الاحتفال قرب القرود بعيد الصحافة ...منصور ابو الحسن
Sat, 30 Jun 2012 الساعة : 11:18

منذ اسابيع عدة تجري الاستعدادات والتحضيرات للاحتفال بعيد الصحافة الرسمية قرب قفص القرود بحديقة الحيوان بالزوراء، وهنالك اقاويل ان رئاسة الوزراء خصصت 3 ملايين دولار لهذا الاحتفال فهو احد اطواق النجاة لأثبات ان العراق ليس مانعيشه وهوديمقراطي متعدد حتى ولو كان يدار بأسلوب عشائري وحتى لو كان لديه نوع من الصحافة لا تنمو الا بالبلدان الاشد ديكتاتورية.
فوجود صحافة رسمية لا تمتلك موقفا الا ما تعلنه الحكومة، يتطلب وجود سلطة ديكتاتورية تحتاج ابواق مأجورة تلمع صورتها وتحول باطلها الى حق ومطالب الجماهير بأبسط مقومات المعيشة من كهرباء ومفردات بطاقة تموينية لا تاتي عن طريق اليانصيب الى خيانة عظمى بحق البلد وتأريخه.
وانا اسال لماذا هذه المبالغ الكبيرة وهذه الضجة الكبرى على ماذا ستسفر غير محاولة قليلي النظر اثبات ان لدينا صحافة حرة يتولى تسيير دفتها اناس مهنيين كانوا يمتلكون بالامس حرفة تعذيب المجاهدبن والمناضلين بمختلف اسماء سجون الظلم والاضطهاد وتحولوا بقدرة ببركة ديمقراطية امريكا ودولة الحزب الجديدة الى ساهرين على الحرية ومعلمين للديمقراطية وفن الاختلاف بالراي الذي تعلموه عندما كانوا جلادين او توابين او مرشدين للانتحاريين.
نعم لدينا صحافة حرة عندما تكتب او تنتقد قذارة الاطفال بائعي العلاكات من دون ان يحق لك التساؤل حول تزايد عدد الصغار منهم بالأسواق.
لدينا حرية تعبير عندما تنتقد الازياء الغريبة للذين يخرجون للتظاهر مطالبين بالكهرباء ولماذا يعرون نصفهم الاعلى من الحر ، لكن اياك ان تكتب عن حق المواطن بان يموت وليس يعيش وهو يشرب الماء البارد فالكهرباء بالعراق من حق المسؤول فقط.
نعم هنالك شفافية عندما تنتقد موظف يأخذ الرشوة الصغيرة لكن اياك واياك ان ترفع عينك بوجه سيدك المدير العام الذي تقارب نثريته اليومية مليون دينار وهو مبلغ قد يكون حلما لعشرة عوائل من سكنة الحواسم ما زلت تفكر هل صدق علي ابن ابي طالب بقوله " ما رأيت نعمة موفورة الا والى جانبها حق مضيع" ام ان الرواة حملوا هذا الرباني وزر الطغاة وحيلهم الشيطانية.
لدينا صحف واذاعات بالمئات لا يعرف من يمولها ولا تستطيع حتى ان تسال هل تغيرت قواعد الحساب وهل مازال 2=1+1 واذا كان كذلك كيف يمكن لمسؤول صغير انتمى حديثا لحزب او تيار ان يشتري سنويا بيتا ب400 مليون وراتبه الشهري قرابة مليون دينار.
اذا كانت مهمتنا ان نكون عين المجتمع والامناء عليه ووصلنا الى حد ان المواطن اصبح فاقد الثقة بالصحفيين الرسميين ويعتبرهم جزء من الحكومة وفسادها، ا ذا لن تكون لنا صحافة حقيقية حتى لو صرفنا كل ميزانية الارض وحضر عيد الصحافة غدا غير شعيط ومعيط.
في عيد الصحافة وبالقرب من قفص القرود الذي سيكشفون عورتهم بحديقة الزوراء ستنتهك حرية الراي وتتم اكبر رشوة اعلامية جماعية لقطيع من الذين يعرضون اماناتهم واقلامهم للبيع و يراد منهم ان يمروا من تحت لافتة كتب عليها "يا قوم ناموا ولا تتكلموا ...ما فاز بها الا النًومُ"