طبيب هندي يعود الى الناصرية- عقيل عبد الجواد - الناصرية
Sun, 1 Jul 2012 الساعة : 11:54

بتاريخ 20 / 9 / 2011 نشرالمقال طبيب هندي يفر من الناصرية حول موضوع د . اوبروي اختصاص العظام والكسور والذي استضافه مستشفى الامل الاهلي .
وبتاريخ 28 / 9 / 2011 جاء ردكم على المقال وكان ردا ً هادئا ً متعقلا ً علميا ً بعيد عن أي تحامل وهو امر يظهر وسع صدركم للنقد والنقاش ويظهر ان مديرية الصحة تقاد بعقلية غير متشنجة فهنيئا ً لكم ولنا .
ثم شاهدت هذه اللافتة امام مستشفى الامل وتذكر ان عدة اطباء سمح لهم بالقدوم ومنهم د. اوبروي .
واستهلت اللافتة بعبارة بمبادرة تستحق الثناء والتقدير .. متمثلة بمديرها د . هادي بدر الرياحي وتسهيله قدوم هؤلاء الاطباء .
و لذا اتقدم بعرفاني وشكري الجزيل للدكتور هادي بدر مدير الصحة ولمديرية الصحة بكل كادرها .
وانا كمواطن اذا كان من حقي ان انتقد ما اعتقده تقصير فمن واجبي ان اشير الى ما هو صحيح واشيد به واحتفي واعطيه الثناء الذي يستحقه .
اما من جانب المسؤول فهكذا خطوة توضح انه مسؤول مرن التفكير منفتح على التغيير غير مسلكي من ناحية الفكرة المسبقة والتفكير النمطي من ان المسؤول دائما ً على حق والمواطن على خطأ .
واتقدم بالشكر نيابة عن كل اهالي الناصرية وكلي امل من صاحب الانجازات الكبيرة في مديرية الصحة – الدكتور هادي بدر الرياحي – ان يتوج خطواته الصحيحة الغير تقليدية والخلاقة والمتفهمة لحاجات ابناء محافظته- فيقوم بأم المبادرات ويعيد الامور الى نصابها الصحيح فيلغي او يعمل على الغاء داء الطب الاكبر وشلله الشوكي وموته الدماغي اعني به ازدواج المهنة بين القطاعين الحكومي والخاص فيفك ازدواج المصالح , وبالتالي يخير الاطباء وباقي المهن الصحية بين العمل في القطاع الحكومي او الخاص لأن غاية ورسالة عملهم الانساني صحتنا نحن وليس أي شيء آخر وقبل أي شيء اخر .
اعرف ان هذا لن يكون سهل البلع على الكثيرين لكن لن يلبث ان يفرض الصحيح نفسه فالعقل يقول اننا نعيش ضمن دولة وهناك دول اخرى بعضها متخلف عنا وبعضها متقدم والعقل ذاته يحتم علينا ان نلحق بالذي تقدمنا . فاذا افترضنا ان هذه رغبة مفروغ منها يأتي السؤال كيف ؟
يجيب المنطق اسلك اقصر واسرع الطرق لتحسين صحة مواطنيك ولتلحق بدول العالم .
فياتي السؤال ؟ وكيف لي ان اعرف اقصر الطرق من بين عدة طرق ؟
فيجاوب المنطق اخيرا ً اسلك الطريق الذي سلكوه من قبلك .
فاذا كنا لا نختلف عنهم وهدفنا كهدفهم اذن ما نجح بالنسبة لهم ينجح بالنسبة لنا والدول تستفيد من التجارب فيما بينها فما الضير ان نفعل مثلهم ولو كان ما قاموابه فاشلا ً لما طبقته الدول الواحدة تلو الاخرى , فتركيا وامريكا وكندا وكل اوربا تعمل بهذا النظام . ففي كندا مثلا ً يسمح للأطباء بفتح عيادات لكن تقوم الحكومة بدفع اجور المراجعين وتصور كم يبلغ عددهم بالمعدل 7 مراجعين وبمواعيد مسبقة . اذن لكل دولة منهجها بفك ارتباط وتداخل المصالح إلا نحن .
وأن بدأت بوادر ذلك بالفعل ففي وزارة التربية حُضر مؤخرا ً على التدريسيين الجمع بين القطاعين العام والخاص فهل الموضوع اننا نعيش في دويلة بمجتمع طبقي تُعلي طبقة على اخرى ام اننا نعيش بدولة مؤسسات لها عقل وهدف واحد وكل وزاراتها اذرع لها متساوية الطول والاهمية .
ان سلبيات ازدواج المهن الطبية بالعشرات وسارت بها الركبان اشهرها : نجد بقسم الطواريء لافتات باسماء الطبيب البورد والاختصاص المكلفين بالحضور للخفارة لكن واقع الحال ان المريض لا يجد سوى الطبيب المقيم . الذي يصبح كبطل فلم تائه في الادغال عليه التعامل مع الصداع الخفيف والم المعدة والطلق الناري والكسور والحروق وحوادث الطرقات بذات الادوية وذات الطريقة , علما ً ان الاطباء الاختصاص تسجل اسماءهم كحاضرين وتصرف لهم مخصصات .
لا مشكلة عندي بذلك هنيئا ً لهم لكن مشكلتي مع التالي ان الطبيب المقيم هدفه اكتساب الخبرة وهي اما من طبيب اختصاص قبله وهو الاسلم والاسهل او لا ان يدفع دفعا ً لأكتسابها من التجربة على المرضى أي بما يسمى المحاولة والخطأ
بصراحة وبصدق والم وبكل يقين جازم اقولها ان من يسمح لذلك بالاستمرار او يشترك به اشك انه يدرك حقا ً ما يقوم به انما هو فشل.. فشل.. فشل.. في ادراك انه يتعامل مع بشر بل مع فئران تجارب ويا ريت هم متعلمين بينا . واني متفهم اني اعيش بدولة تنتمي للعالم الثالث بامتياز واعلاء المصالح على المصالح امر مفروغ منه لكن ان تتم المحاباة على ارواح الناس فهذا ما يرفض عقلي تصديقه ويجب ان يتوقف . في الغرب المتخلف واللا انساني يوجد اطباء يصلون لدرجة البرفيسور باختصاص وحدة الصدمة - الطوارىء - .
رغم ذلك الكل يعلم اننا لن نلبث ان نقوم بما يقومون به حذو القدم بالقدم لكن يبقى السؤال متى ولم التأخير ؟
وحتى من يعارض يعترف في داخله بذلك لكنه يريد ان يؤجله ما امكن 5 او 10 او 50 سنة , اما انا والمواطن فنريد ذلك الان فالمريض يريد صحته والمحب للعراق – دكتور هادي الرياحي مثلا ً – لا شك سأم من عرجنا خلف مسيرة الاخرين كاننا سقط المتاع .
فبالتغيير من داخلنا وعدم الخوف من التجربة وبالابداعية وجعل شعبنا رقم واحد بين الاولويات وذواب الأنا سنحقق هذه الخطوة ولن تكون النهاية بل هي خطوة صغيرة يخطوها العملاق - العراق –
واكرر شكري لمدير الصحة د.هادي بدر الرياحي ولقسم الاعلام فيها ولكافة الاقسام والكوادر .
