ExxonMobil سبب الأزمة ومفتاح الحل - ابو تبارك الناصري- الناصرية

Tue, 3 Jul 2012 الساعة : 19:02

 قد تبدو الازمة الحالية التي يعشها العراق والموسومة بأزمة سحب الثقة سياسية داخلية , ولكن لا احد يستطيع ان ينكر وجود ادوار لأطراف خارجية متمثلة بمصالح دول او شركات كبرى , وقد اتضح بعد ان انكشفت الكثير من اوراق تلك اللعبة بان اكسون موبيل كان لاعب اساسي في هذه الازمة فاذا عدنا قليلا الى الوراء الى بواكير هذه الازمة واجتماع اربيل 2 في 28\ نيسان \ 2012 نلاحظ ان هذه الاجتماع جاء بعد اقل من عشرة ايام على قرار الحكومة العراقية بحظر واستبعاد شركتي دانا غاز واكسون موبيل من جولات التراخيص الجديدة للعمل في وسط وجنوب العراق , ويتضح من ذلك ان اختيار اربيل 2 الارض والقوى السياسية المهيمنة هناك كان ذا علاقة وثيقة بهذا القرار اذ ان القرار اتخذ اثر المخالفات القانونية للعقود الموقعة بين الشركة واقليم كردستان او حتى مع محافظة نينوى لاحقا واثر رفض الحكومة المركزية الاقرار بشرعية تلك العقود او غض الطرف عن التجاوزات والمخالفات الاخرى للإقليم دخلت اربيل وعائلة النجيفي في هذه المشروع بقوة , في محاولة لثني الحكومة عن قراراتها السابقة او اعاقتها من اجل عدم اتخاذ قرارات مشابه لاحقا او التخلص منها عن طريق سحب الثقة .
وبعد ان اصبح مشروع سحب الثقة قاب قوسين او ادنى للفشل بعد ان رفض رئيس الجمهورية الدخول فيه وانسحب التيار الصدري من مشروع الاستجواب وتراجع كثير من قيادات العراقية عن مشروع سحب الثقة اثر الحديث عن انتخابات مبكرة التي بالتأكيد ستكون كفة المالكي فيها هي الأرجح وبعد ان اصبح حديث الانتخابات المبكرة وحل البرلمان هو الاعلى صوتا خصوصا بعد التناغم الذي حصل بين الطالباني والمالكي اللذان بإمكانهما تقديم طلب مشترك لحل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة .
بعد ذلك كله الان اصبح اللعب على المكشوف ودخلت اكسون موبيل بكل صراحة و وقاحة على خط الازمة واستخدمت نفوذها لدى الادارة الامريكية من اجل عدم تسليم الحكومة العراقية طائرات f16 التي تعاقدت عليها الحكومة مع الادارة الامريكية الا من خلال السماح لشركة اكسون موبيل بالعمل ودخول جولات التراخيص في وسط وجنوب العراق .
ولان صفقة الطائرات مهمة بالنسبة للحكومة خصوصا في ضل وضع اقليمي متأزم , فالعراق بحاجة ضرورية وملحة للاستمرار في بناء منظومته الدفاعية دون اي تلكئ او تباطأ خصوصا بعد الانسحاب الامريكي والتطورات التي شهدتها المنطقة .
لذا كما كانت اكسون موبيل هي شرارة القدح وداينمو تلك الازمة فبعد تراجع ادواتها من مشروع سحب الثقة , عرفت من اين تؤكل الكتف واي عظمة هي التي توجع الحكومة فأمسكت بها بمساومة صريحة و علنية بان لا تسليم لطائرات f16 مالم يسمح للشركة بدخول جولات التراخيص هذا ما اعنته الادارة الامريكية وابلغت به الحكومة العراقية وقالت الحكومة انها ستتعامل معه وفق المصلحة الوطنية العليا في ايماء منها بان التنازل عن مواقفها لقاء حصول العراق على الطائرات امر ممكن , فهل ستكون اكسون موبيل هي الحل للازمة كما كانت هي السبب ؟؟
 

Share |