تمازج الفرح والحزن وتضامن العراقيون في محرم وشعبان-علي الغزي

Tue, 10 Jul 2012 الساعة : 10:03

  من اسرار القدر اننا  نتوحد  ونتأخى   في  اشهر الحرم  وفي   اي مناسبة  دينيه  , ففي  شهر  محرم  يوحدنا  الامام الحسين  (ع) في مجالس العزاء وفي  الماراثون  الحسيني الكبير  الذي  ينطلق  من اقصى الجنوب  ومن جميع  مناطق  العراق  متجهين صوب كربلاء  منهم  من يكون من خدمة الامام  الحسين  (ع)   ومنهم  من يبدا  المسير  راجلا . منشدين  (كلنا فداء  ابا  عبد الله )  وفي مواكب  حسينية  تؤدي  طقوسها في  العزاء  المهيب  معبره  عن حبها  للأمام  الحسين  (ع)  وهذا سر  اللاهي  دفين  لا يعرفه  الا  الراسخون  في العلم  . حيث  ان  حب الامام الحسين  ( ع)  يوحد العراقيين   وفي  شهر شعبان  شهر  ولادات  اقمار بني  هاشم  نرى  ان  العراقيين  يتوحدون  مرة اخرى   في  حفلات  فرح   ومهرجانات  بهيجه  معلنه فرحها وسرورها  بولادة اهل البيت  فتجمعهم  مرة اخرى  مدينة كربلاء  في  كرنفالات  فرح  ومواكب  تنشد  قصائد  المواليد  وحب اهل  البيت .

ان  هذا السر  الدفين  الذي يجمع  ويوحد  العراقيين   في مسيرات مليونيه  لا يستطيع  اي  حزب  او قائد سياسي  ان يجمع  ويوحد  مثل  هكذا  كم  من  المواطنين  وما  هذه  الحشود  المليونيه    المعبرة  عن  حزنها  وفرحها   وتمازجها  , لا يكون سوى   سر  رباني    ومن خلال  زيارتي  الشعبانيه   استطلعت  بعض  الآراء  من خلال  السؤال  الاستطلاعي  التالي.

 

يتوحد  العراقيون  في ماراثون حسيني   من كافة المدن  العراقية  متجهين  صوب  كربلاء  معبرين  عن  حزنهم  العميق!!  وفي غرة  شهر  شعبان   وهو  شهر   ولاده   اقمار بني  هاشم  ,  ايضا يبدا  ماراثون   وكرنفال   فرح  بولادة   اهل  البيت  وخاصة النصف  من شعبان     ولادة  الحجه  المنتظر  (عج )

                              فما هو  سر   تمازج  الفرح  والحزن  في هذا  الماراثون  المليوني ؟؟

 

 

 

 

 

 

 

 

من  اعلام  الحضرة  العباسية المطهره  كان  لقائي   بخادم  الامام الحسين (ع)  الاديب  علي  حسين الخباز  رئيس تحرير  جريدة  صدى الروضتين

فأجابني  مشكورا  

الاديب  علي حسين الخباز

اولا ..  لو نظرنا  الى قضية  الموروث   لعثرنا    على  مفهوم  التوحد    بين  الفرح والحزن   مفهوم  التوحد  بين  الولادة  والشهادة   فلقد  اخبر  النبي    محمد  (ص )  باستشهاد  الامام يوم مولده

وهذا التوحد

الذي هو توحد روحي

يجمعنا لحب اهل البيت ونلاحظ استثمار ربيع الشهادة العالمي الذي تقيمها العتبتان الحسينية والعباسية لكل عام في ولادة الامام الحسين (ع) وهو يحمل عنوان ربيع الشهادة

ليكشف عن جوهر هذا التوحد .فهذه الناس تعشق هذه الرموز في كل حالتها في حربها وسلامها في ولاداتها ومصائبهم تجمع المناسبتين (الحزن والفرح )بهجه الانتماء وعظمة التوحد .النقطة الثانية ..لهذا التوحد قيمه انسانيه كبيره لابد ان تستثمر للانفتاح على العالم

الكل الى الإنسانية المختلف انتماءاتها .فعندما تتوحد القلوب وتتوحد الخطى فلننفتح على العالم بالحسين (ع )..

النقطة الثالثة ..هو تنظيم تلقائي عفوي شعبي انساني عام .اي لا تتدخل فيها الادلجه السياسية .

هذه المسيرة انسانيه والتوحد يشمل حتى اصحاب الانتماءات الفرعية ليصب هذا المسير الانتماء الكبر

(الوطن الإنسانية دون النظر لمن يحاول ادلجتها .

