من ذكريات الطفولة (ح4)- دلال محمود- المانيا

Sun, 1 Jul 2012 الساعة : 12:26

 يُقال في بعض المواقف(مصائب قوم, عند قوم فوائد), وبما أنني كنت في سن مبكرة , فمن المؤكد لم اكن افقه الكثيرمن الأمور, فمثلاً حينما تخرّجَ شقيقي الذي يكبرني بستة أعوام من المدرسة التي كنت وأياه فيها, فكّر والداي بنقلي أنا وشقيقتي التي تكبرني بعامين, إلى مدرسة قريبة من مسكننا كانت قد شيدت تشييداً حديثاً, وفق طراز المدارس وليست بيتاً مستأجراً من صاحبه, كمدرستنا القديمة, في وقتها أتذكر أنني فرحت فرحاً كبيرا وكيف لاأفرح, بعد أن أصبحت مدرستي قريبة من مسكننا, بينما تلك القديمة كانت تبعد مسافات ومسافات عن بيتنا, بحيث اشعر متعبة من طول المسافة, فلاوجود لوسائل نقل تنقلنا منها واليها.
الشارع كان طويلاً وتخترقه سكة الحديد, تبدو المسافة وكأنها ألآف الاميال فالبنايات قليلة وتعد على الاصابع,وحتى سكة القطار تلك فنادراً ماكنا نرى القطاريمرُّ, هكذا كانت الحياة هادئة بشكل رائع وباهر.
كنت أحب الذهاب الى المدرسة عندما يكون الدوام ظهراً ونعود عصراً, فهو لايحرمني من نوم الصباح,ولكن ماأقسى الدوام الصباحي آنذاك,آه, عندما كان يوقظني أحد افراد عائلتي في الصباح كنت أتمنى عندي الملايين من الاموال كي اهديها اليه في تلك اللحظة لالشيء فقط كي لاانهض واذهب الى المدرسة.
في نفس الوقت كانت انتقالي الى مدرسة أخرى أمر محزن على قلبي, لقد فقدت متعة ان اراقب تلك اللصتين الماهرتين, بينما كنت أتخايل رد فعلهما وهما سيعلمان بأنتقالي الى مدرسة اخرى اكيد ستطيران من الفرح والسعادة, فيالهما من مخظوظتين ويالي َ من تعيسة الحظ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

 

 

Share |