الزاحفون نحو مجد مزيّف-وليد سليم

Tue, 10 Jul 2012 الساعة : 10:48

المجد والوجاهة هي الغاية التي يبحث عنها كل سياسي يريد التصدي لقيادة المجتمع فيحاول ان يصنع من نفسه قائدا سياسيا يحمي شعبه ويعيش تحت حمايته وقيادته وهو بالفعل ما لاحظناه طيلة القرون الماضية بما سجّل لنا التاريخ عن ملوك ورؤساء وقادة ثورات كبيرة دوّنوا اسمائهم بحروف من ذهب ولكن هؤلاء كانوا بالفعل يزحفون نحو مجد حقيقي وليس مجدا مزيفا كالذي يبحث عنه اليوم بعض السياسيين في العراق الذين ملّت منهم شاشات الفضائيات والصحف من كثرة تصريحاتهم .

بعض الزاحفين الذين قفزوا الى الساحة السياسية اليوم ودون أي مقدمات لتاريخ سياسي او منجزات لهم تذكر أو مواقف التحدي ضد الطغاة والدكتاتورية النائب في البرلمان العراقي حيدر الملا الذي يطل على الشعب العراقي بمؤتمراته الصحفية وهو يصف الاخرين بالخائنين لبلدهم وبالشوفينيين ويعتبرهم أشباه السياسيين يريد من خلال ذلك افهام عامة الناس انه هو وقائمته السياسية الاحرص على الشعب لا غيرهم أي بعبارة ان الباقي هم حفنة من العملاء لدول اخرى قَدِموا منها وهذا بحد ذاته نوع من الاستهتار بالقيم وبالاخلاق السياسية التي يعمل بها كل سياسي يريد الوصول الى قلوب ابناء شعبه فربما يكون حيدر الملا قد تأثر ببعض الروايات الخاصة ببعض ساسة العالم الذي أسقطوا منافسيهم عبر وسائل الاعلام لأنه الظاهر اصبح الاعلام له الدور الكبير في عملية تسقيط حكام ودول ولذلك هو يريد الوصول الى اقرار وفرض أمر واقع في ايصال قائمته السياسية الى أعلى مراكز القرار في الدولة العراقية وان كان ذلك عن طريق الوسائل القذرة في التسقيط والتشهير عبر مقولة كذب ثم كذب حتى تصدقك الناس.

ما يثير الاشمئزاز والضحك في آن واحد هو ان هذا الرجل عندما يصرح في وسائل الاعلام لا يصرح الا ضد رئيس الوزراء  او احد وزراء كابينته حتى يكون لوقع الخبر صدىً كبيرا وتتناقله وسائل الاعلام من كل اتجاهاتها  وهذا النمط للأسف برز كثيرا في هذه الدورة للبرلمان العراقي حيث تتزاحم منصة التصريحات الصحفية في البرلمان بل يقفون بالدور على استلام المنصة وفي كثير من الاحيان نلاحظ أن بعض التصريحات مفتعلة تبحث في طياتها الصعود نحو صناعة الصورة السياسية لصاحب التصريح او لكي يرضى عنه زعيم كتلته النيابية او هناك البعض وهم ليسوا بقلة يناغمون بعض الاجندات الخارجية التي تخطط لهم آليات ضرب العملية السياسية وهنا هذا البعض يعمل بصفة مزدوجة ما ينم عن نقص في ذاته الوطنية ويعزز روح الانسلاخ عن تراب وطنه .

اننا اليوم وللأسف نبحث عن المعدن الحقيقي ونحن نعلم ان هذا المعدن موجود في وسط العراقيين الذين لم يفسح لهم المجال من اجل ان يقدموا خلاصة جهدهم وحرصهم على العراق والسبب في ذلك يعود الى تقافز عدد ليس بالقليل من الطارئين على السياسة والوطنية في نفس الوقت لذلك نجد هذه الوجوه الكالحة تتسمّر خلف المايكروفونات من اجل ان تصنع لنفسها هالة ومكانة في الوسط السياسي والاجتماعي على حد سواء والمصيبة التي نعاني منها اكثر هو ان هناك بعض القنوات الفضائية والوسائل الاعلامية الاخرى تطبّل لهم ليل نهار ما يدل على ان أجندة هؤلاء محبوكة الى حد النخاع مع أسيادهم في دول الجوار والتي تمرغت في الافكار التكفيرية وروحية الدمار التي تسكن نفوس هؤلاء.

من هذا المنطلق نقول لهؤلاء انكم تزحفون نحو مجد مزيّف لأنكم مهما حاولتم الوصول الى غاية التحكّم برقاب الناس فلن يحصل ذلك وستنقلبون على أعقابكم شئتم أم أبيتم فلا مفر ولا مهرب لكم من الدخول الى التاريخ الاسود وستبقى القامات الوطنية مرتفعة بوجهكم مهما حاولتم الوقوف في طريقها وكنتم عثرة بوجه كل المشاريع ارضاء لمن وضع لكم هذا المنهج، لا بد وان تتضح كل الحقائق أمام الرأي العام العراقي ليعلم عبثكم بكل العملية السياسية منذ دخولكم اليها والى الان وكأنكم دخلتم لأهداف استراتيجية مرسومة من بعض المهووسين بنظرية القائد الضرورة والحلم في العودة

 

Share |