جامعة ذي قار .. وعقدة الذات لدى البعض- أحمد الخفاجي-الناصرية
Tue, 26 Jun 2012 الساعة : 13:25

البارحة وانا أتصفح شبكتكم الغراء كعادتي اليومية لفت أنتباهي الى استغاثة عاجلة اطلقها احد التدريسين العاملين في جامعة ذي قار بحيث شدني عنوان شكواه (الى معالي السيد الوزير،النائب ابو زهراء ،الى ..... الشرفاء الى رؤوساء الجامعات وغيرهم)، أجزم باني سمعت صوت نحيبه عند قراءتي لمقدمة شكواه فقلت في نفسي انه أمر جلل قد حدث !
وبعد قرأة تلك الشكوى او الاستغاثة قلت بصوت مرتفع الحمد لله على كل شئ!!!!.
وقررت الرد على هولاء الذين ينظرون الى الاخرين من خلال ثقب الباب ومن خلال مصالحهم الذاتية دون النظر أو مجرد الالتفات الى الاخر ،وحقيقة الامر لاأعرف سببا محددا الى ذلك غير عقدا مركبة لدى هولاء اتجاه الاخرين وأستفحال رغبة الاستحواذ لديهم على كل شئ فهذه التجاوزات بدأت تكبر يوما بعد أخر ولانجد من رادع لها ،وهذا أمرا يحز في النفس حدوثه في مؤسسة يفترض أن تكون قدوة للاخرين في كل شئ !
أن الكثير من السلوكيات الغير لائقة والتي راجت في المجتمع العراقي في االعقود الثلاثة الاخيره، يعتقد الكثيرون أنها نتاج لما أشاعه النظام البائد من ثقافة وأفكار طارئة على المجتمع العراقي ،وهذا النظام حاول بدون كلل وبكل الطرق تغير وجه المجتمع العراقي وحقيقته الخلاقة المحبة للخير والسلام . وهنا يجب الاعتراف بان تسعة أعوام على تبدل النظام ما زالت الكثير من تلك السلوكيات المرفوضة متغلغلة ولم تنتهي بأنتهاء حكم البعث المجرم بل بقت لها جذور متأصلة في نفوس البعض وهذه السلوكيات تصبح واضحة للعيان من خلال لغة التخاطب والتصرفات اليومية لهولاء.
لاأريد الابتعاد كثيرا عن موضوع ((الاستغاثة للاستاذ الجامعي)
يقول المفكر الكبير علي الوردي (إننا بحاجة إلى طراز من المتعلمين يدركون بأنه لا فضل لهم فيما نالوا من نجاح أو علم أو أدب، وأنهم مخاليق وصنائع أنتجتهم العوامل الإجتماعية والنفسية التى أحاطت بهم من غير أن يكون لهم يد فيها)
وبالتالي أن للجامعة أهمية ودورا ايجابيا في التغيير الاجتماعي وهذا الدور يكبر ويتعاظم عندما تكون هي السباقة بأفكارها ومشاريعها التنويرية من اجل خلق مجتمع محب ومتفاني قادرا على الابداع والدفاع عن خصوصيته وبخاصة في زمن العولمة والتقدم العلمي والثقافي المضطرد .الا أن العكس صحيح في جامعة ذي قار وبالخصوص لدى البعض من اساتذتها الذين لاهم لهم الا التفكير في الامتيازات التي من الممكن الحصول عليها وشعارهم في هذا (الغاية تبرر الوسيلة ) وللاسف الشديد فأن جامعة ذي قار متميزه بشكل واضح على مستوى العراق من حيث أستمرارها بالتميز العنصري والنظره الدونية للاخر (الموظف) من قبل بعض الاساتذة وهذه حقيقة نتعايش معها في كل يوم.
أن الانانية على المستوى الفردي على الأقل، في صورتين كلتاهما مرفوضة وشاذة من وجهة نظر الإنسان السويّ نفسياً واجتماعياً: أولاهما تتمثل في عجز الفرد عن النظر إلى العالم إلا من خلال مصالحه ومنافعه الخاصة أو الشخصية، وهذا المستوى هو الذي يمكن أن يطلق عليه اسم «الأنانية» بحصر المعنى، وتتمثل الثانية في تبني وجهة النظر الأولى مصحوبة بقدر أكبر من التشدد والغلو في التزام المصلحة الذاتية،وهذه الصفة هي الغالبة على الكثيرين منهم لاسف مع جل أحترامي للبعض الاخر منهم .
ان موظفي جامعة ذي قار المتأمرون قد قبلوا ببيوت في سكن الجامعة القديم لاتصلح حتى للحيوانات والكل يعرف ذلك عند توزيع البيوت القريبة من كلية التربية والتي تنص تعليمات الوزارة قانونيا وانت أحد منتسبي تلك الوزارة على 30% من تلك البيوت الى الموظفين المتأمريين لكن الذي حصل بأنهم لم يعطوا بيتا واحدا منها الى الموظف المتأمر !!!؟ وبذلك مخافة صريحة للقانون واللوائح التي يحتكم الجميع لها .... وسكت المتأمرون على ذلك الظلم .
أن المتامرون لم يقولوا شئ عندما رفض احد الاستاذه الصعود الى باص النقل لان هنالك بعض الموظفين المتأمرين فيها لانه من جنس أسمى وارقى !
أن الموظفين المتامرون لم يشاركوا مجلس الجامعة المؤقر في كل قراراته مع العلم انهم جزء من الجامعة وليس من المريخ ولاعلم لهم بأي قرار يتخذ حتى وان كان متعلقا بهم ويجب ان يضم المجلس ممثلا عنهم !!
أن المتأمرون لم يحلفوا بالقرأن كذبا وزورا من اجل الحصول على دورا سكنية ولم تشملهم عطوفة مجلس الجامعة بقطع الاراضي على الرغم من القرار ينص على ان تكون لمنتسبي جامعة ذي قار وفق الحصة المقررة قانونا ومرة اخرى سكت هولا المتامرون وحصل المناضلون المثقفون المضحون على تلك القطع بالكامل.
لااريد الاطالة أكثر ولااريد الخوض في تصرفات تنم عن أنانية وسوء تقدير وتخلف واضح في السلوك وفي العلمية .
الكل يعرف اننا اليوم في عالم مفتوح ويستطيع الكثير لا بل الكل الحصول على اي شهادة يريدون وهنالك العديد من الطرق للوصول الى ذلك ،لكن لايجب ان يكون الكل من حملة الشهادات العليا لان الحياة لاتستقيم بذلك ؟؟
واخيرا .. لم يبلغ أكاديمي متخصص روعة السياب ،وجمالية جليل القيسي ،وروعة نازك الملائكة ،ولا عبقرية جواد سليم،ولا جموح عبد الستار ناصر،ولا وصف محسن الخفاجي ،وغيرهم المئات ممن لايحملون الا مستويات متدنية من التعليم .
اما جامعة ذي قار وبحوثها ومؤلفاتها ومحاضراتها وأصدراتها فلم أجد لها يوما من سبيل الا في أحلامكم ،واذا كنت على خطأ فارجوا ان ترشدوني الى منجز واحد أدبي كان أم علمي يستحق التأمل والقرأه .
أحمد الخفاجي
جامعة ذي قار