 

وفي رحاب الحضرة الحسينية المقدسة كان لنا لقاءا اخر مع خادم الحسين الشاعر حسين صادق من اعلام الحضرة الحسينية المطهرة .

خادم الحسين الشاعر حسين صادق ..

                            الحسين ابن علي (ع) لا يجمع العراقيون فقط في هذا الشهر المبارك شهر شعبان المعظم شهر ولادة الانوار عليهم السلام .واحب ان اقول لكل العالم من خلال نضرتي وانا في قاعه خاتم الانبياء في حرم الامام الحسين (ع) وانا اشاهد الوجوه التي وفدت الى الامام الحسين (ع) الرسمية وغير الرسمية التي دعيت من اجل الحضور لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثامن الذي يعقد في كل عام لمناسبة ولادة الامام الحسين (ع) صورة ضمت وجوه خيره من احرار العالم ومن كل بقاع الارض شرقا وغربا شمالا وجنوبا .وجدت بين طيات هذا الصورة الاوربي والاسيوي والافريقي والشرقي والغربي المسلم وغير المسلم حضرت اكثر من شخصيه مسيحيه ذكورا واناثا وانا اقف على مسرح هذه القاعة اوحدت لي ذاكرتي انه لماذا سمي الحسين ابا الاحرار فعندما استعرضت هذه الشخصية  وجدت ان  خيرة اخيار العالم التي جاءت تجدد ولاؤها لسيد الشهداء متحدين الارهاب واساليبه الشرسة جاءت لتعلن للعالم اجمع لاللضلم لا لتتفرقه لا للطائفية لا للجبروت وللطاغوت فما لسان حالها يقول (الشاعر حسين صادق خادم الحسين )

جاءنا بلائك ياحسين نضجها ....................في وجه ارهابا اتي لدماري

لاء على مر العصور نخطها ....................بدم الشهادة لا بحبري جداري

لاء لكل الظالمين نقولها ....................... دوما ولن نركع لغير الباري

لاء لمن ذبحوا الأخوة بيننا ....................من صحبته غدروا بنا وجواري

نعم الحسين اعظم شخصيه ثبتت كلمة (الاء )في وجه كل طغاة العصور .والامام الحسين خير من جمعنا وجمع كل احرار العالم تحت راية الحق وراية الإنسانية وراية العدل وراية الوفاء وبهذا الموقف نقول .

ان فرق الاعداء ..بين صفوفنا ................جمع الحسين شتاتنا بمحمد .

وللوجوه التي حضرت ولاء لسيد الشهداء ابا الاحرار الحسين ابن علي من الديانات غير المسلمة والمسيحية على سبيل المثال صوره  هيجت   في صدورنا    ان  نرى    صورة الشهيد  وهب  رضوان  الله  عليه    المسيحي    الذي  استسلم  واستشهد   هو  وامه   (  ام وهب )  في معركة الطف   عندما  جاء ناصرا    للإمام  الحسين  عليه السلام .( يقول خادم الحسين  حسين صادق  )  

 

وهب  يعود   الى الحسين مع  الحمى   ............ ليرش  فوق  النازفين  البلسما

واليوم  عادت كربلاء  تظمه              ........... وتظم  من جعل  الاخوة  مغنما

هذا الحسين  فما ترى  في  صرحه     ............  الا   مسيحيا  يعانق    مسلما

نعم  يبقى الحسين  سيد الشهداء  وابي الاحرار  المعلم  الدائم  بعد رسول  الإنسانية  محمد  (ص )  وعلي  ابن ابي طالب  بطل  الاسلام  وسيد البلغاء   والمتكلمين  ,.

 يبقى  الحسين  خير  معلم  بعدهم  وخير قدوه  ورمز    لكل من نشد  الحرية  والإنسانية .

 

فمن الحسين  عرفت  درب خلاصنا  ...... من كل  طاغ  همه  انكاري

ومن  الحسين عرفت  معنى جهادنا ........  وبه  انجلى  للحق  خير  مناري

ومن الحسين  عرفت  قيمة  صبرنا  ....... لما سالت  منازل الابرار

 والى  الحسين  يعود  سر بقاءنا   ........  لولاه  غاب الدين  خلف  طماري

يبقى الحسين  بنهجه  وباهله      ..........  كالنور يفضح  ظلمة  الفجار

 

وفي طريق  كربلاء  طريق  الشهادة   طريق الحسين  طريق  العز  والوفاء لأهل البيت     وفي  ضواحي  طويريج التقيت  زائر  الامام الحسين   وهو  يسير  مشيا  على الاقدام   ( الاعلامي  رزاق مهدي العلي  مدير اذاعة سبل السلام  في  الناصرية  )   ليشاركنا  الراي في سؤالنا الاستطلاعي  وتحدث  قائلا .

