الاوغاد -علي الخفاجي-بريطانيا

Mon, 9 Jul 2012 الساعة : 11:38

بعد احداث سبتمبر  2001 اعلن الرئيس الامريكي السابق ان معركة جديدة قد بدئت بين امريكا والارهاب , وعلى الجميع ان يحدد موقفه في هذه الحرب : اما معنا او ضدنا , بمعنى ان من يقف على التل فهو عدونا ونعتبره من معسكر الارهاب .
بعيدا عن تقييم تلك الاحداث وخلفياتها , وموقف جورج بوش ودوافعه استعير التعبير نفسه لمايجري في العراق حاليا من مهازل تصل لحد الكوارث التي تجاوزت بكثير وقع كارثة سبتمبر على امريكا.
 ان بلدنا (المظلوم بنا) سائر نحو الهاوية بشكل شاقولي , والسبب ليس ارهاب و دول جوار و احتلال وبعث وتكفير , وليس سحب ثقة (لم تمنح اصلا) او استجواب , الكارثة الحقيقية ليست هذه التحديات الطبيعية التي تواجه كل بلد يخرج من قبضة الطغيان بل شئ اخر مختلف تماما , انه الفساد , ثم الفساد , ثم الفساد ولاشئ اخطر منه , بل كلها نتائج منطقية له .
على كل عراقي ان يسئل نفسه سؤالا  واحدا : هل انا مع الشعب العراقي , ام انا مع الاوغاد من ارباب وسرطانات الفساد ؟
الاوغاد نجدهم في كل مفصل من مفاصل الحياة , انهم موجودون حتى في مراكز المرجعيات , في مكاتب الرئاسات الثلاث , في مكاتب الوزراء والبرلمانيين , في مكاتب الوكلاء والمدراء العامين , في مكاتب اصغر الموظفين ؟!
تصوروا بلدا فيه كل هذا الكم من الاوغاد هل يمكن ان يبني نفسه من الصفر كما هي حالة العراق ؟
طبعا مستحيل , والدليل انه بعد تسع سنوات وصرف مبالغ بارقام فلكية مازالت البنى التحتية والخدمات في العراق مرة تسبق الصومال ومرة تتاخر عنه !.
الكلام في هذه الكارثة مؤلم جدا , لانك ترى نفسك وحيدا رغم ان كل الشعب يشعر نفس شعورك ! ولكنه شعب العراق الصامت ابدا .
لاادري ماذا تنتظر المرجعيات التي تعلم جيدا ان غالبية الشعب طوع امرها , هل تنتظر اكتشاف الغرب لطاقة بديلة للنفط ليهرب الاوغاد خارج العراق بعد ان تتوقف البشرية عن استخراج سائل لعين اسود يدعى النفط يلوث كل شئ , من البيئة الى النفوس ؟!
 هل تتحقق المعجزة و تنطلق نهضة شعبية عارمة تطارد الاوغاد في كل جحورهم , من مكتب المختار في اصغر قرية عراقية منسية الى المنطقة الخضراء وقصورها حيث يعيش اغلب الاوغاد ؟
اما انتظار الحل من هيئة نزاهة اوبرلمان او غيرها , فتذكرني بمثلنا الشعبي الشهير (حاميها حراميها).
ختاما يقول علي (ع) الذي قضى عمرة الشريف في محاربة الاوغاد :
عجبت لمن لايجد قوت يومه كيف لايخرج للناس شاهرا سيفه ؟!

BSc BEng MEng MIET
بصرة – بريطانيا
[email protected]
 

Share |