حاجة العراق الى نظرية امن محلية-عدنان الاسدي
Mon, 2 Jul 2012 الساعة : 10:31

تسعى الدول التي تريد الدفاع عن نفسها وحماية شعبها وأرضها وحفظ امنها وحماية نظامها من الاعتداءات والبقاء مرهوبة الجانب بتقوية الجبهة الداخلية وتماسكها ولخلق نظرية أمنية تسير العمل بموجبها في ترتيب برامجها الأمنية والوقائية والمخابراتية والاستخبارية والمجتمعية والاقتصادية،بسبب كون نظرية الأمن حيوية تفاعلية وتشكل الأسس لمختلف الإجراءات التي من شأنها أن تصون النظام الشعب والأمة والاستقلال والاحترام والكبرياء الوطني،وإذا كان للدولة أن تطور قدراتها الوقائية والامنية في مختلف مجالات الحياة فلا بد من وجود منطلقات نظرية تستند عليها،ويجب ان تكون النظرية الأمنية واضحة وذات مبادئ مترابطة تشكل كلا متكاملا، تنطلق من مبدأ الاعتماد على الذات أولا، والعمل باستمرار التحرر من الاحتياج للغير حتى لا يكون البلد تحت رحمة أحد؛ والإنتاج هو أساس البناء، ولا بد من تطوير الاقتصاد الاساس في معادلة الامن وتطبيقها،وان تنص النظرية الأمنية على أن المعلومات ركن أساسي في البناء الأمني، ويجب توفير مختلف الإمكانيات من أجل جمع المعلومات المتعلقة بالعدوالمفترض سواءا كان بعنوان الارهاب او الخارجين عن القانون او دولة اخرى ، وأيضا بتطويرالقدرات الذاتية؛ وعلى هذه النظرية ان تعتمد مبدأ(الضربة الاستباقية ) وتجفيف المنابع والموارد للعدو
لأنها الأفضل من اجل إنهاك العدو قبل أن يستقوي والنظرية الأمنية ضرورية من أجل وضع استراتيجية العمل على مختلف الصعد. ووفق نظرية الأمن، يستطيع المختصون ترتيب الأوضاع وفق خطط بعيدة المدى استنادا لمعطيات انية ومرحلية، ويجب ان تركز نظرية الأمن علي التهديدات التي تواجه الأمن القومي للدولة الداخلي والخارجي، على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية ، لتحقيق أهداف الدولة القومية العليا والتخصصية التي تضعها القيادات السياسية في كل مرحلة زمنية وفقاً للمتغيرات لدولية والإقليمية
والمحلية والجارية والمستقبلية ، والتي تقوم بإعدادها وصياغتها القيادات السياسية والعسكرية المسؤولة بالدولة .
وتتركز نظرية الأمن القومي علي مجموعة من القواعد والمبادئ الرئيسية :
1- امتلاك قدرات الردع بكافة أنواعه النفسي والمادي
2- تعبئة جميع مصادر وموارد القوة الشاملة للدولة
3- مواجهة الاعداء فرادي وهزيمتهم
4 – كسب شركاء ستراتيجيين
5- مواكبة الحداثة والاعتماد على التكنلوجيا الامنية
ومعلوم ان لا أمن بدون الاعتماد على الذات، وهذا مبدأ حيوي وأساسي بالنسبة لكل شعوب الأرض، وبناء عليه، لا بد لنا إلا أن نفكر ونعمل لكي نصل إلى هذا الوضع، والبحث عن وسائل وأساليب سدُ النقص بأقل الأضرار
الممكنة، ومن يعمل بهذا المبدأ، عليه ان يقيم قدراته وطاقاته وموارده القائمة والممكنة من النواحي المادية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والنفسية بموجبه ،واخيرا فأننا اليوم في العراق بحاجة ماسة اكثر من أي
وقت مضى الى نظرية امنية خاصة بنا نضعها نتاجا لعقولنا ونطبقها على الارض ونطورها حسب حاجتنا لها وبناء على متطلبات الوضع الامني في المراحل الزمنية ويتعاون على تنفيذها المسؤول الامني وعناصر القوى الامنية والمجتمع خصوصا ونحن اصبحنا اصحاب تجربة كبيرة وتراث ضخم في محاربة كل انواع الارهاب والخارجين على القانون المحليين والوافدين من دول الجواروحتى الدوليين منهم ويحوي سجلنا الامني انتصارات لايمكن انكارها.
عدنان الاسدي-الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية