اتباع الكهنوت اعداء الائمة- عقيل عبد الجواد -الناصرية

Sun, 8 Jul 2012 الساعة : 12:46

 اتباع الكهنوت اعداء الائمة-  عقيل عبد الجواد -الناصرية
الامام الكاظم (ع) مرت بنا ذكرى استشهاده السنوية ولو اردنا اختزال احداث حياته لأختزلناها بحدثين لا بد من الوقوف عندهما وتحليلهما حتى نخرج باسوة حسنة على الصعيد الاخلاقي ووعي ديني وبُعد نظر نستفيد منهما على مستوى العبادة حتى لا تبتلعنا الفتن كما ابتلعت الذين قبلنا .
اما الحدثان فهما ان هارون عندما راى الامام ساجدا ً وصفه بقوله  انه لمن رهبان هذا البيت  فما اروعها كلمة فمن قال ان الشياطين قد لا تقول الحق وهذه الكلمة وهي شهادة العدو تشهد للأمام بالتفاني بالعبادة والاخلاص لله وبالتالي شهادة له ضد مدعي الرئاسة الدينية في زمانه من اخوانه وابناءهم اما الحدث الثاني فهو وشاية بن اخيه به لدى الخليفة هارون الرشيد وهذا الحدث لم ينل كفايته من الاهتمام والتحليل بل لم ينل أي اهتمام.

كُتب العشرات من المقالات حول ذكرى استشهاد الامام لكنها كانت كتابات قسم كبيرمنها منزلة حرفيا ً من الانترنت وهو امر لا بأس منه بذاته لكن الاقتصار عليه يجعل من التاريخ اسفار عديمة القيمة والاثر طالما تمسكنا بالببغاوية في قرأته فهي كتابات تدور حول الحقائق متجنبة ً الولوج فيها كأنها وجلة . فنحن نستسهل الاكتفاء بظاهر الامور لا جوهرها فالمهم احياء الذكرى والبكاء او التباكي وتوزيع الثوابات ثم ننال الشفاعة...انتهى الموضوع .
لكن لا اعتقد ان الامور بهذه البساطة لدى الله أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله ُ الذين صدقوا وليعلمن ّ الكاذبين صدق الله العلي العظيم  العنكبوت اية 2-3
اذن الجزاء بالنعيم امر مشكوك فيه ؟ لان الجزاء يذهبن للمؤمنين .. اليس كذلك ؟ ومن ابرز صفات المؤمنين نفاذ البصيرة والوعي التام لما جرى ويجري .
نحن متفقون ان ولدي الامام الصادق (ع) عبد الله ابنه الاكبر وبه كُنى واسماعيل وابنه محمد هم على باطل لكن هل طبقنا ذلك على واقعنا ام ان التاريخ توقف معنا عن تكرار نفسه ربما .
مشكلتنا نحن الشيعة اننا نطبق المنطق ونمد السنتنا الحداد على المخالفين لنا فقط من السنة فهنا نطبق مسألة الصراع بين الحق والباطل وان لا صراع يحدث ابدا ً بين حقين كما علي ومخالفيه ثم تقف المسألة هنا ولا تتشعب رغم تشدقنا اننا اصحاب الدليل اينما مال نميل كالغصن المياد . لكنه غير صحيح فالحق والباطل يتجمد عندنا اذا كان الصراع بين شيعة وشيعة . ان الامام الكاظم كان مع الجانب الحق وان اسماعيل بن عمه هو على الباطل فالدين لدى اسماعيل واشباهه ليس عبادة واخلاص لله بل لماذا هو القائد ولست انا لماذا هو المتبوع وانا ليس لدي اتباع . فالمسألة عنده ليست الله اعلم اين يجعل رسالته بل هي مسألة اسرية لماذا في اسرته وليست في اسرتي او شكلية مجرد عنوان يطلق عليه ثم اتباع . وبذا يفقد الدين روحيته فيتحول الى وراثة عائلية والى زي كهنوتي يفتنون به الناس ويصبحوا قادة فتنة للناس عن المنهج الحق ويتحول الدين الى طقوس وشعارات يستغلها من يريد ان يصبح قائد لها فيستحيل الدين عنده الى شعار سياسي وبالتالي استثمار سياسي مكسب دنيوي او منافسة عوائل دينية للسيطرة والنفوذ .

فيتقدم الناس على الامام المفترض الطاعة ويسبقونه الراي ويتهم بالتقاعس لذا كان الخوارج ولذا كان من اجترأ على الامام الحسن(ع) ولذا كان من خَطّأ ّ الامام الرضا (ع) من اتباعه واملوا عليه وارادوا اغتياله وكذلك ظهور اسماعيل على الامام الكاظم ولعلهم كلهم قالوا لأمام زمانهم انت الحوزة الصامتة ياذا الايادي الناعمة البيضاء حوزة الدرابين ونحن الحوزة الناطقة الصاخبة حوزة الضجيج حوزة سوق هرج وحوزة الكشاك الموسيقية التي لولا الحياء لهاج عند بعضنا الرقص .

