النهضة الحسينية وتأثيرها على اللغات في ندوة ثقافية بجامعة الكوفة

Sun, 8 Jul 2012 الساعة : 12:54

المركز الحسيني للدراسات- الكوفة
في بادرة أولى وفي الذكرى السنوية لثورة العشرين العراقية التحررية، وبرعاية رئيس لجنة العشائر في مجلس النواب العراقي الدكتور عبود الشيخ وحيد عبود العيساوي، استضافت كلية التربية بجامعة الكوفة يوم الأحد 1/7/2012م ندوة ثقافية عامة عن دائرة المعارف الحسينية بلندن، تحدث فيها موفد الدائرة إلى العراق الدكتور نضير الخزرجي عن تأثير النهضة الحسينية في نشأة اللغات الحيّة وبخاصة اللغة الأردوية وتحويلها من لغة منطوقة إلى مكتوبة.
في بداية الندوة التي رفعت شعار "موسوعة سيد الإباء تسطع في سماء نجف الولاء" أكد الدكتور عبود العيساوي أن رسالة الإمام الحسين(ع) عبر الأجيال وفي كل الأزمان والأماكن كانت ومازالت رسالة تغيير وحركة إصلاح. مثنياً على دور الموسوعة الحسينية في خلق الجسور بين العالمين الإسلامي والغربي حيث تقاتل الموسوعة في بلاد الغرب بلغة القلم والحروف لا بلغة الدم والسيوف. داعيا إلى وقفة جريئة لإسناد الجهود الإصلاحية وتوسيعها والمطالبة الجادة بتهذيب كل ما يشوب أساليب التعبير والأداء، مما يسيء إلى الرسالة الإنسانية التي كتبها الإمام الحسين(ع) بدمه وختمها باستشهاده. داعياً إلى استخدام لغة حديثة وحوار متجدد وانفتاح على الآخرين.
من جانبه تطرق الدكتور نضير الخزرجي إلى باب الأدب واللغة من أبواب دائرة المعارف الحسينية الستين، وتأثير الأدب الحسيني في تحويل اللغة الأردوية التي تمثل ثالث لغة في الثقافة الإسلامية بعد العربية والفارسية، إلى لغة منطوقة في القرن الثامن الهجري أو القرن التاسع الهجري، كما أن مفردات اللغة العربية تمثل 14 في المائة من مجموع اللغة الأردوية التي ينطق بها سكان شبه القارة الهندية بما فيها الباكستان والتي تمثل واحدة من 225 لغة قائمة في هذه المنطقة.
ورأى الدكتور الخزرجي أن مؤلف الموسوعة الحسينية وراعيها الفقيه الدكتور محمد صادق الكرباسي استطاع أن يسبر غور اللغة الأردوية ويفصِّل القول فيها، وبالتالي يكون من أوائل الناطقين باللغة العربية الذين يضعون قواعد اللغة الأردوية ويكشفون صلة الربط بين الأدب الحسيني المنظوم باللغة الأردوية وتقعيد أساساتها، وكانت خلاصة قراءة الكرباسي إزاء اللغة الأردوية: (إنَّ اللغة الأردوية أُنشئت جراء اختلاط شعوب مختلفة في عصور متفاوتة عبر معسكرات متعددة للجيش الإسلامي على أرض الهند، وبجهود إسلامية بشكل عام ودعم أتباع مدرسة أهل البيت (ع) بشكل خاص من علماء وأدباء وشعراء وسلاطين وأمراء وتجار، وكان السبب الأول في تنشيط هذه الحركة هو نهضة الإمام الحسين  وقصته ومأساته ورثاؤه)، وبالتالي يمكن القول أنه كما كان القرآن قد حفظ اللغة العربية من الهجنة والعجمة وربما الضياع، فإن الإسلام ساهم بشكل كبير في نشأة اللغة الأردوية، كما حفظت لها النهضة الحسينية شكلها وأعطتها قواعدها وآدابها، فكثرة النظم في الإمام الحسين(ع) في الأدب الحسيني وخشية النسيان دفع أدباء الأردوية إلى إيجاد لغة مكتوبة لحفظ التراث الحسيني، وبالتالي تم عبر ذلك تقعيد اللغة الأردوية وحفظ كامل التراث الأردوي في المجالات الأخرى.
وتخلل الندوة الثقافية قصيدة للشاعر حسن الجناجي في بيان أثر النهضة الحسينية على النفوس، وأخرى باسم المركز الحسيني للدراسات بلندن قرأها الأديب الدكتور حسين أبو سعود من نظم الشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز مختار شّبِّين، كما أبان الناشط في الموسوعة الحسينية الأستاذ هاشم الطرفي في كلمة قصيرة عن أهمية دائرة المعارف الحسينية وضرورة الإلتفاف حولها لنقل رسالة الإسلام الإنسانية وتعريف العالم بها.
هذا وقامت وسائل إعلام مختلفة بتغطية تلفزيونية للندوة الثقافية، وأجرت لقاءات متنوعة مع أعضاء الوفد الزائر ومع راعي الندوة، منها قنوات العراقية، وآفاق، والوحدة، والموصلية، والفرقان،  والسلام، كما كان للوفد زيارة لمضيف الشيخ وحيد عبود العيساوي الذي ضم رؤساء عشائر من السنة والشيعة من محافظات عدة منها الناصرية وكربلاء والحلة والأنبار كانوا قد حضروا الندوة، كما كان للجامعات العراقية وجودها من قبيل وفد جامعة القادسية (الديوانية)، وفد جامعة كربلاء، ووفد جامعة بغداد، فضلا عن وفد نقابة الصحفيين العراقيين في بغداد، ورابطة صفوة الأنبياء الثقافية النسوية، ووفود من الهيئات والمواكب الحسينية وعدد غير من منظمات المجتمع المدني.

 

النهضة الحسينية وتأثيرها على اللغات في ندوة ثقافية بجامعة الكوفةالنهضة الحسينية وتأثيرها على اللغات في ندوة ثقافية بجامعة الكوفةالنهضة الحسينية وتأثيرها على اللغات في ندوة ثقافية بجامعة الكوفة
Share |