علاوي والنظام الديمقراطي -عبدالامير الهماشي

Wed, 15 Jun 2011 الساعة : 10:58

لم يتحمل السيد علاوي ان يرى مظاهرة مناهضة له او بالاحرى ان جزءا منها كانت ضده باعتبار ان احد المتهمين الرئيسين في جريمة عرس الدجيل ينتمي الى حزبه وهو مسؤول عن منطقة كبيرة وواسعة في بغداد
ولم يتبرئ حزب علاوي من فراس الجبوري او تفصله من الحزب بل ان القائمة العراقية نفت في بيان مقتضب ببيان عدم علاقتها بفراس الجبوري الذي يفتخر بانتمائه للحركة ويتغنى بابي حمزة
ولهذا نرى الصور الكثيرة له خلف مكتب يشير الى رئاسته لحركة الوفاق الوطني في منطقة الرصافة ومع رفاق اخرين يحملون شعار القائمة العراقية وخلفهم صورة للزعيم علاوي
وعندما تشاهد سياسيا لايحتمل مظاهرة مناوءة وهو لايعمل في موقع تنفيذي فكيف ان تسنم موقعا تنفيذا وله سلطة كان يكون رئيسا للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة فانك تحمد الله مرات عديدة  
ربما على السيد علاوي ان يعود لدروس الديمقراطية وهو يدعي انه احد تلامذتها وهو ما حاولت جهات عديدة تسويقه على هذا الاساس للشعب العراقي وتناسى ان العمل الديمقراطي يحتمل الكثير من المناورات السياسية وربما تدفع الثمن غاليا للثبات على الموقف
كما انه تناسى وضرب عرض الحائط كل القيم ليصف عوائل ضحايا مورست ضدهم كل انواع الجريمة من  الاختطاف والقتل والاغتصاب والتمثيل الى اخفاء الجثث الى استغلال بيت من بيوت الله لتنفيذ هذه الجرائم بالبلطجية
وتناسى علاوي ان فقرة واحدة في بيانه كانت كافلة لو انه ابدى تعاطفه مع عوائل الضحايا واستنكر جريمة عرس الدجيل بل تعمد الى اهانتهم مرة اخرى وحولهم من ضحايا الى متهمين مرة اخرى
وقد دفع علاوي  بالمحللين الى تصديق ما اثاره السياسي العراقي حسن العلوي وهو احد اركان القائمة العراقية قبل انشقاقه منها بوجود قيادة ظل لهذه القائمة في العاصمة الاردنية اردفه السياسي اخر كان على صلة ومازال بكثير من اعضاء العراقية بقوله ان هذه القائمة ممسكة ولم يقل متماسكة نعم دفع علاوي المحللين الى ذلك وهو يعلن بيان الحرب من العاصمة الاردنية وليس من بغداد
ودفع فريق اخر  من المحللين الى  الاعتقاد  ان القوى التي تمسك العراقية قد يئست من تحويل دفة العراق الجديد فدفعت السيد علاوي لالقاء بيانه التهجمي على الذين هزتهم جريمة تم تنفيذها بدم بارد وعن سبق اصرار وترصد    
وقد حمل البيان الذي القاه علاوي ثقافة البعث بكل ابعاده حينما تهجم على حزب الدعوة وقيادته ووصفهم بخفافيش الظلام وهم عشاق المشانق طيلة عقود من تسلط النظام البعثي الذي كان السيد علاوي جزءا منه
نعم ابرر لعلاوي لانه يعيش حالة من الشعور بالمرارة بعد ان وضعوه على راس قائمة اريد لها ان تحصل على المقاعد الواحد وتسعين ليكون مؤهلا لتشكيل حكومة فيجد نفسه مجردا من كل شيء بل حتى ان موقعه البرلماني مهدد نتيجة تغيبه منذ انتهاء الجلسة الاولى وحتى يومنا هذا  
ولكن عدم انضباطه وعدم رباطة جأشه لاتؤهله أن يكون احد عناصر النظام الديمقراطي الجديد وهذه الاجواء تذكرنا بما تعرض له السيد علاوي في الانتخابات الاولى حينما قام بزيارة النجف الاشرف لتلاحقه (أحذية) المحتجين وهو خارج من الصحن الحيدري فقام بترديد عبارات نالت من مقام الائمة انذاك
كما أن تمسكه بثقافة الاتهام ووراثته لعداء حزب  الدعوة  الذي  يعتبر احد الارقام الصعبة في العراق الجديد لاتجعله مؤهلا للعراق الجديد وهو يروج لثقافة الكراهية والحقد واطلاقها في الهواء ونسجها بخاتمة التكبير التي رددها الطاغية صدام كثيرا في خطاباته لتوحي بالسطوة والقوة التي ستستخدم ضد الخصم  
وربما هذا يدفع بالمحللين ان التصعيد والاتهام في خطاب علاوي خلق مناخا مناسبا للتنظيمات الارهابية من أجل تنفيذ جرائمهم مرة اخرى في محافظة صلاح الدين وديالى وربما نسمع مدنا اخرى لاسامح الله اذا ما استمر التصعيد العلاوي ضد الوضع العراقي الجديد ويدفع المترددين الى احتضان الخلايا الارهابية مرة اخرى

 

كل هذه الامور تدفع الى القول ان علاوي لم يعد يصلح ليمارس دورا ايجابيا في النظام الديمقراطي في العراق الجديد ولا حتى في المعارضة لانه يرى ان من يملك الحكم لايمكن له الا ان يغدر او يقتل معارضه باي وسيلة تتوفر له

ولذا لايمكن للعملية السياسية ان تستقيم مع علاوي ما دام لايملك ثقافة الاختلاف وثقافة الحوار وعليه العودة الى صفوف الدراسة فقد فشل  في اهم اختبار له وعليه الاعتذار والانتظار عسى ان يكفر عن خطيئته

 
 

Share |