هم لا يرون ما يراه المعصوم المتأني الذي ينظر اين يضع قدمه ينتظر وينتظر حتى تُنضج الظروف من حوله الازمات وتُفرّجها بلا جهد يذكر اللهم الا عبادة انتظار الفرج . لكن اتباع الكهنوت لا يفقهون ذلك فالامام الثائر الحسين (ع) تعبد الله بانتظار الفرج (20) سنة تحت حكم معاوية وكان يوصي من يحرضه على الجهاد او من يأتيه برسائل التاييد والثورة بالقول  ليكن الواحد منكم حلسا ً من احلاس البيت  أي كأنه قطعة اثاث يوصي الامام بذلك حفظا ً لعقول الناس ان تبهرها الفتن وحرص على دماء المسلمين المقدسة فهي الاولى ما دامت بيضة الاسلام لا تزال محفوظة والا بخلافها الجهاد اولى .
اتباع الكهنوت يسارعون في الفتنة لذا تراهم قليلي التفكير قصيري النظر سريعي الانفعال والغضب كثيري الاخطاء بضمنها القتل فلا وجود عندهم لشيء اسمه القتل العمد ذلك الموجود لدى الشرع والذي يحاسب الله قاتله بالخلود في النار إذ يوجد عندهم قتل عقائدي ثم اذا انتفت العقيدة واتضح خطأهم يتحول هذا القتل الى قتل بالخطأ غير مقصود ولذا تراهم يراجعون انفسهم ويتراجعون عن قتلهم للشرطة والجيش وهي نصيحة اتمنى لو يعرفها بن ادم قابيل والا فما جريمته سوى انه قتل اخاه فلماذا اوجب الله عليه كفل من كل جريمة قتل تحصل الى يوم القيامة بودي لو يعلم بحيلتهم الشرعية لعله يستفيد منها .
الدين عندهم خاضع للمساومة شعارات تستخدم لكسب التأثير والحصول على الاتباع ولمنافسة بقية العوائل الدينية الوراثية فتفقد عندهم الامور الدينية قدسيتها وتنزل من عليائها لتصبح استهلا ك سياسي يومي يُرمى حالما يُنتهى منه .
فظهرت ميليشيا جيش المهدي وكأن المهدي بحاجة لجيش ليحقق اهدافه الالهية وأن احتاج فلجيش افراده مختارين مؤمنين ربانيين بحق وليس أي كان ملثمين يمشون "يس يم .. يس يم " لكن بحقيقته كان النسخة العراقية لتجربة حزب الله لكنه فشل فظروف العراق مختلفة فشيعة العراق عددهم اكبر باضعاف كما انه لوجود المرجعية وتمسك غالبيتهم بها ادت الى افقاد هذه التجربة زخمها تدريجيا ً.
وبما ان العناوين الدينية دخلت حلبة الصراع اذن لماذا يجب ان يكون استخدامها حكرا ً على جهة معينة فبعد جيش المهدي ظهر جند السماء واليمانيون والصرخيون وعصائب الحق .

ان السيارة المنحرفة عن الطريق لم تنحرف فجأة بل هي تدين بانحرافها للأمتار الاولى اذن الانحراف مهما زاد فهو بن المتر الاول ولذا فاصحاب السقيفة اشد سوءا ً من عثمان ومن معاوية ومن بني امية قاطبة ً , فمن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها ولعلهم كانوا يتورعون عن معشار ما سيقوم به خلفهم بل لم يخطر لهم على بال اصلا ً .
وهذا مكمن الخطر فنحن نقيس الامور بعقليتنا الدنيوية المستسهلة الجهولة بينما الله له طريقته . مما يظهر خطورة التلاعب بالمصطلحات الدينية واستسهال قداستها .
نستذكر الموقف العظيم للحسين (ع) برفضه التحصن بمكة بعد نصحه بذلك وجوابه الخارج من نفس ابية عظيمة مقدمة لحق الله قبل حقها  لأن اقتل خارجا ً عنها شبرا ً احب الي من ان اقتل فيها , ولأن اقتل عنها شبرين احب الي من ان اقتل عنها شبرا ً  وبعدها بمئات السنين تحصن اتباع الحسين المفترضين بمرقد والده امامهم المفترض كذلك . انه موقف لنفاق بن الزبير اقرب منه لأيمان الحسين انا اعلم ان للتاريخ دورات وهو يعيد نفسه لكن استغربت انه سوف يفعل ذلك بهذا الوضوح .
فما راي الائمة بمن يتخذ من الدين ذلولا ً لنواياه ؟ قال الامام الحسين (ع) واصفا ً نفاق بن الزبير المتستر خلف جهاده المزعوم ينصب حبالة الدين لأصطفاء الدنيا اما الامام موسى الكاظم (ع) فقد قال واصفا ً بطلان دعوى اخيه الاكبر عبد الله بالأمامة عبد الله يريد ان لا يعبد الله

