بصمات السيد الشهيد الصدر الثاني في تطوير الشخصية العراقية ومحاربة الشعوذة/٢- رائد نعيم

Wed, 11 Jul 2012 الساعة : 12:57

بسمه تعالى ... نكمل ما بدأنا في الجزء الاول من بصمات السيد الشهيد الصدر الثاني في بناء الشخصية العراقية ومحاربة الشعوذة وبناء المجتمع العراقي. تطرقنا في الجزء الاول الى بصمات السيد الشهيد في تطوير الحوزة العلمية من خلال استحداث بعض الامور الادارية والعلمية وهذا ما جعل الحوزة العلمية الناطقة مصدر إشعاع علمي جذب طلاب العلم وكذالك عوام الناس لينهلوا من علومها بعد ما كانت مقتصرة على طبقات محدودة ومعينة من أبناء المجتمع .
للسيد الشهيد بصمات واضحة على عموم المجتمع . من اهم الامور التي لها تأثير فعلي على المجتمع (صلاة الجمعة المباركة ). لصلاة الجمعة صدى أبهر الداني والقاصي لما حققته من نجاحات كبيرة وعلى جميع المستويات .
اكد السيد الشهيد الصدر على اقامة صلاة الجمعة والمحافظة عليها مهما كانت الظروف حيث قال قدس سره ( استمروا على صلاة الجمعة حتى لو مات السيد محمد الصدر لانه لا يجوز لكم ان تجعلوا موت السيد محمد الصدر سببا وذريعة لذلة الإسلام والتشيع وتفرق الكلمة وكثرة المشاكل. بل الحوزة الشريفة تبقى بعون الله وجملة من المراجع يبقون بعون الله. فتمسكوا بالحوزة واستمروا على شرفكم وعزتكم الدينية وشجاعتكم القلبية وعنايتكم بالمصالح العامة. ولا يجوز ان يحول دون ذلك اي شيء حتى موت هذا العبد الخاطئ الذي هو السيد محمد الصدر. وكذلك يوجد فيكم الكثير ممن يخطب على حد تعبير الروايات ومن هوصالح لامامة الجماعة والجمعة وليس انه حين يموت السيد محمد الصدر يموت الكل اعوذ بالله اولا وبكم من ذلك).
أقام السيد الشهيد ( قدس سره ) 45جمعة كانت مختلفة المواضيع وقد خاطب العديد من شرائح المجتمع وممكن ان نقول انه لم يترك اي شريحة الا وخاطبها باحترام وبأسلوب القى الحجة بثقة وبرهان واضح لا يستطيع باحث عن حقيقة او طالب علم الا واستهوته دروس الجمعة القيمة.
لصلاة الجمعة الشريفة أبعاد عديدة..
البعد الاجتماعي ..استخدم السيد الشهيد اسلوب جداً مبسط في إلقاء الخطب ولغة مبسطة وفي بعض الاحيان يستخدم لغة دارجة ( عامية) لتسهيل إيصال المعلومة و الإرشادات الى الشرائح البسيطة في المجتمع وكانت له خمسة وأربعون خطبة جمعة عبارة عن دستور إرشادي احتوت هذه الخطب على مواضيع مختلفة استطاع السيد معالجة المشاكل التي كانت تعصف بالمجتمع العراقي كما خاطب جميع طبقات المجتمع العراقي باختلاف المستويات الثقافية والفكرية خاطب السيد الشهيد الاطباء وموظفي الدولة والجيش والشرطة وأصحاب المحلات والكسبة والسدنه و خاطب باقي الأديان .. وآخر من خاطب هم الغجر وبهذا يكون السيد الشهيد الصدر الثاني هو اول مرجع في العراق يخاطب جميع أبناء المجتمع ولم يميز بين احد إطلاقا لقد استخدم السيد الشهيد فعلا اسلوب اهل البيت صلوات الله عليهم في مخاطبة الجميع بدون استثناء مع اختلاف المذاهب والقوميات لانه (اي السيد الشهيد الصدر ) كان يعتبر نفسه مكلف ... بذالك وإظهار علمه واجب عليه لكي يلقي الحجة على الجميع وعمل جاهدا بأساليب متعددة لكي يكسر الحواجز بين المجتمع والحوزة ويوصل صوته الى الجميع بدء من رجال الدين في الحوزة وانتهى بدعوة الغجر للاصلاح والعودة الى الله تعالى . وسبحان الله كان السيد الشهيد مسدد من الله تعالى كان لكلامه صدى واسع ونصائحه وكلامه كان يقرع القلوب فيجد من يصغي له ... الا من ختم الله على قلوبهم و على سمعهم.
البعد الإعلامي : صلاة الجمعة كانت اسلوب رائع وذكي لإيصال الرسالة والقضية وصوت الحوزة للمجتمع الإسلامي استخدم سماحة السيد الشهيد منبر الجمعة لتكون منبر اعلامي وصوت المرجعية ومنبر إرشاد مباشر وصل هذا المنبر المقدس تقريبا الى اغلب المحافظات العراقية حيث كان لصلاة الجمعة صدى قوي ولاقت إقبال منقطع النظير كان تأثير صلاة الجمعة الإعلامي واضح في العراق وخارجة .لم تكن صلاة الجمعة مقامة في العراق عند الشيعة لأسباب منها لا يجوز أقامتها بغياب الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف فكان أقامتها اي صلاة الجمعة حدث عظيم ونعمة كبيرة . تمكن السيد الشهيد بفضل الله سبحانه وتعالى من إيصال فكر اهل البيت عليهم السلام وتعاليم الاسلام الحنيف الى ابعد نقطة في العراق وكذالك استطاع ان يوصل صوت الحوزة العلمية الى خارج العراق وهذا بحذاته إنجاز كبير لما عانت الحوزة في العراق من تعتيم إعلامي كبير بسبب القمع الذي مارسته السلطة البعثية على الحوزة ورجال الدين والمجتمع بشكل عام .
