خسرت محافظة الناصرية هذا الاسبوع اثنين من ابنائها الذين يعتبرون من الطاقات النادرة التي اتحفت الوسط الثقافي والادبي في العراق بصورة خاصة والعالم العربي بصورة عامة فبالامس انتقل الى رحمة الله الاديب وصاحب اكبر مكتبة وبائع الكتب الشهير نعيم الشطري ...ونعيم الشطري هذا ينتمي الى مدينة الشطرة الغنية عن التعريف والبلدة الولود لكثرة ما انجبته من كوادر وطاقات عملاقة في كل مجالات الحياة الثقافية والادبية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وكل المحالات ..في ثمانينيات القرن الماضي وعندما كنت طالبا جامعيا في جامعة بغداد كنا نلتقي بالمرحوم نعيم الشطري المعروف بصوته الجهوري الذي كان يلفت المارين في شارع المتنبي لشراء الكتب او بالجلوس في مقهى الشابندر التي تقع في منتصف شارع المتنبي وبرحيله فقد خسر العراق شخصية فذة قد لاتعوض بالسهل اليسير.اما الشخصية الثانية التي رحلت الى بارئها فهو الشاعر الشعبي الكبير كاظم اسماعيل كاطع الذي يعد احد اعمدة الشعر الشعبي العراقي.وكاظم اسماعيل الذي تعود جذوره الى محافظة الناصرية الا الفقر والعوز جعل من ابويه ينتقلون الى محافظة بغداد لتوفر فرص العيش اكثر من مدينته ومدينة ابائه التي لم ينقطع عنها حتى في قصائده.
تعرض كاظم اسماعيل كاطع للاعتقال مرات عديدة على يد القوات البعثية الارهابية منذ سبعينيات القرن الماضي وقد حكم عليه عدة مرات حاول الهروب احد المرات خارج العراق فاعتقل في ثمانينات القرن الماضي لعدم قناعته بالحرب العراقية الايرانية وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات الا انه لم يكملها واطلق سراحه بقرار عفو عام عن الهاربين من الخدمة العسكرية ...تعرض كاظم اسماعيل الى نكبات كثيرة في حياته كانت اكثرها اثرا على حياته وفاة ابنه حيدر والتي يقول فيها
بدى العام الدراسي وبدت الهموم
وبيتي عالمدارس بابه صاير
نسيت ...وداعتك جيت اشتري هدوم
الك ...ومحضر اقلام ودفاتر
مو تسمع قيام ...وليش ماتكَوم؟
ومر اسمك ولا من كَال ...حاضر
الشمس طلعت علينا...مو وكت نوم
وهم عدكم صبح يا اهل المكَابر
وهم عدكم ...ضوه ...وشباج ...ونجوم
وهم ينطونكم واجب ال باجر ؟
رحم الله شاعرنا الكبير ورحم الله المكتبي الكبير نعيم الشطري
وبهذه المناسبتين الحزينتين نود ان نقدم تعازينا الى عائلتي الفقيدين والى الوسط الثقافي والادبي في العراق ونسال الله لهما الرحمة والمغفرة