طاغية - طاغون) = (علاوي – بعثيون)-نوري خلف
Tue, 14 Jun 2011 الساعة : 11:43

كنت أحسب أن هذا العلاوي قد انقضت عجائبه ولم يعد بامكانه أن يتناقض مع نفسه أكثر أو أن يهبط أكثر وقد وصل إلى الحضيض. إلا أنه يأبى إلا أن يتفوق على شيطانه ويتجاوز الحضيض هبوطاً ليحفر لنفسه دهليزاً عميقاً في مزبلة التاريخ.
جلست استمع له وهو يقول (جاوز الطاغون المدى) فمرت في مخيلتي صور من حياته:
من هو علاوي أيها السادة، أليس هو ذلك البعثي الذي أوصله بريمر لرئاسة الوزراء في العراق ليكون رئيس الوزراء العراقي الوحيد غير المنتخب بعد السقوط، أليس هو ذلك البعثي الذي شهدت فترة حكمه أكبر قضايا فساد في تاريخ العراق أم يحسب أننا نسينا ما فعله وزير دفاعه الشعلان ووزير كهربائه الأيهم. أليس هو من ارتكبت في عهده المجازر في النجف والفلوجة.
أليس هو من استخدم قوات الحرس الوطني لنشر دعاياته الانتخابية، ثم خرج على الثكالى ليترحم على ميشيل عفلق، وعندما لم ينجح في تلك الانتخابات غادر العراق دون متنقلاً بين الدول مستجدياً لعطفها وأموالها لعله يسقط غريمه الجعفري.
أليس هو من عاد بعدها لتطرده أحذية الزوار في النجف قبل أن تهزمه أصواتهم مرة أخرى، فغادر العراق ثانية يواصل الاستجداء والاستقواء بالأجنبي مردداً منذ أكثر من خمس سنوات أن الوضع الأمني يتدهور، في الوقت الذي يشهد العدو قبل الصديق أنه تحسن كثيراً بل كثيراً جداً.
أليس هو من لم يحضر أي جلسة من جلسات مجلس النواب السابق وأدى اليمين الدستورية بمفرده مع رئيس المجلس. أليس هو من كان يؤلب العرب والعجم على الحكومة العراقية بتهم شتى فتارة أنها حكومة طائفية وتارة أنها عنصرية . أليس هو من استعان بالجحوش من عملاء صدام قبل أن يدفعه الغضب الكردي للاعتذار.
أليس هو من لم شمل البعثيين السابقين وأعوانهم من الطائفيين والحاقدين وبدعم من الملك الوهابي الحاقد ليشكل قائمة سميت زوراً وبهتاناً بالعراقية. ولو سميت بالأفعى ذات العشرين رأساً لكان أولى.
أليس هو من سخرت له المملكة التكفيرية أسلحتها الاعلامية وقنواتها الفضائية وكتابها المرموقين كما اعترف هو، وأمدته بالأموال واشترت له الذمم والضمائر ليتقدم في انتخابات أساًكشفت نتائجها الوجه القبيح لهذه القائمة، أليس هو من وقف يحتفل مع أنصاره على وقع أغاني البعث البائد وتحت ظل العلم البعثي.
أليس هو من فقد صوابه عندما حكمت المحكمة الاتحادية خلاف ارادته فكال لها التهم متناسياً أنها عينت في عهده من خيرة قضاة العراق!!
أليس هو من ابتدع بمشورة أمريكية منصباً جديداً يرضي به غروره حين أفلتت رئاسة الوزراء من بين يديه. ثم عاد فتنازل عنه ثم عاد وطالب به.
أليس هو من كان ولا يزال وكأنه في المعارضة في الوقت الذي تترأس قائمته البرلمان ويجلس أكثر من عشرة من وزراءه في مجلس النواب وتتمتع قائمته بمنصب نائب رئيس الجمهورية!! أليست قائمته هي التي فرضت هذه الوجوه البعثية على رئيس الوزراء!
أليس هو من عارض اتفاقية سحب القوات ثم عاد وعارض سحب القوات ثم عاد وعارض بقاء القوات أو سحبها أياً كانت المناسبة فلكل مقام مقال!
لكن هذا العلاوي جرب يوم أمس ما لم يجربه من قبل فقد قرر أن يكتب البيان رقم واحد وأن يقرأه على شاشات الفضائيات بنفسه ودون توسط غلامه الملا وليته لم يفعل.
لقد كان أداءً هزيلاً لبيان منحط لا يذكر إلا بإطلالات القائد الضرورة وبياناته وخطبه العصماء.
وفي خضم انفعال علاوي وانزعاج سيادته من وقع الأحذية على صوره وحرجه الشديد من صور تجمعه مع إرهابي من أعضاء حركته وما أكثرهم في قائمته قديما وحديثاً وما النائب السابق الجنابي إلا شاهد على ذلك، أقول في خضم انفعاله نسي أن يعرض البيان على مدقق لغوي يصحح له أخطاءه وما اكثرها فجاءت عبارته الرنانة (جاوز الطاغون المدى) لتثير الضحك أو الشفقة ، فحتى الطفل يعلم أن طاغية تجمع على طغاة أو طواغيت فمن أين ابتدع علاوي هذه العبارة. ربما كان يستحضر تلك الاغنية القديمة (أخي جاوز الظالمون المدى) وربما وربما ...
ولكن الأكيد أنه فقد صوابه حين سمح لنفسه أن يصف أعرق الأحزاب العراقية المعارضة للظلم والطغيان بأنهم خفافيش الظلام.
لقد كشف علاوي أن الصراع ليس بين القوى الليبرالية والمالكي والذي عملت وسائل الاعلام جاهدة على تشويه صورته، وإنما الصراع بين البعث بوجوهه القديمة والجديدة العفنة وبين الخيرين من أبناء العراق، فعلى كل الخيرين أن يقفوا موقفاً واضحاً ضد هذا العلاوي ومن يمثلهم ومن يقف خلفهم من ملك وهابي موتور أو قوة استعمارية غاشمة طرد المالكي بالأمس نوابها من العراق حين كان علاوي يستنجد بهم.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون