السياسة في العراق و ((البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة))- خضير السعداوي- الشطرة
Thu, 28 Jun 2012 الساعة : 10:58

عندما بدأت جيوش العثمانيين تحرز النصر تلو النصر على جيرانها من الشعوب المجاورة وبدا القادة العثمانيون في بناء إمبراطوريتهم الواسعة اصدموا بالإمبراطورية البيزنطينيه والتي كانت في الظاهر قويه لكنها منخورة من الداخل فما كان من محمد الفاتح إلا أن يحاصر عاصمتهم القسطنطينية مدة من الزمن وقبل أن تنهار دفاعاتهم ويدخلها العثمانيون فاتحين العام 1453 كان علماء الإمبراطورية ومفكريهم وقادتهم مشغولون في جدل بيزنطي جدل لا يؤدي إلى نتيجة ولا يدفع ضرا عن البلاد فكان جدالهم محتدما إلى حد الحرب(( البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة)) وبغض النظر عن كون الدجاجة من البيضة أو البيضة من الدجاجة لا يغيير من موقف الخطر المحدق بالامبراطويه البيزنطينيه...وبالفعل استطاعت الجيوش العثمانية أن تحتل عاصمتهم وتضرب أعناقهم ليذهبوا غير مأسوف عليهم بعد أن تحملت شعوب هذه الامبراطوريه ماسي الحروب والدمار بسبب سذاجتهم وضحالة تفكيرهم
ما يحدث الآن في الوضع السياسي في العراق قريب جدا إن لم يكن متطابقا مع ما حدث مع البيزنطينيين مع فارق الزمان والمكان....بمقولة....نسحب الثقة أم لانسحب الثقة من حكومة المالكي مع وجود ما هو أهم من ذلك خاصة وان البلد تتربص به الأعداء من كل جانب وأعداء ليس أعداء عاديين إنما أعداء تربوا على الجريمة والقتل ولا حاجة لنوضح أكثر خاصة وأنها أصبحت معروفة للقاصي والداني اجتماعات ولقاءت وتصريحات وتنقلات مكوكيه بين بغداد واربيل والنجف الاشرف وهذا الشد الإعلامي بين السياسيين في إبراز العضلات حتى أصبح بعض السياسيين لا يمر يوما إلا ويلهب المشاعر بتصريحات ناريه تضيف على حرارة الصيف اللاهبة التي يجلد فيها المواطن البسيط في انعدام الخدمات والكهرباء وحالات الفقر المخيفة التي يعاني منها قطاع كبير من أبناء الشعب العراقي وما ظاهرة الشحاذين والشحاذات والبطالة المستشرية في البلد إضافة إلى آفة الفساد الإداري والمالي الذي ينخر مفاصل الدولة في مختلف المدن العراقية إلا واحده من آلاف المشاكل التي كان على أبطال الفضائيات من سياسيينا المبجلين والذين صعدوا بأصوات هؤلاء أن ينظروا في أي طريق يسير بلد من أغنى بلدان العالم بلد توقف فيه كل شيء عن الإنتاج ...الزراعة لازالت بدائيه ونعتمد في كل شيء على الاستيراد صناعة خاوية لا تسد رواتب منتسبيها إضافة إلى معامل ومصانع معطله عن الإنتاج تجارة بميزان تجاري سالب يعتمد على الاستيراد فقط ..أمام هذه الحالة الكارثيه نجد الصراع على أشده بين هذه القوى حول اقتسام غنائم.. لشعب عانى الأمرين من حكم الدكتاتورية ولكن الظاهر أن الرواتب الضخمة والامتيازات والحمايات والسفر خارج العراق جعلت من السادة النواب في واد والشعب الذي أوصلهم إلى مواقع المسؤولية في واد آخر
أليس من المفروض أن تعقد لجان تحقيقيه للتحقيق بإخفاقات دورات نيابيه لم تقدم للبلد سوى التناحر على المكاسب خاصة وأنهم استأثروا في المال العام لهذا الشعب المظلوم أليس من حق الشعب أن يحاكم هؤلاء....إن التردي الحاصل في كل شيء يهيئ الارضيه المناسبة للجيل الثالث من البعثيين كما هيئها عام 1963 للجيل الأول منهم للاستيلاء على السلطة وكذلك الجيل الثاني من البعثيين والذين أيضا توفرت الظروف لهم ليقفزوا ال السلطة مرة اخري والجيل الثالث من البعث هو جيل ما بعد التغيير عام 2003 والذي أطاح بإمبراطورية البعث هذا الجيل استطاع بمهارة أن يخترق كثيرا من التيارات الوطنية ويقودوها بحسب أهوائهم ومخططاتهم مستغلين قلة تجربة قادة بعض الحركات السياسية أقول أن الارضيه مناسبة كي يقفز هذا الجيل ((البعثي المعتقد والمتحوى)) والمتستر بالوطنية أن يقفزوا إلى السلطة ويخلقوا دكتاتورا جديدا يذيق الناس الأمرين تحت لافتات مختلفة وعندها ليس بإمكان الأمريكان أن يكونوا على استعداد لتخليصنا من الدكتاتورية الجديدة
خضير السعداوي