نحر خمسة أطفال في بابل/سيد احمد العباسي

Thu, 5 Jul 2012 الساعة : 7:16

بسم الله الرحمن الرحيم

ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون

حالات الدمار التي تخلفها المفخخات وجرائم العصابات الاجرامية ومشهد العنف  الدموي الارهابي الاعمى في كل محافظة من محافظات العراق هي صورة سوداء ومشهد درامي يتجسد فيه كل ماهو عنيف ومؤلم .

من بعد سنة 2003 وحتى اليوم لايزال مسلسل الارهاب يضرب اطنابه بين فترة واخرى . وحسب المثل الذي يقول وراء كل هدوء عاصفة . نجد ان هؤلاء الذين تغريهم اموال دول الجوار ومن الذين يضمرون الحقد والكراهية لحكومة الشراكة الوطنية لايروق لهم ان يتقدم العراق . ورغم كل مايمكن ان يقال من تحليلات وآراء لابد من التوقف أمام حقيقة مؤكدة لايختلف عليها من يمتلكون الحدود الدنيا من الحس الانساني . وهي ان المعتاشين على حساب الدين وتوظيفاته السياسية وممن تشوهت نفوسهم قبل عقولهم لن يدركوا عظمة الكائن الانساني الذي سجدت له ملائكة السماء . الانسان الذي كرمه الله تعالى وجعل كرامته من كرامة الكعبة المقدسة الشريفة . لايعرفون ان مقتل الابرياء هو ازمة أخلاقية  في الضمير الإنساني ولو كانوا يعلمون ويفقهون خطورة مايفعلون لما فجروا وقتلوا !!

والدليل اذا كانوا من الذي يصلون ويؤمنون بالله عز وجل ويقرؤون القران لما فعلوا ذلك . هل تعرفون لماذا ؟ لان الله تعالى قال في محكم كتابه العزيز : ولاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق . وهناك الكثير من الايات التي حرم بها الله تعالى قتل الانسان . ولو كان هؤلاء قارئين للقران لعرفوا حرمة الجريمة العظمى التي يرتكبوها . وهذا لايسري على كاهل المنفذين والمخططين فحسب . بل لدى من يتغاضى عن هذه الجرائم الارهابية أو يسوغها تحت أية ذرائع ومسميات . بوصفها انحطاطا وذروة في الهشاشة في القيم والاخلاق مهما كانت اهدافها . وان من يقومون بهذه الجرائم مكانهم جهنم وبئس المصير .

قبل فترة ليست بالطويلة دخلت الى وسط مركز الحلة سيارة مفخخة انفجرت بجانب مستشفى الولادة بباب المشهد أودت بحياة الابرياء دون ان تتمكن السيطرات والاجهزة الامنية من منعها من مسافة طويلة !!

وهذا الخرق الامني يحتاج وقفة تأمل كبيرة . كيف تدخل سيارة مفخخة الى وسط مدينة الحلة دون ان تكتشفها الاجهزة الامنية ودون ان يعلمون بها ؟

مرة اخرى وفي نفس الشهر قبل ايام معدودة حدث خرق اخر قرب ملعب للشباب في منطقة ( الطهمازية ) لفريق كرة القدم قطعهم اربا ولم نسمع بوجود حماية لذلك المكان . على الاقل دورية شرطة تحمي ملعب للشباب . هذا لم يكن موجودا ومعناه ( سوء ادارة ) شرطة محافظة بابل من قائدها الى شرطتها . وكتبت عن هذا عدة مرات .

ووالله انني لااعرف قائد شرطة الحلة معرفة شخصية ولاأكرهه عندما أكتب عنه بل انني اصصح الخطأ وانبه لما يقوم به لان ابناء منطقته في المدحتية يقولون عنه لايحرك ساكن وقد عرف هذا الشيء عنه ولااريد ان ازيد لئلا يفهم من كلامي انني اتهجم عليه بشكل مقصود . ومن يريد ان يعرف يسأل ابناء الحلة !!

هذا الاسبوع عثرت الاجهزة الامنية في محافظة بابل مرة اخرى على جريمة بشعة جدا . خمسة جثث لإطفال منحورين من الوريد الى الوريد !!

شيء لايصدقه العقل . ولايمكن ان يستسيغه الامي الجاهل فكيف بالعاقل ؟

اين القوات الامنية ؟ اين الحس الامني الذي طالبت به قائد شرطة الحلة فاضل رداد واين دورياته ومخابرات المحافظة والتي يبدو ان على رأسها الطير !!

خمس جثث لإطفال أبرياء في مناطق متفرقة من بابل تم اختطافهم من قبل تنظيم القاعدة الاجرامي . وعثرت الدوريات خلال طلعاتها التفتيشية في المناطق المذكورة وهي ناحية جبلة وجرف الصخر والاسكندرية على جثث أطفال أعمارهم خمسة سنوات منحورين ومرميين في المبازل تم اختطافهم من قبل تنظيم القاعدة . وان الجثث تم تسليمها الى دائرة الطب العدلي من اجل اتخاذ اجراءاتها الطبية ومعرفة هوياتهم وتسليمهم لذويهم !!!

يعجز لساني عن وصف هذه الحالة المأساوية . ويتوقف القلم بين يدي وانا احاول السيطرة على نفسي من شدة هول الصدمة التي أودت بهؤلاء الاطفال الى هذه النهاية الدموية . وساعد الله قلوب ابائهم وامهاتهم على هذه المصيبة والفاجعة .

اقول لو كانت الدوريات والجهاز الامني وافراد من المخابرات باللباس المدني منتشرين بين المواطنين لمراقبة الداخل والخارج لما حدث ماحدث !!

ولو لم يكن هناك تراخي في الجهاز الامني لشرطة محافظة بابل لما نحر هؤلاء .

مجلس محافظة بابل اعلن البارحة وبتأريخ 20120702 عن تخصيصه مبلغ 23 مليار دينار عراقي لشراء كاميرات مراقبة  ونصبها في الاماكن العامة وتقاطعات الشوارع الرئيسية والساحات العامة بعد العمليات الارهابية التي شهدتها المحافظة بتفجير ثلاث سيارات مفخخة خلال الايام القليلة الماضية راح ضحيتها العديد من المواطنين الابرياء . وان هذه الكاميرات سوف تنصب في مداخل مدينة الحلة وعند السيطرات ونقاط التفتيش .

وقررت مديرية شرطة الحلة الزام اصحاب محال الذهب ومكاتب الصيرفة والمطاعم بوضع كاميرات مراقبة عند مداخل محالهم ومكاتبهم . وان مجلس محافظة بابل تلقى عددا من العروض من شركات صينية وفرنسية لتجهيز ونصب وصيانة تلك الكاميرات . وان المجلس يدرس أي العروض أفضل !!

والسؤال هل ستكتفي محافظة بابل بالكاميرات وتستغني عن شرطة المحافظة ؟

نأمل بوجود هذه الكاميرات ان تحل ولو جزء قليل من المشكلة الامنية الكبيرة في محافظة الحلة . وان يأتي يوم لانسمع فيه وجود خرق أمني لا في الحلة ولا في الديوانية كما رأينا اليوم تفجيرين قطعت فيها أوصال الابرياء وهذا كله سببه تراخي القوات الامنية ولذلك يجب معاقبة كل ضابط عقوبة شديدة اذا انفجرت في منطقته سيارة مفخخة حتى يكون عبرة لمن اعتبر .

Share |