"جرأة الأمل" ستتوجه الى غزة ايضا- سليم أبوعبسة-فلسطين
Tue, 14 Jun 2011 الساعة : 11:49

لقد مضى عاماً كاملاً على عملية الاعتداء من قبل قوات الكوماندوز الاسرائيلية على سفينة مرمرة في المياه الدولية وأودت بحياة تسعة أشخاص، وهي تحمل على متنها مستلزمات طبية وإنسانية الى قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل. إلا ان هذا الحادث السيء مازال في الاذهان... إسرائيل المذنبة، تأبى الاعتذار، وتتجنب باصرار دفع تعويضات لذوي الضحايا...
ففي أواخر شهر يونيو/حزيران 2011 سيبحر اسطول جديد محمول بالمساعدات الانسانية، نحو قطاع غزة. ويتألف الاسطول من 15 سفينة ستحمل مايزيد على 1500 ناشط من مختلف دول العالم. وسينضم الى الاسطول 40 أمريكياً تتراوح أعمارهم مابين 22-87 سنة ويبحرون على نفس السفينة التي ستحمل إسم كتاب "جرأة الأمل" للرئيس الامريكي باراك أوباما. والى جانب بعض الشخصيات المعروفة من قبيل الكاتبة أليس وولكر صاحبة جائزة بوليتزر، واليهودية هايدي أبستين البالغة من العمر 86 عاماً والتي فقدت والديها في الابادة الجماعية اليهودية، سيتواجد بين طاقم السفينة الكابتن الذي طرد لرفضة المشاركة في الهجوم على غزة عندما كان يتقلد مهاماً في القوات الجوية الاسرائيلية... الى ذلك فان الملفت للانتباه حمل السفينة رسالة حول "ضرورة رفع الحصار المفروض على غزة وإنهاء الاحتلال" موجهة الى الادارة الامريكية بدلاً عن المساعدات. ويعرب اليهود الذين يشكلون ربع ركاب السفينة، عن عدم إرتياحهم لتصريحات يهود أمريكا وإسرائيل باسم "كافة اليهود".
في غضون ذلك تنشر في الصحف الاسرائيلية أخبار تدعي حق الاسطول الاسرائيلي في منع ومراقبة أية سفينة تحاول الوصول الى غزة، قبل وصولها الى الساحة المفروضة عليها الحصار. مع العلم ان كافة العالم يعلم إنتهاك اسرائيل للقوانين الدولية خلال العملية التي نفذتها على سفينة خارج مياهها الاقليمية وتسببها في مقتل تسعة أشخاص. وحتى ان الغالبية العظمى من الرأي العام الاسرائيلي تمارس ضغطاً على الحكومة في موضوع "عدم تكرار أخطاء العام المنصرم والاصغاء الى المجتمع الدولي".
ستبحر هذه السفينة من أجل مساعدة البؤساء العائشين في غزة. وإدعاءات ان الاسطول "يهدف التحريض ومدعوم من قبل الحكومة التركية"، إدعاءات عارية عن الصحة ملفقة من قبل إسرائيل. ان المأساة الانسانية في غزة قضية ومسؤولية دولية. وتدخل إسرائيل في شؤون منظمات المجتمع المدني مع إدعائها بأنها "مجتمع ديمقراطي"، تضارب كبير. وعليه فان الأصح بالنسبة لصانعي القرار في إسرائيل التوجه الى "السلام" بدلاً عن "الاشتباك" مع الأخذ بالاعتبار الحقائق الجديدة للمنطقة والعالم. فضلاً عن أنه لايمكن النظر الى أمن وسيادة أية دولة في المنطقة والعالم على انها أهم من بقية الشعوب...