جفيان شر ملا عليوي-كاظم العبودي - ذي قار

Wed, 11 Jul 2012 الساعة : 13:26

الامثل والحكم والحكايات موروث تناقله الاباء عن الاجداد ، يحمل عبراً ودروساً كبيرة وكثيرة في نفس الوقت ، والتراث العربيزاخر بمثل هذه الانواع ومن بينها هو مثل (جفيان شر ملا عليوي)، وحكاية المثل تقول ان الملا عليوي كان شديد الالتزامبالشريعة فيلزم ابناءه على تطبيقها دون شرح ضرورتها واهميتها وفائدتها خصوصاً الصلاة وهو بذلك مطبق لقاعدة ابدأ بنفسك ثم عيالك حيث كانيطبق تلك التعاليم على عائلته بشدة وقساوة احياناً اخرى لكن ابنه الاكبر كان دائماًيتخلف عن اداء الصلاة ويتركها في اغلب الاحيان،فيحثه الملا على اداءها واذا لم يبادر لا داءها يتشاجر معه حتى اصبح الشجار بسبب الصلاةعادة بين ملا عليوي وابنه وفي ذات يوم تشاجر الملا عليوي مع ابنه الاكبر لا نه لم يؤديفريضة الصلاة في وقتها مما أستدعى الابن انيسرع للوضوء ويستقبل القبلة في جمع من الحاضرين (الحواييز) لفض النزاع قائلا : بصوتمرتفع اصلي الصلاة –الظهر_(جفيان شر ملا عليوي) فذهبت مثلا ذا معنى كبير وذا دلالهمؤثره لمن يريد العبرة والاعتبار بهذا المثل على الرغم من اغلب الناس يستخدمونه للسخريةوالضحك .

وشاهد السالفة هي تنطبق على ابناء هذا البلد فهم لم يتفاعلوا مع دولتهم الفتية والجديدةحتى اصبحت هذه العادة تثير القلق وتطرح كسؤال متكرر من قبل الجميع (سياسيين ومثقفينواعلاميين) وغيرهم ، فعدم اكتراث الكثير منهم للأملاك العامة من متنزهات وبنايات وارصفةوصولاً الى ابسط شيء وهو رمي الاوساخ في الشوارع دون مبالات فهناك عدم قناعة بالواجب المفروض عليهماو عدم دراية بفائدة العمل فتلاحظ ان تطبيق القوانين لا يتم الا بالقسر والاجبار ولايتم تطبيقه بوعي وثقافة من قبل المواطنين وخيرمثال هو حزام الامان فعندما يصل السائق الى السيطرة يضع حزام الامان وعند مغادرتهابأمتار يقوم بخلع الحزام حتى اذكر في ذات مرةكنت متوجه الى العاصمة واوقفتنا سيطرة فارتدى السائق الحزام امام رجل المرور ! وهذهالسلوكيات تنتج ازدواجية في تطبيق القوانين والاعمال فما دام هناك رقيب يحاسب يتم تطبيقالقوانين وبطريقة الجفيان شر ملا عليوي لذلك تجد تنفيذ المشاريع واداء الموظفين وكل اعمالناهي خاضعة لقاعدة ابن ملا عليوي،

اما النوع الثاني فيكون بغيابالرقيب التي لا ينفذ منها الا نسبة 1% وهذا السلوكيات ستخلف اللامبالاة الجماعية والمجتمعية لأنها تصبح ثقافة لدى ابناء المجتمع بالإضافة الى ان تطبيق القوانين بالقوة وليس بثقافةالوعي ستنتج عنه معارضة تكسر تلك القوانين وتتمرد عليها وبنوعين من المعارضة الاول معارضة ظاهرية والثانيةمعارضة مخفية غير علنية الأولى تمارس دور الاعتراض على القوانين اما الثانية فهي تبحثعن الثغرات في القوانين وتوجد الاعذار للتصرفات الخاطئة لذلك يجب على الجميع اشاعةالثقافة العامة والمصلحة العامة و لرجال الدين ورجال الثقافة ان يعملوا على تلك المسألة لان رجال السياسة فقدو الثقة لدى الشارعالعراقي ولم يستطع احد منهم ان يقوم بذلك الامر لفقدانهم الشخصية القدوة المؤثرة التييقتدي بها ابناء الوطن ويلتف حولها كل اطياف المجتمع لما يتمتع به من صفات اخلاقيةعملية لا اخلاقية تنظيرية بعيدة عن الواقع وهذه الشخصية بالإمكان ان تولد في شريحتيالمثقفين و رجال الدين لانهم لم يفقدوا ثقتهم لدى الشارع الذي اصيب بخيبة امل كبيرة ومؤلمة

واذا فقد المواطن الثقة بتلك الشرائح اصبح فريسة سهلة لكل الثقافات الدخيلةاو يبقى الشعب يسير بصورة عشوائية لا نظامية تنتجالا مبالات واحياناً الشعوذة .

[email protected]
 

 

 

 

 

 

Share |