ليس لصاحب الجهاد ان يفضل نفسه على القاعد صاحب العلم الا ان يفضله الله فهذا عمل الله وليس عملنا والا وقعنا بالفتنة التي لم يقع بها المجاهد الحسين بن علي صاحب فخ لعلمه وبعد بصيرته حيث لم يفضل نفسه على الامام موسى الكاظم بعد ان رفض الخروج معه .
كل من اراد الاتباع كان يدعو ويبشر بقرب ظهور المهدي ويدعو لنصرته عسكريا ً فيكسب الاتباع لكنه استرخاص لفكرة المهدي وكأنها زر يستدعونها متى ما ارادوا . فاطميون , دروز , موحدين , اسماعيلية , نزارية , مستعلية , علويين , داوودية , طيبية , سليمانية , قرامطة , شيخية , بهائية , بابية , وحديثا ً صرخية ,جند السماء , يمانيون

تشترك كل هذه الفرق بالتأليه تجعل لها زعيما ً روحيا ً فذا ً هو في نفوسهم اعظم واقدس من الشريعة وبلغة اوضح اشد رهبة في نفوسهم من تعاليم الدين وتقديس هذا الرمز طريق للشريعة وطريق لهم نحو الله وهي منافسة فطرية من نفوسنا لفكرة العصمة فنحن ان لم نكن معصومين لكننا نستطيع ان نكون مقدسين .
وان لم تكن هذه الافكار منحرفة فما ضرورتها ؟ وما اضافت سوى اسماء موجديها وبالتالي تابعين من المسلمين لهم وفرق جديدة لا طائل منها . واذا كانت الأمور بخواتيمها فقد انحرفت هذه الفرق وان كان البعض يدافع عنها فلا يستطيع احد ان يدافع عن الانحرافات التي ظهرت من رحمهم وبالتالي هم من اسس للأنحراف . مثال الشيخية اسست لأنحراف البابية والبهائية

ما معنى ان اجعل انسانا ً مثلي طريقا ً وعنوانا ً لله ان تقديس البشر امر الهي باختيار الهي وهو يجب ان يقصر بذلك فالله اختار من بين امة محمد النبي وال بيته فلهم العزة والكبرياء ( عزة الله ) والكبرياء رداء الله والعصمة هبة الله لهم وامتياز رباني لهم فمن نازعهم بها قصمه الله
احد انجازات هذه الحركات للدين هو هل الشيخ الاحسائي افضل ام سلمان ! ويقول اتباعه تنزلا ً كلاهما وصل الى درجة الكمال .
اذن جردنا الدين من روحيته وحبه لتطوير حركة الحياة للأفضل والاصلاح وعمل الخير وترويض النفس وتنسم التجلي الالهي لننشغل بأنسان نضفي عليه عظمات لدرجة ان يقارن بسلمان فهل هذه قضية الاسلام وجوهره .
الشيخ الاوحد احد القابه أي الاوحد بكمالاته فهو مختلف لا مثيل له وهذه تتضمن كمالات وعلو اخلاق لا وجود لها عند غيره . نلاحظ في كل الحركات الدينية القديمة والحديثة منها اشتراكها بوجود شخص محوري تدور حوله كأنه النبي الجديد لدعوته الخاصة في ظل الدعوة العامة الاسلام لمحمد صلى الله عليه واله فهو ً بمثابة النبي الجديد لأتباعه ..
دعاة هذه الافكار يردون الامرالى كشف ديني وجلاء للبصائر في حين انه انحراف وطلب للأتباع واستجابة للذات البشرية الباحثة عن المجد والعظمة والشهرة والاختلاف اما بالنسبة للأتباع فهي فتنة واستجابة لضعف بشري فطري في محاربة هوى النفس والصراع معها لنيل الرضى الالهي وهو صراع طويل ومضني ممتد على طول الحياة لذا يكون من الاسهل انسنته والبحث عن طريق اقصر بتقديس انسان يكون الواسطة نحو الله فهذا امر يخفف من وطأة الأصطراع النفسي لدينا فالامر اصبح اسهل ارضي هذا الانسان المختار واسير بركابه يرضى عني الله فهو المكتشف للصراط نحو الله او اقلها هو المجدد للصراط والنافض عنه الغبار وبالتالي يقسم الصراع مع النفس الى 70 % طاعة لهذا الشخص فتكون مضمونة لانها متحصلة بمجرد الاتباع له وتبقى 30 % من بقايا الصراع القديم مع النفس والتزام باوامر الله من صلاة وصوم وهي غير مضمونة النتائج حيث تبقى تحمل بطياتها مفاجئة يوم الدين لنا بالرفض او القبول
اذن الامر في حقيقته عبارة عن تطوير للدين بما يتلائم و ضعفنا الانساني كل هذا اجبرنا على خلق بشر رضاهم اسرع واوضح مما سيسهل الامور علينا ويصل بنا الى حالة الاستقرار ويخلصنا من الصراع صراع الطاعة وعدمها فبتمجيدك وتعظيمك للشخص القائد تكون قد قطعت شوطا ً طويلا ً باطاعتك لله هذا هو جوهر المسألة برمتها .

 

 

 

 

Share |