عيد صاحبة الجلالة ...بأي حال تعود-علي الخياط- بغداد

Wed, 27 Jun 2012 الساعة : 19:07

كل عام تثار الضجة ويعلو الصوت إحتفالا بعيد الصحافة العراقية الذي يعلن فيه الصحفيون ارتباطهم الوثيق بمناسبة عزيزة على قلوبهم تؤذن فيهم انهم موجودون في المكان والزمان غير ان الحقيقة غير ذلك ففي وضع سياسي لايوحي كثيرا بوجود مؤشرات على تعاط منظم مع وسائل الاعلام ونزوح بعض منها الى دائرة النقد الجارح والخروج عن سياقات العمل المهني الواضح والطعن بمواثيق الشرف المهني والعمل لحساب جهات مغرضة تعمل على اثارة الرأي العام واللغط حول كل حراك سياسي مهما كانت نسبة الايجاب فيه ومحاولة تحويله الى عامل تشاحن وقلق للاوساط النخبوية والشعبية.
الصحافة العراقية تعاني من الطارئين والحقيقة اننا قد نظلم الكثيرين بهذه الكلمة العائمة فنحن نظلمهم لاننا قطعنا الطريق عليهم ليتعلموا فالصحافة ابداع وإلهام وسعي وتهذيب وتعلم ولايمكن للصحفي ان يتطور ويستقيم جهده الا بعد مضي مدة من الزمن تكون كافية لانضاج شخصيته فالعلة ليست في الصحفي فقط الذي نتهمه بعدم النضج وانه طارئ على المهنة، ولكن العلة تكمن في القيادات الطارئة التي تنتهج اساليب عمل غير واضحة ولاتضع الخطط العملية لادارة الملف الاعلامي وكما هو حاصل عندنا فالتخبط هو السمة الغالبة على العمل الصحفي العراقي وفي النقابات والاتحادات والمنظمات وسط غياب التشريعات اللازمة لدعم حرية التعبير وغياب مبدأ الشفافية وعدم النضج الاداري وفقدان روح التعاون بين الجهات الرسمية والمؤسسات الاعلامية.
نحن بحاجة الى تربية جيل مثقف وواع وناضج يستطيع تهيئة الاساليب الموضوعية لبناء منظومة صحفية متمكنة من دورها وتعرف طريقها الذي يمكن لها ان تسلكه من اجل المستقبل ولا يتحقق ذلك دون وضوح وتنازلات وشيء من الايثار الذي نفتقد اليه
 

Share |