مفاجأة عادل عبد المهدي الشعبانية-وليد سليم

Sun, 8 Jul 2012 الساعة : 13:51

غاب نائب رئيس الجمهورية المستقيل السيد عادل عبد المهدي لفترة عن المشهد السياسي العراقي مكتفيا باللقاءات الجانبية والاجتماعات القصيرة مع هذا الطرف او ذاك وانشغاله ايضا ببعض المقالات التي كتبها فيما مضى بعد استقالته وقد عبر عن الكثير بما يدور في خاطره عبر تلك المقالات وغمز الى بعض ما يود قوله في الحكومة ورئيسها وكذلك في بعض من يختلف معهم في الذهنية السياسية فكانت تلك الاشارات الواضحة التي دفعت تحالف اربيل والنجف لسحب الثقة عن الحكومة بدعوته العاجلة لحضور اجتماعاتهم التي كانت تعقد على عجل بين قادة الكتل الثلاث.

الى هنا كان موقف عبد المهدي غامضا ، اختفاء ثم ظهور مفاجي في أوج أزمة سياسية تضرب العراق في كل منطقة فيه حيث تم دعوته على عجل لكي يتمكن قادة الاجتماعات تلك من معرفة القدرة على تسلم مهام رئاسة الوزراء بدلا عن المالكي باعتبار ان حزبهم المجلس الاعلى احد الاحزاب المنضوية في التحالف الوطني وهو مصداق لاعلانهم ان رئاسة الوزراء لا تخرج عن هذا التحالف ثم يظهر بين احضان المرجعية الدينية في النجف الاشرف ليقول أمام المرجع الديني بشير النجفي واسحاق الفياض  ومحمد سعيد الحكيم  ((ما اسماه بالعروض المغرية التي قدمت لحزبه المجلس الاعلى بزعامة عمار الحكيم مقابل الانخراط في جبهة اربيل-نجف المطالبة بسحب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ومنها رئاسة الوزراء في مرحلة ما بعد أكمال مشروع سحب الثقة وهذا ما طرح من الاكراد والصدريين واطراف من العراقية  لكنهم رفضوا حفاظاً على المصلحة العليا للعراق ورؤية المرجعية الدينية على حد قوله..))

 ولكن هنا نتساءل ياسيد عبد المهدي لماذا ذهبت الى الاجتماع اصلا اذا كنت ترفض هذه الفكرة التي تعتبرها من المغريات السياسية في الوقت الذي أعلن فيه حزبك المجلس الأعلى انه لن يشارك في اجتماعات سحب الثقة وانه حريص بذلك على وحدة العراق والخوف من تدهور الاوضاع السياسية !!! يعني كانت الفكرة واضحة من خلال تصريحات السيد عمار الحكيم باعتباره كان واعيا لكل ما تخطط له القائمة العراقية في الدفع الى تأزّم اوضاع البلد وهذا ضمن خارطة أعدها التحالف الاقليمي المشؤوم بين السعودية وقطر وتركيا .

ثم ألم تكن أحد اركان الاجتماعات التي عقدت في دوكان في الدورة الماضية لرئاسة الوزراء وانك خططت كثيرا من اجل الوصول الى الهدف المهم وهو رئاسة الوزراء ، طيب اليس من حق المتابعين للشأن السياسي العراقي ان يشككوا في أن استقالتك تلك كانت مقدمة سياسية معدة لهذا الغرض وهو سحب الثقة عن رئيس الوزراء لتتولى انت ذلك كونك زهدت بنيابة رئاسة الجمهورية التي تراها انت كمنصب فخري لا يهش ولا ينش لتكون الفرصة مؤاتية في سبيل الحصول على السلطة التنفيذية العليا ، أنا هنا لا أريد أن أبخس حق المجلس الاعلى موقفه من الازمة ولكن اللعبة السياسية تقتضي له ان يكون حكيما في التعامل مع تلك المشكلة لكي يرتفع رصيده الشعبي في الوسط الجماهيري لوسط وجنوب العراق ولذلك مسكتم العصا من النصف وهذا في عالم السياسة من حقكم واعتبرها نقطة انطلاق في التعامل بذكاء مع المواقف لأن العراق في الظاهر أصبحت أزماته محرقة سياسية لكثير من الاحزاب التي لا تعرف من أين تُؤكل الكتف .

اود القول هنا ان السيد عبد المهدي كاد ان يقع هو ويوقع حزبه في خطأ قاتل من خلال مشاركته اجتماعات سحب الثقة لأنهم يعلمون علم اليقين ان المرجعية الدينية ترفض ذلك رفضا قاطعا وعليه ذهب مهرولا الى النجف ليوضح لهم أنه رفض كل المغريات المقدمة لهم ولكونه علم أيضا عرف بشكل واضح ان العديد من أعضاء مجلس النواب من الكتل الداعية لسحب الثقة لا ترغب بهذه الحبكة والخلطة السياسية وهو اليأس بحد ذاته الذي تماثل أمام عينيه وهو يطلع على واقع مشروع أربيل النجف ،، فما هذه المفاجأة الشعبانية سيدي العزيز دكتور عادل عبد المهدي ونشكرك على

Share |