البعد السياسي : السيد الشهيد استخدم الجمعة وبطريقة لم ينتبه لها النظام الحاكم استطاع ان يجعل صلاة الجمعة منبر سياسي اربك عمل النظام البعثي ومخططاته اتجاه الحوزة العلمية حاول النظام البعثي ان يباغت السيد الصدر ويشيع ويوهم الرأي العام ان السيد قريب من الحكومة وذالك بإعطاء السيد الشهيد الفرصة في التحرك وفتح البراني ومجال التحرك الذي سُمح به للسيد الصدر كان جداً محدود ولكن حنكة السيد الصدر ودرايته السياسية استطاع ان يستغل الوضع وبوقت قياسي تمكن من ان يجعل منبر الجمعة منبر سياسي مناهض لسياسة الحكومة وأمام الشعب وبشكل مباشر حيث انتقد السيد الشهيد طريقة تعامل الحكومة مع الشعب وكذالك طالب بالافراج عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم من قبل الحكومة بتهم تتعلق بصلاة الجمعة وكما انتقد السيد الشهيد العديد من ممارسات الحكومة انذاك وكان يحث الحكومة على تحسين معاملتها للشعب والسماح للشعب ممارسة طقوسهم الدينية بحرية هذا كان البعد السياسي على الصعيد العراقي .
كان لصلاة الجمعة بعد سياسي اخر وهو اقليمي وعالمي حيث دخل السيد الشهيد بمواجهة مباشرة مع الاستكبار العالمي المتمثل بالاستعمار الجديد وهو الامريكي الا سرائيلي ومن كلمات السيد الشهيد المشهورة في مسجد الكوفة المبارك ( من هذا المنبر المقدس اني استطيع محاربة امريكا واسرائيل ) ونادى بشعارات في مسجد الكوفة المبارك منها ( كلا كلا امريكا كلا كلا اسرائيل كلا كلا استعمار كلا كلال استكبار وكلا كلا ياشيطان ) وهذه الشعارات دليل على ان السيد الشهيد دخل بمواجهة ليست مع النظام البعثي فحسب بل مع القوى التي خلف هذا النظام وهي امريكا واسرائيل وهذا اسلوب جدا متطور في المواجهة للحوزة العلمية مع الاستكبار العالمي مواجهة سياسية اعلامية وقد فضح السيد الشهيد من خلال الجمعة المباركة الدور الامريكي الاسرائيلي في العالم والمنطقة كما قال السيد الشهيد ( ان امريكا وان زعمت تحكيم سيطرتها على العالم حتى اصبح العالم اتجاهها كالقرية الصغيرة كما يعبرون الا انها لن تستطيع ازالة إيمان المؤمنين وقوة الشجعان المجاهدين . فإنها ان استطاعت السيطرة على أجسادنا لن تستطيع السيطرة على عقولنا وقلوبنا ونفوسنا ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) وتطرق الى موضوع الاستعدادات الامريكية لفرض سيطرتها على المنطقة عسكريا وسياسيا بل ذهب السيد الشهيد ابعد من ذالك حيث تطرق الى ان امريكا تعد العدة لمواجهة الامام المهدي عجل الله فرجة الشريف عند ظهورة حيث قال ( ان لامريكا في البنتاجون فريق خاص يدعى فريق التدخل السريع ولهم دراسة متكاملة حول موضوع الامام المهدي عجل الله فرجه لا ينقصهم الا صورة للإمام عجل الله فرجه).
وهذا ما دفع امريكا واسرائيل في اعطاء أوامرهم لنظام البعث الكافر ومن يتواطئ معهم في العراق للظغط على السيد الشهيد للعدول عن مواقفه المعادية لأمريكا وإسرائيل والأنظمة الموالية لها وقد استخدم نظام البعث أساليب متعددة للضغط على السيد الشهيد منها الترغيب ومنها الترهيب وجميعها فشلت مع السيد الشهيد ولم يستطيعون ثني عزيمة السيد الشهيد ( قدس سره) .
البعد الثقافي :صلاة الجمعة التي أقامها السيد الشهيد كانت مدرسة متكاملة في الجانب الفكري والثقافي أغنت المجتمع بالمعرفة خصوصا الامور الشرعية التي كانت من الامور التي يجهلها اغلب أبناء المجتمع بسب السياسة القمعية التي كان يستخدمها النظام البعثي الكافر آنذاك جعلت علماء الدين يستخدمون التقية المكثفة وكذالك غياب مرجعية شجاعة كمرجعية السيد الشهيد الصدر ونزوله للشارع بثقل حيث كانت لصلاة الجمعة الدور الكبير في نجاح الثورة الإصلاحية للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) .
 

 

Share |