في يوم الجمعة من كل اسبوع تجمعني وصديقي العزيز ابو هارون شبه جلسة ثقافية عامة تتكون من ثلاثة محاور 00وارجو من القارئ العزيز ان لا تأخذه الظنون بعيدا ويعتقد بان ابو هارون (من جماعة الشاعر صباح الهلالي)وجلاوزة برنامج (اكو فد واحد) 0 والذي يترفع عنهم صديقي واستاذي 0لما يقدمه هذا البرنامج من قلة ذوق وادب متناسين الدور الخطير الذي تلعبه وسائل الاعلام على المجتمع العراقي ،،كما نستغرب قبول فنانين وشعراء كبار نحترمهم ونجلهم الدعوة لحضور مثل هكذا برنامج ، لا نحصد منه سوى الرذيلة وفساد الاخلاق وتهميش الانسان وابعاده عن سياقات وجوده الاجتماعية والمعيشية والسياسية وتلقي به في مواضيع مادتها الاساسية (النكتة ) والسخرية والتي لا هدف لها سوى سرقة وقت الجمهور تحت يافطة الضحك 00 وبالرغم من الانتقادات المتواصلة والشكاوي المقدمة، لازالوا يتمتعون بنشرها ظنا منهم بان برنامجهم هادف وناجح بمعايير الوجود الثقافي والحضاري والاخلاقي وان مجتمعنا بحاجة الترفيه والتسلية والمتعة والابتسامة بالقيم المثلى ، التي هم ينتهجونها ويدركونها فخابت معايركم واهداف قناتكم ، مثلما خابت عروضهم الكوميديا وصناعة الضحك البائس والرخيص والمبالغ به (والضحك بلا سبب 0من قلت الادب) 0 ولنبدأ جمعتنا في المحور الاول والذي عادةً نتناول فيه الاخبار المحلية لمدينتنا ، وبعض الاسئلة الشخصية لكلينا 0 ونطلق علية تسمية (نحن والحدث) والمحور الثاني عن المستجدات في الساحة السياسية العراقية والعربية ،ويسمى حديث الساعة 0والمحور الثالث والاخير امور عامة حيث نناقش فيه مجمل الاوضاع التي تخص ابناء جلدتي الفنية والثقافية والرياضية والخدمية ، والتي تهم اكبر شريحة في مجتمعنا ، واحيانا كثيرة نتطرق الى اخر ما وصلت الية الخدمات المقدمة للمواطن كـ ( الماء الصالح وشبكة المجاري وتعبيد الطرق والمشكلة العقيمة والمستعصية التيار الكهربائي وغيرها ، ونكنه (بحديث المقاهي ) واكيد نمر على هذه المواضيع مجتمعتا مرور الكرام والسبب يعود الى ضيق الوقت ، كما ان هذه المحاور تأخذ منا جهدا لا يستهان به ،حيث اننا نناقش من خلالها معظم القضايا المطروحة 00 الا ان هذا الاسبوع ليس كالمعتاد ، بيد انني كنت متحاملا لطرح سؤال انا اجده مهما ،حتى بدأ السؤال ذاته يزاحم جلستي ويقلل من التركيز والتنصت ، فأجبرت صديقي على السكوت بمقاطعتي اياه معتذرا 00 ابو هارون (اين تذهب واردات الجباية والغرامات والرسوم واحيانا التبرعات وايجارات المحال وكراجات وقوف ومبيت السيارات التابعة لدوائرنا الحكومية وو00) لماذا لا ينفقون نسبة من هذه الاموال على النقص في الخدمات الخاصة بدوائرهم كـ ( البلديات- المرور – المحكمة – الكهرباء – الصحة - والضريبة – والتسجيل العقاري – والاحوال المدنية –ومديرية التربية وو00) وبدأت اعد ما تحتاجه تلك الدوائر من العلم العراقي البالي والممزق فوق بنايتها وصولا لدواخلها ودهاليزها وحماماتها حتى واجهة كل دائرة 00 فأجاب ابو هارون قائلا ؟ سؤالك وجيه جدا ، وان دوائرنا باتت بحاجة ماسة الى هكذا توجه واهتمام خصوصا الدوائر الخدمية منها لا نها تمس شريحة كبيرة من المواطنين المراجعين والذين يعانون الامرين بين الانتظار ايام وساعات طويلة لا نجاز معاملاتهم وسببه الروتين المقيت وبين نقص الخدمات الخاصة من مقاعد الاستراحة في قاعات الانتظار وحتى ابسط المقومات الضرورية كـ (براد لماء الشرب )وها قد وصل الاستاذ صلاح الموسوي رئيس تحرير مركز الجنوب للدراسات والتخطيط الاستراتيجي ، ليشاطرنا الاجابة 00وسيكون يوم الاثنين جمعتنا ، لان حوارنا سيطول ، فرد الموسوي قائلا ان هذه الواردات والمستحصلات وكل ما ورد في سؤالك يعود لخزينة كل دائرة واحتياطاتها وهي تحت تصرف مدير الدائرة مثل ( منح الحوافز – والايفادات – والتكريم – والصيانة عموما ) كما يشمل الصرف ايضا لجميع الدوائر الفرعية التابعة لها في الاقضية والنواحي ، اما المتبقي وحسب قولهم يذهب الى خزينة الوزارة التي هي منها 00 وقاطعة ابو هارون : كما ان للضيافة نصيب في البذخ على الولائم والتعلولات والهدايا ومصروفات الفندقة والسياحة واكيد للمفتش العام وللجان التفتيشية وللزيارات الميدانية التي لا تذكر بالرغم من اهميتها لتصحيح وتقويم المسار لمعظم دوائرنا وغيرها ،، اما المتبقي من كل هذا يمكنك ان تسأل امين صندوق كل دائرة هو الوحيد الذي يملك الاجابة على سؤالك ويقينا سوف يبدأ باللف والدوران دون ان تحصل على اجابة شافية 0000
وانتهى الحوار وسؤاله العقيم ، ولابد للعودة لا حياء اسبوعنا ، وقبل كل شيء لابد من اعادة طرح السؤال على جميع مسؤولي دوائر الدولة في المدينة والاقضية والنواحي ب(شكل خاص ) لمناسبة انتهاء السنة المالية 2011 وحلول السنة المالية الانفجارية 2012 ( اين تذهب تلك الواردات )وارى سؤالي يحتاج الى تشريع وتوصيات يتيح لدوائرنا انفاق نسبة يحددها مجلس المحافظة لتطوير الخدمات الخاصة بدوائرها وتجميل واجهاتها والاهتمام بتطوير مكان انتظار المراجعين الذي يخلو من ابسط مقومات حقوق المواطنة ، وانشاء من الفائض ما ينفع الناس ليدون تاريخ المدينة ما قدم الاخيار وليس ما فعل الاشرار 000000

[email protected]