رسالة الى السيد مقتدى الصدر ـ عقيل الموسوي
Sat, 30 Jun 2012 الساعة : 11:26

سماحة حجة الأسلام والمسلمين السيد القائد مقتدى الصدر حفظه الله وأعزّه ... أحييكم بتحية الأسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد , معذرتي أجدها لنفسي انْ خرجت كلماتي عن قوافيكم الموقرة , وآمل أن تجدوها معي بأني لم أدرس أو أتمرّس على أصول المخاطبات الرسمية أو السياسية أو حتى الشرعية منها ـ أن صح التعبير ـ , كما أني لست سوى أنساناً أنشبت الغربة أظفارها بكل أوصاله وتركته نازف القلب دامي الجوانب مكلوم الحشا , حتى وصلتُ مرحلةً ما عاد يهمني فيها أن وقعتُ على الموت أو وقع الموت عليّ , ليس قرباً من باب الشجاعة بقدر ما هو قربٌ من باب الأحباط بعد نفاد الصبر وهذا ماوصفه البعض أنها محاولة للأنتحار المشرعن تحت غطاء ما يعرف بالحيلة الشرعية , وجلّ ما أتمناه أن أجد وطني مستقراً وهو يحتضن رفاتي وفاتحاً ذراعيه لأولادي كي يبتعدوا عن حياة الضياع في الغرب ويعودوا الى جادّة الصواب التي سحبتُهم منها عنوة بسبب رذائل البعث وجرائم قادته الأوباش
سيدي القائد .. قد لا تجدون في شخصيتي وأمكاناتي ومكانتي المتواضعة أهلاً للأستشارة أو المناصحة ولكني أرى أن نصح المؤمن على أخيه المؤمن واجب شرعي رغم شكوكي بقبولكم أياي بتلك الصفة المباركة , فقد قلتها يا سماحة السيد في حديثي مع الأصدقاء مراراً وأعيدها اليوم آملاً أن تصل كلمات النصح هذه مسامعكم ولا أريد من ذلكم جزاءً ولا شكورا , قلتها أني أعتبر أنّ هناك أسماءً لبيوتات وعوائل عراقية كريمة ومنها آل الصدر طبعا هي ليست ملكٌ لأفراد تلك العوائل والبيوتات فحسب بل لكل العراقيين بما تحمل من صفة الرمزية التي جاءت عن طريق العلم والنضال والتضحية , لذا فأن مسؤولية الحفاظ على سمعتها ناصعةً واجب الجميع , وهذا ما جعلني آتيكم من أقصى المدينة ساعيا ومناصحاً بضرورة الحفاظ على سمعة آل الصدر الكرام بالأبتعاد عن مخالطة مجالس السوء المتمثلة بالرفيق علاوي والأستاذ النجيفي والكاك مسعود , فمثل هؤلاء القوم كمثل السرطان يستفحل كلما أزداد عمراً أو أتسع نطاقاً أو أُهمل عن العلاج , كما أن معاشرتهم كمعاشرة حامل الأيدز الذي لا تدري في أية لحظة خطأ يصيبك ربما ظلما وعدوانا لينتقل مع الأجيال خزياً وعاراً ,أجل سيدي فالأول سامريٌ يريد أن يجعل منكم ألعوبة جسدٍ يُضلُّ بها ويستظلُّ بخوارٍ يصدر من تلكم الألعوبة على شكل " فتاوى " هلامية الشكل فارغة المضمون , ولأنه بعثيٌ ورد من مورد البعث فلا أمن له ولا أمان لأنّ الغدر من طباعهم كما عرفتهم وعرفناهم , وما شهداء آل الصدر المغدورين على أياديهم القذرة منكم ببعيد !, أما الثاني فلا تظنن أنه يضمر لكم الحب وانْ أراكم من طرف اللسان حلاوةً فهو أقرب ما يكون في سياسته الى معاوية الذي قاتل الأسلام لأكثر من عشرين عام ثم عاد ليزوّر الحقائق ويصبح مؤمن ال أمية وكاتب الوحي الأمين , وكذا يحاول أن يفعل صاحبكم هذا الذي قاد حملة شعواء ضد التصويت لصالح الدستور ليصبح بعدها الخبير بخفاياه ومتاهاته والساهر الأمين على تشريعاته , لذا فأني اراه لا يتوانى حتى عن تفتيت العراق أذا ما تطلّبت مصلحته الشخصية ذلك , وأما الأخير فلا أدري متى وثقتم به وصاحبتموه وهو الملوّح بورقة الأنفصال في كل موطنٍ وموقف تقف فيه وحدة العراق ضد مصلحته لابساً أياها ملبس الحقوق القومية للكرد رغم أنهم قالوا كلمتهم في البقاء على عراق موحد , وقد أصبح الكثير منهم لا يثقون بكلامه بقدر ما يخافون سيفه المسلط على رقابهم وأقطاعيته التي تحولت الى دكتاتورية .. فهو يريد خلط الأوراق ببعضها ثم يسحب أوراقه تاركاً البقية تتلقفها نار الفتنة لتحرقها وتذر رمادها في عيون الشركاء الخصوم على أطراف أمبراطوريته التي يحلم بحكمها أمداً بعيدا
نصيحتي الثانية لكم سيدي هي ضرورة نزع أطار الدين وهالة القدسية عن " فتاواكم " التي يدرك الجميع أنها سياسية رخيصة الثمن , لأن في ذلك تقليلاً من شأنكم وأستخفافاً بالأفتاء ومصادره .. فلو كانت فتاواكم دينية كما يتوهم البعض فأنكم بذلك تتطاولون على الأفتاء ورجالاته أذ لا حق لكم ولا جواز في الأفتاء الديني لعدم حصولكم على درجة الأجتهاد العلمي , أما أذا ما كانت سياسيةً فلا حاجة أذن لتلك الهالة القدسية وألزام الأنصار بتغييب عقولهم وأتباعها , وأذا ما كانت خليطاً بين الأثنين فأنها تدخل في مجال التعسف والدكتاتورية وهذا ما لاترضونه أنتم , لذا فلا حاجة لتحمّل أمانة ماكنتم حامليها أو التصريح نيابة عن الخالق سبحانه وتعالى , فله في خلقه شؤون وهو الذي يختار من عباده من يوحي أليهم صادق القول , وهذا ما لا نعتقد حصوله معكم ولا مع سواكم في الزمن الراهن لأنه ختم رسالاته عبر سيد الأنبياء والمرسلين وها نحن بأنتظار ولي أمره القائم الذي وُعدنا به على لسان نبيه الأمي الكريم
سماحة حجة الأسلام والمسلمين .. لا أريد لكم الأنصياع للمالكي أو لغيره من السياسيين ولكني أتمنى عليكم منازلتهم عبر صناديق الأقتراع التي ستظهر الأحجام الحقيقية بأبعادها الثلاثية مقرونة ببعدها الرابع الذي هو خير كفيل لكشف الحقائق أو تكشّفها , الا هل بلّغت , اللهم فاشهد