عيد الصحافة وذكريات مرت-علي الخياط- بغداد

Thu, 12 Jul 2012 الساعة : 14:47

كثر الحديث في الآونة الأخيرة ومن جهات عدة نخبوية سياسية وأكاديمية وإعلامية عن أحداث رافقت الحفل الذي أقيم في الذكرى الثالثة والأربعين بعد المائة لتأسيس أول شكل من أشكال العمل الصحفي في هذه البلاد،وهي في جملتها شبيهة بالتي كانت تقام في مواسم عدة قبل سقوط النظام السابق وفي عقود من الزمن سبقت، ولربما كانت معتادة إلا من حيث السلوك غير المنضبط الذي يمارسه البعض من المتنفذين الذين يستغلون حضور المغنيات والممثلات من بلاد عربية لإحياء حفلات خاصة يدعى لها المتنفذون والنفعيون من الصحفيين ،دون أن نغمط الحق في إقامة أي حفل لايخرج عن السياقات المهنية والإعتبارات الأخلاقية التي نسعى لتأكيدها من خلال عملنا المهني الرسالي الجاد لخدمة المنظومة الإجتماعية بسلوك قيمي متوازن غير منحرف أو مجير لتأمين مصالح وإعتبارات سياسية لاترتقي وطبيعة العمل الصحفي والرسالة الإعلامية .
وتتناقل وسائل إعلام محلية، ومواقع أنترنت ،وحتى اوساط إعلامية، ومجتمعية أحاديث غير مؤكدة عن سلوكيات بعضها شائن ،وأخرى يمكن تفهم دوافع من قام بها في ظل حماس إستولى بمستوى من المستويات على القائمين على الحفل ومن أصحاب النيات الطيبة،إذ لايمكن درج الجميع في خانة المتزلفين والمنتفعين.
ونود الرد على المنتقدين ،والمشككين بمواقف الزملاء الصحفيين ووسائل الإعلام العراقية ومايقال عن دور سلبي قامت به ،ونهج باهت إتبعته في تغطية متعلقات ماجرى ،وكشف ما ستر من فعل شائن هنا أو هناك،حيث نقول واثقين، إن مجتمعا سياسيا وإعلاميا منفتحا بهذا الشكل، وفوضويا بشكل أكبر لن يجد من يتحمل المسؤولية فيه لوقف التجاوز على القيم الأخلاقية والسلوكيات الطبيعية،وربما وجدنا إندفاعا غير محسوب لتأمين المصالح يكون ضحاياه جميع الصحفيين حين تتعرض سمعتهم الى الخطر في المنظومة المجتمعية المتحفزة لردود فعل قاسية تجاه كل فعل غير مرضي.وإذ نؤكد حق النقابة بإقامة الحفلات والدعايات التي تجد أنها شأن من شؤونها شريطة أن تتوافق والمعايير المهنية والأخلاقية فإننا لايمكن أن نتحمل وفق ماجاء في لائحة الإتهامات لنا بالتقصير والمجاملة ،مسؤولية أي سلوك خرج عن المألوف والمقبول وإن الصحافة العراقية إذا كانت قد أبتليت بمن جعلها مطية لمصالحه ونزواته وحاجاته الشخصية من ( أشخاص ومؤسسات ) ،فإن فيها من لايجد قوت يومه ،ولايأمن على حياته ،ولا يضمن معاشه نهاية الشهر، ولايعرف بوضوح طبيعة علاقته بالمؤسسة التي يعمل فيها ،والتي قد تلقيه في الشارع بسبب المزاج ،أو التمويل ،أو الإجراءات الروتينية.
ورغم كل ذلك فإن هناك من الكتاب والمحررين والإداريين المحترفين العديد من الذين يعملون بإخلاص ومسؤولية ويعدون العمل الصحفي واجبا أخلاقيا قيميا مؤسسا لحركة الغد لاوسيلة إرتزاق ،وتقضية أوقات ،أو حشد لمسميات أو جمع لنساء ،أو رجال لايجيدون سوى السمسرة ،ومحاولة الكسب ،وكسب أي شئ دون وازع من مهنية ،أو ضمير أو أخلاق،ولابد من يوم لايكون للسياسيين من تأثير في حركة الصحافة العراقية ،ولاللمطبلين والإرتزاقيين والنفعيين،وهذا لن يتحقق إلا بتأمين حضور المهنية العالية والقيمية الفاعلة والأخلاق الحميدة التي من دونها فإن الصحافة لاتعدوأن تكون كأي مهنة إرتزاق.

 

Share |