قطر ولعبة الاستثمارات في دول العالم/جواد كاظم الخالصي
Thu, 5 Jul 2012 الساعة : 7:26

الاقتصاد في عالم اليوم أصبح الوجه الحقيقي لقوة ونفوذ الدول على الساحة العالمية وهو القدرة المتجذرة في عصب الدولة أيا كانت هذه الدولة بحجم جغرافيتها او نفوذها على المستوى الدولي وقد لاحظنا واقع ذلك من خلال السيطرة الاقتصادية المتمثلة باللوبي اليهودي في العالم وبالذات في الولايات المتحدة الامريكية ودول اخرى والتي ساعدت كثيرا في التأثير على القرارات السياسية في صلب مراكز القرار الامريكي وهو ذاته الذي ينسحب على باقي دول العالم.
قطر اليوم تريد ان تلعب نفس لعبة اليهود الذين كانوا وما وزالوا أقلية في دول العالم وايجاد مكان لهم في مساحاته عبر بوابة الاقتصاد وهي الورقة الرابحة في الوقت الحاضر ولكن هل ستتمكن كما تمكن غيرهم من اليهود ، أنا أرى ان الخطوات التي تخطوها قطر ستصب في هذا الاتجاه ولكن ستبقى محدودة لكونهم لا يمتلكون عناصر قطرية هم من صنف شعب الله المختار في مختلف دول العالم كما هو حال اليهود المنتشرين تقريبا في أغلب القارات ، ولذلك ستكون كل مؤسساتهم الاقتصادية داعمة للدول التي يقيمون عليها شركاتهم ومؤسساتهم المليارية وخصوصا اذا كان ذلك في دول العالم المتقدم وعندها سيخرجون بخُفّي حنين لا يمتلكون سوى " الدشداشة والعقال والشماغ" .
تحاول قطر من خلال امتلاكها الكثير من المؤسسات الاقتصادية الحساسة في بريطانيا بايجاد ضاغط اقتصادي لهم يحاولون من خلاله تمرير الكثير من الملفات المشبوهة في الشرق الاوسط من خلال القوة السياسية لدولة عظمى مثل بريطانيا كعضو دائم في مجلس الامن الدولي وتأثيرها الدولي المعروف ، حيث قامت مؤخرا ببناء أعلى برج في اوربا(أسمه برج شارد) بأكملها يكون لدولة قطر ما نسبته 95% ولبريطانيا ما نسبته 5% فقط فماذا يعني ذلك في حال أضفنا الى هذا البرج أسواق (harrods) ومبنى السفارة الامريكية وعمارة (hayd park)رقم واحد السكنية التي تعتبر شققها من أغلى شقق العالم مضافا الى ذلك حصة الربع بالمائة في مخازن (sainsburys)المعروفة على كل الاراضي البريطانية وشركة سونغ بيرد( songbird) للاستثمارات العقارية وحصتها في (barcalys bank) وبورصة لندن وغيرها من المؤسسات الاخرى التابعة لهيئة الاستثمار القطرية مثل (Camden market) شمال لندن، وهذا التمدد الاقتصادي دفع بقطر الى حصولهم على موطئ قدم استثماري لها في فرنسا والولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبية اخرى والملاحظ في ذلك انها تخطو تلك الخطوات في الدول التي لها تأثير مباشر في القرارات الدولية لكي تساعدها في ذلك على التدخل في بعض الدول العربية ومحاولة تغيير حكامها كما حصل في ليبيا ومصر وتونس واليوم ما يحصل على الاراضي السورية من تدخل فج لدولة صغيرة مثل قطر واضح جدا انها تعمل بأيدي سياسية ليس لها وانما لتلك الدول التي تحاول الضغط عليها من خلال العصب الاقتصادي وإلا لم نكن لنقرأ ما قاله جاستين بودين المتحدث باسم اتحاد نقابات العمال في بريطانيا في صحيفة الغارديان " أن على بريطانيا التأكد من أنها لن تختلف أبدا مع قطر وإلا ستجد نفسها تقع تحت رحمتها" وهو ما تبحث عنه دولة عربية صغيرة تريد لها دور يمكن شراءه بالاقتصاد مع إني أستبعد ان تكون دولة مثل بريطانيا العوبة اقتصادية بيد دولة حديثة العهد باللعبة الدولية السياسية او كما قاله وزير الخارجية الروسي لرئيس وزراء قطر انكم لم تكونوا دولة عندما كانت أساطيل الروس تجوب المياه الاقليمية القريبة منكم اليوم.
تحاول قطر كذلك الوغول في الاقتصاد العراقي عبر محاولتها شراء أسهم تفوق النصف بالمائة في أهم مجال حساس وخطر جدا وهو الاتصالات حيث اتفقت كيوتل القطرية مع شركة آسيا سيل العاملة في العراق على ان تملك أكثر من 50% في تلك الشركة وهو في النهاية محاولة لامكانية التجسس على كل المكالمات التابعة لمؤسسات الدولة العراقية ابتداء من رأس الهرم الى أبسط مؤسسة عراقية وهذا لم يأتي من فراغ وانما أرادت بذلك ان تكون لها اليد المؤثرة في القرار العراقي ومحاولة زعزعة كل الوضع القائم في العراق لما لمسته من قوة متصاعدة على نطاق القرارات العربية في جامعتها لكون هذه الدولة الصغيرة تريد ان تكون هي صاحبة الكأس المُعلّى في كل القرارات العربية وتكون اجندتها هي صاحبة الصوت الأعلى حتى تقول لهذا الرئيس او ذاك عليك التنحي من منصبك لان شعبك لا يريدك من خلال تحريك بعض الدمى التابعة لها في تلك الدول ومنحهم صفة المعارضة الرسمية والشرعية وتزويدهم بالأموال والسلاح وهو بالفعل ما حدث ويحدث الان في سوريا، ومن يعلم أي الدول المرشحة بعد ذلك ربما واحدة من دول افريقيا الفقيرة لأنهم جربوا حظهم في العراق والى الان باءت كلها بالفشل الذريع كونهم يتعاملون مع مجتمع له من الوعي والإدراك ما يخيب مساعيهم عبر ادواتهم الفاشلة المتناثرة على الساحة السياسية العراقية .
اذن ما تريده قطر كدولة صغيرة جغرافيا ان تحقق ما تتمتع به دول كبرى في السيطرة على قرارات ومفاصل دول عبر العصب الاقتصادي الذي مارسه قبلهم اليهود ، ومن يعلم لربما ان العلاقة الحميمية بينهم وبين اسرائيل جعلتهم يتعلمون منهم هذا الدور الاخطبوطي او قد تكون هي السياسة المزدوجة لكليهما في العالم الغربي والعربي.