في اي بلد من العالم يقاس مستوى التحضر والالتزام بالقوانين من خلال مطاراته التي يرى فيها المسافرون ماوصل اليه هذا البلد او ذاك من تحضر وتعامل وفق اطر واسس متقدمة ،كما تعكس نوعية الخدمات ومستواها ،واذا ما جرى الحديث عن مطارات العالم يتبادر الى الذهن مطار بغداد،الذي يجبرني عملي كنائب ومسؤولياتي بين حين واخرعلى السفر منه واليه، واسمع من المعارف والاصدقاء احيانا قصصا عن تاخير في الرحلات وتجاوز على الحجوزات،بغير سابق انذار ووردني اتصال من امرأة عراقية لا تربطني بها معرفة شخصية تستنجد من تصرف سلطات مطار بغداد التي اجبرتها بصحبة عائلتها على النزول من طائرة الخطوط الجوية العراقية التي كانت تستعد للسفر الى اسطنبول،وكان العذر ان وفدا يتالف من ستة موظفين كبار قيل لها انهم من مكتب وزير النقل،ادارة المطار لم تعبأ بنتائج هذا التصرف ولا تبعاته ،لكن ما ان وردني الاتصال حتى اتصلت بالاخ علي البهادلي مدير الشؤون الفنية في الوزارة الذي اتصل بمكتب وزير النقل الاخ هادي العامري الذي اوعز مشكورا الى مدير مكتبه للتوجه الى مطار بغداد برفقة ممثل عن مكتب المفتش العام للوزارة للتحقيق في هذة القضية،وبعد ساعتين من الحادثة بينت التحقيقات ان هذا القرار تصرف شخصي من موظفة بدرجة سكرتير مدير عام في المطار كما تبين ان هولاء الستة لم يكونوا الا طيارين مدنيين يرتبطون بزمالة عمل معها،وسارع الاخ الوزير العامري الى معاقبة الاخيرة والطيارين الستة ،وتم اعادة العائلة الى الطائرة التالية بنفس الليلة،هكذا انتهت مظلمة كان يمكن ان تسيء الى سمعة وطننا بجهود وزير وطني يتابع شؤون وزارته بهمة وشهامة عراقية،