ليتني كنت شرطيَّ أمنٍ بعثيا ـ عقيل الموسوي- المانيا

Mon, 2 Jul 2012 الساعة : 12:45

أعوذ بالله أن أستخدم هذه الـ ( ليت ) ضمن سياقٍ نابعٍ عن حبٍ موجبٍ للحشر مع " المحبوب " من أولئك القوم أو الأشراك في عملهم , ولكن خبراً حرّك في عروقي مشاعر الغيض والغضب جعلني أتخذ هذه الأمنية عنوانا لمقالتي , وما أكثر تلك المشاعر في عروق المظلومين والفقراء الّا أنها لم تسعفهم يوماً في طلب الأنصاف أو أستعادة الحقوق , مفاد الخبر الذي سمعته هو حصول الموافقة على صرف الرواتب التقاعدية لعناصر من ضباط الجيش والأمن الصدامي المشمولين بالأجتثاث وأعادة حقوقهم كاملةً والسماح لمن يرغب بالعودة الى منصبه من أجل " رفد " المؤسسة الأمنية بخبراتهم التي كانوا يقدمونها للقائد المفدى وحزبه المناضل
لم تنتفخ أوداجي حنقاً على أستعادة " حقوقهم " المغدورة لأني أعلم أن العراق عراقهم مذ نعتوه بعراق القائد صدام وكانوا جزءً لا يتجزأ من ذلك القائد المقدام , نعم أنها حقوقهم التي يحق لهم التمتع بنعيمها بعد خدمةٍ طويلة الأمد للعراق العظيم وقائده كان أقلها مطاردتنا وتشريدنا وقتل أهلنا لما كنا نسبب لهم من تهديد , نحن المغفلون الذين لا زلنا نحلم بعدالةٍ تفرضها حكومةٌ أكثر من ثلث أعضائها من عصابة البعث ومشتقاته , حنقي هذه المرة جاء لأننا كنا نرجو الحصول على حقوقنا أيضاً دون الحاجة الى سجالٍ أو ضغطٍ على الحكومة او تفخيخٍ للشعب أو وساطات من داعمي الأرهاب , وهذا ما لم يحصل لحد الآن رغم أننا لم نطالب بمناصب سيادية ولم نأتِ بشهادات تعلوها أختام التزوير
ذكّرني هذا الخبر بمعاملتي التي روّجتها بعد التي واللتيا عنوة قبل أكثر من عامين حين قررت أن أسلك طريق العودة حالماً بتساقط أوراق خريف عمري على تراب وطني بعد أن أخذت الغربةُ منّي مأخذها وزيادة , لتعود تلك المعاملة اللعينة أدراجها بعد ستة أشهر لأن كتاب وزارة الهجرة الموقرة لم يذكر تاريخ مغادرة البلد رغم أنه أعتمد على كتاب هجرة كربلاء الذي ورد التاريخ فيه جليّا , ثم لتأخذ ستة أشهر أخرى قبل أن تعود بطلب أرفاق دفتر الخدمة الذي فُقِدَ لدى دائرة الأجانب الألمانية ولم أحصل منهم سوى على صورةٍ لأوراقه المتهرئة , وبين العودة الاولى والثانية عذابٌ ليس أقلّه السفر بين العراق وألمانيا , وهاهي أكثر من سبعة أشهرٍ أخرى تمضي بلا خبرٍ ولا چفيّة أمسح بها ربما عرق التعب من الغربة أو نزيف القلب الدامي
لا أريد الحديث عن معاملتي الخاصة وما لحقني جراءها من مشاكل كان أهونها بل وأطرفها حين طالبوني بأمر التعيين الذي لم يحصل أصلاً لأني مُنعت حينها من الأنتداب أسوةً بأقراني المدرسين ومن ثم من التعيين لأسباب أمنية , فكان الطلب أشبه بطلب شهادة ولادة لسِقطٍ أو أجهاض , لا أريد الحديث عن ذلك أبدا ولكني أتقدم بتوجيه سؤالٍ الى دائرة التحقق التابعة الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء أن كانوا سيعاملوننا بنفس الحرفية والدقة العاليتين لو كنا من سرّاق خيرات العراق أو المتاجرين بدماء أبنائه أو العارضين شرفه في مزادات الجاسوسية , أم أنهم سيكتبون أسماءنا لدى وزارة المصالحة من أجل تكريمنا والأستفادة من خبراتنا في القتل وفنونه والتسلط ومجونه
سادتي الأفاضل ... لا نريد عطفاً من أحد ولا راتباً تقاعدياً ولا أكراميةً ولا منصباً فخرياً يؤثر على معادلة المحاصصة التي انصحكم بتسجيلها لدى " مجلس البحث السياسي " للحصول على براءة أختراع تضمن لكم حقوقكم من السرقة أو الضياع , وكل مانريده منكم هو الألتفات الينا نحن سكان الربذة الذين تواصوا مع آل ياسر بالصبر أملاً بموعدٍ مع الجنة , أذ ما عاد فينا مَنْ يطلب من عياله مصارعة الجوع بقراءة سورة الحديد ونحن نرى حقوقنا سلبا وتراثنا نهبا بعد أن شكك في عراقيتنا الطاغيةُ وأعتبرنا غير مؤهلين لنأخذ دورنا في المجتمع أو الحديث عن الوطن والمواطنة , وها هم أذنابه اليوم يتهموننا بنصرة يزيد كلما تحدثنا عن عهرهم وغدرهم ومصادرتهم حقوق الأمة وأموال أقترفوها ظلماً وعدوانا , كل ما نريده هو التعجيل بأنجاز معاملاتنا كي لانضيع داخل وطننا حين العودة كما ضعنا خارجه ولا نكون أحد ثلاثة أوصى الرسول الكريم برحمتهم
لا نمتلك لوبيّاً يدافع عنا ولا رفاق دربٍ يطالبون بحقوقنا ولا وزراء يرفدون موقفنا , وكل ما نملكه هو سلاح طالما أمتشقتموه بوجوهنا ظلماً وعدواناً تخوفوننا به للحصول على مآربكم وهو الدعاء الى الله تعالى والوقوف نداً أمامكم يوم تنشر الصحف وتكشف السرائر أضافة ألى يراعٍ لاندري أن كنا سنبريه لاحقاً قبل أن يبري أعمارنا مَنْ يغيضهم ما يسطره ذلك اليراع أم أننا سنكسره غيضا وحنقاً لأننا لم نستلّه يوماً كما أستلّه " خدمةً للعراق وقائده " رجالاتُ الامن الصدامي البعثيون
 

Share |