الاعلامي رزاق مهدي العلي . مدير إذاعة سبل السلام

        ورد  في الحديث  عن الامام الصادق  عليه السلام    افراحنا  مآتمنا  اهل البيت

يتوحد  العراقيين  في افراح   واحزان  اهل البيت عليهم السلام   فيجتمع  المسلم  والمسيحي  والصابئي  في  فرح وحزن  اهل البيت  عليهم السلام  كون  اهل البيت  (ع  )  يمثلون   الصوت  والضمير  الانساني  من  تجسيدهم   الفعلي  للمبادئ  والاخلاق   السامية  والنبيلة    فاجتمع  العراقيون  في  اربعين  الامام الحسين   وهم يحملون  كل  انواع  الحزن  لما  كان   من قتل   للإنسانية  وكذلك   اجتمعوا  ايضا   في النصف من شعبان  الذي  يحمل فرح  ولادات   الائمه المعصومين   واهل البيت  (ع )  وهي ولادة القيم   والإنسانية   والاخلاق  التي  تهوي  اليها  كل القلوب  البشرية   التي   تطمح  الى الوصول   للعدل  الانساني  والاجتماعي    وهو الهدف   والقصد   يعود  للرسالات السماوية

 

وقد  شاركنا  الاستطلاع  من مدينة  جد  الامام  الحسين   ( ع)  النبي ابراهيم الخليل (ع)  الشاعر والاعلامي  جواد كاظم اسماعيل . حدثنا  قائلا

 

الشاعر والاعلامي  جواد كاظم اسماعيل

قدرنا نحن العراقيين من ايام سومر  جبلنا الحزن ولازمنا قدرا كونيا كأننا خلقنا وحدنا له  وحتى في ايام الفرح  يطغى علينا الحزن ..في كل شيء نجد الحزن صديق حميم لنا فكيف لا يمتزج فرحنا بالحزن حين نستذكر مناسبات ال بيت الرسول صلى الله  عليه وسلم فهم من وقعت عليهم البلايا والمصائب من قتل وسم وتشريد ورغم كل ذلك يدفعنا الفرح  ان نعانق حزنهم ونحتضن عتبات صبرهم الكبرياء فطوبى لمن انتمى لهم وعرف حقهم وسار على نهجهم وطوبى لك ايها الغزي الذي سبقتنا الى ذلك وسبقتنا بكل شيء ايضا  .

          

وكان  مسك ختام  الاستطلاع  للكاتب  والاعلامي  علي  الحصيني  ليحدثنا   قائلا

 

الكاتب  والاعلامي   علي الحصيني

        رغم كل  الخلافات  بين  التيارات  والاحزاب     والاختلافات   الشخصية  والطبقية    تتوحد    ويتوحد المسير     متجهين  الى كربلاء  الحسين  عليه السلام  في  مناسبات  الوفاة  والولادات  للائمه الاطهار  عليهم السلام  هنا  تجمعهم   كلمة  ( الولاية  )   ففي المسير  الى كربلاء  تجد  الطبيب  والمهندس  والعامل والكاسب   نساء ورجالا  وشيوخ    مصيرهم واحد  في التنقل في  السيارات المكشوفة  (اللوريات )    ولا يوجد شيءيقيهم  من  اشعة الشمس صيفا  او المطر شتاء   ورغم ان  البعض   منهم   بإمكانه    شراءسياره  خاصه   للسفر  ولكن   هنا  يتساوى  التاجر مع الفقير   الذي لا يملك  قوت يومه .

 ان حب الحسين (ع)     وولاية  الامام عليه  السلام   هي السبب  التي  جمعت  العراقيين  والعرب  على   هذه  المظاهرات  المليونيه  .

 اتمنى من الباري  عز وجل    ان يوحد  الصفو   ويوحد الجميع  على كلمة    حب  الوطن  والعمل لخدمته     وما  حب  الامام الحسين عليه السلام   خير دليل  على  التوحد    وتنفيذ  تعاليم الحسين (ع)   والسير على  نهجه

 

ختاما  اسال  الله التوفيق  وان يحفظ العراقيين على اختلاف طبقاتهم

Share |