات تسربت للقصر الملكي ودار السراي والحكومة ألعراقيه وخاصة نوري سعيد بأن تنظيمآ سريآ قد تشكل هدفه أحداث تغير في البلد. سارعت الحكومة بعد ورود المعلومات إلى اتخاذ عدة إجراءات منها نقل الواءعبد الكريم قاسم أمر ألواء التاسع عشرالى معسكر المنصورية وألواء عبد السلام عارف أمر ألواء العشرين إلى ديالى . أعطيت الأوامر للواء التاسع عشر والعشرون في مطلع تموز 1958 بالتحرك نحو المفرق في الأردن مرورا ببغداد سارع قاسم وعارف لعقد اجتماع عاجل لاستقلال هذه ألفرصه للاطاحه بالنظام الملكي وقد اتخذوا عدة إجراءات أهمها .
اولآ/استقطاب أعضاء القيادات التقليدية للتنظيم وأعضاء الحلقة الوسطى لتحيدها لضمان عدم انشقاق التنظيم من جهه وضمان عدم تسرب الخطط ألعسكريه من جهة أخرى عند تنفيذ ألثوره .
ثانيآ/ البحث عن دعم عربي ودولي وخاصة من مصر وسوريا بمراسلة عبد الناصر .
تحرك ألواء التاسع عشر بعد عطلة عيد الأضحى المبارك الذي كان من المؤمل أن يسير إلى الأردن ,سار مع ألواء العشرين نحو بغداد ,بدئت السيطرة اولآ على مقر قيادة الجيش ووزارة الدفاع وعلى مراكز الاتصالات والهاتف المركزي وعلى دار الاذاعه والقصر الملكي وقصر نوري سعيد ومعسكر الرشيد والو شاش. أعطيت الأوامر بسيطرة الجيش بعد وصوله إلى بغداد على مبنى الاذاعه والتلفزيون والقصر الملكي دون إراقة دماء لكن أعضاء البعث المجرم انهالوا بالرصاص على الاسره الملكية مما أردوا كل من كان في القصر قتلى مما اثأر حفيظة الكثير من الناس وخاصة قادة ألثوره الذين أرادوها سلميه , كذالك ليس من الانسانيه في الإسلام والديانات السماوية الأخرى إن يقتل أناس عزل لكن هذه سياسة البعث والبعثين المتعطشين للدماء دائما دون رحمه . انتهت ألثوره بإعلان البيان الأول لها .خرج الناس في المدن ألعراقيه مؤيدين ألثوره والزعيم ما عدا القلة القليلة التي كانت تؤيد بريطانيه وحلفائها وهولاء كانت لديهم مصالح وأهداف من وراء بقاء الحكم ملكيا . أما عن مواقف الدول العربية تجاه ألثوره فقد أيدت اغلب الدول ألثوره خاصة سوريا ومصر .
أما الدول ألاستعماريه الكبرى فلم يرق لها تغير النظام الحاكم في العراق فقامت أمريكا بإنزال قوات الأسطول السادس في الأراضي ألبنانيه من اجل الضغط على العراق لإعادة الحكم السابق . أما بريطانيا فقد نزل خبر تغير نضام الحكم في العراق كالصاعقة لأنه غير الكثير من حساباتها وخاصة النفطية والستراتيجيه .
لم يدم الوفاق بين عبد الكريم وعبد السلام فتره طويلة فبدء التناحر والتنافس بعد عده أيام من نجاح ألثوره لان عبد السلام وأعضاء حزب البعث ارادو السيطرة على الحكم من أول يوم ,فبدءوا يحيكون المؤامرات والدسائس من اجل ذالك .أما الزعيم عبد الكريم قاسم ورغم كل ما فعلوه كان متسامحا لم يكن هدفه من الحكم الحصول على منافع شخصيه بل أراد خدمه العراق وأهله كونه مواطنآ عرا قيآ وطنيآ وقد ظهر ذالك عليه منذ الحظه الأولى من تسلم الحكم لأنه كرس كل وقته من اجل خدمه بلده فأول ما فعله هو القيام بعده إصلاحات مهمة منها الشروع بالمشاريع الخدمية حيث انه ثورته غيرت وبشكل جذري كل الأوضاع والظروف القاسية التي كان يعيشها أبناء العراق فقام بتغير النظام القبلي إلى نظام مدني معاصر, كما قضى على نفوذ الإقطاع فسن قانون الإصلاح الزراعي الذي أعطى ملكيه الأراضي الزراعية للفلاحين , كما قام بإصلاحات وأسعه في مجال التعليم والصحة أضافه إلى بناء الأحياء السكنية للفلاحين والكسبه . كما طالب بإعادة الكويت إلى العراق كونها جزء منه .
كل ذالك أدى إلى ازدياد أعدائه وخاصة البعثين الذين ارادو السيطرة على الحكم من لذالك دبروا اكبر مكيدة له في الثامن من شباط 1963 ذالك الانقلاب الأسود الذي أدى إلى إعدام الزعيم مع مجموعه من رفاقه الشرفاء في مبنى الاذاعه والتلفزيون ليكون بعد ذالك عبد السلام رئيسآ للعراق واحمد حسن البكر رئيس للوزراء لتبدأ صفحه سوداء من تأريخ العراق المعاصر حكم فيها البعثين العراق حكمآ ارهابيآ دكتاتوريآ دمويآ خاصة بعد تسلم الدكتاتور صدام حسين الحكم لأنه دمر العراق ارضآ وشعبآ بإدخال العراق في حروب مستمرة أضافه إلى سياسات القتل والإبادات الجماعية التي اتبعها مع شعبة لتنتهي تلك الصفحة السوداء بسقوط صنم الدكتاتور في آذار 2003 ليعاني أبناء العراق من نوع أخر من والدمار الإرهاب والقتل والطائفية واستهداف الأبرياء على الهوية والمذهب من قبل البعثيه والوهابيه والقاعدة الارهابيه , كل هذه الحركات وغيرها تدعم من قبل الدول الكبرى وإعمالها تصب في مصلحة أمريكا وحلفائها لأنها لا تريد الاستقرار لهذا البلد وأهله كون العراق يمتلك اكبر احتياطي نفطي في العالم وكون اغلب سكانه هم من أنصار أهل البيت (عليهم السلام ) لذالك لن ولن تدع أمريكا وحلفائه هذا البلد يستقر وينعم بخيراته ويشعر بالرخاء لان ذالك يؤثر على مصالحها في العراق بشكل خاص ٍوالمنطقة العربية بشكل عام .

 

Share |