البوح بالحرف الأول من أسرار كثيرة في حياة الشاعر من ذكريات الهور حتى كتابة ديوانه البكر الذي صدر حديثاً عن دار تموز للطباعة والنشر ، كانت عنوان المدخل للديوان .
والإهداء الأجمل ( لا قيمة للكلمات دون أن تتوضأ بماء وجهك ِ ، أنتِ وحدك من منح قيمة لكلماتي ، لان أول من أرشدني إلى عشق القوافي هو أنتِ ، لكِ وحدك اكتب شعري لانكِ رفيقتي في دروب الحرف والوجع ) وهذا بداية البوح بأجمل وأعذب الكلمات التي تعبر عن الحس المرهف والمشاعر الصادقة ببراءة وعفوية .
وقد أجاد الدخول والغوص في تلك الأسرار الناقد وجدان عبد العزيز من خلال شحن الكلمات بطاقات المعاني للوصول إلى غاية المتلهف لاستسقاء عذوبة الكلمات وإعادة ترجمتها مرة أخرى إلى أحاسيس يتناغم القارئ معها فترسم أجمل اللوحات في ملكة الإحساس .
ثم استرسل الناقد قراءته يحاول الشاعر أن يتذوق الفقر ويعيش العزلة . رغم انه يمكث بولع بين الرغبة والنقاء والطهر في قصيدته ( أنسام امرأة ) ، وصف الشاعر بأنه يوصل الحب في أعماق التاريخ بقيثارة المدن المخصبة والهة المدن التي لا تشتهي ألا المطر رمز الخصب والنماء .
والشاعر جواد كاظم إسماعيل يحاول المغايرة والجدة غير انه يلتزم بذلك السياق الثقافي والتفريق بين الشعر كلغة انفعالية والكلام الاشاري المعروف والمتداول ، كما يحاول الشاعر استثمار وقائع التاريخ البارزة وذات الأثر الكبير على مسار الحياة مثل ثورة الحسين (ع) وموقف الثبات على المبادئ المثالية في تحقيق حرية الإنسان وكرامته وقيمه الأخلاقية .
وقد أسس الشاعر على تثبيت رؤيته تجاه الحب والمرأة وقد تداخل مع الشاعر المبدع فائز الحداد ومع الشاعر الكبير يحيى السماوي بذلك ، حيث جعل منها عنوان طهر الحياة وخص بخطابه المرأة العراقية الصابرة والجلدة ووصفها بالشمس لأصالتها .
وأوضح الناقد بان المعاناة والوجع تلازم الشاعر وبما انه من الجنوب فأوجاعه مغموسة بأوجاع الجنوب ( في الجنوب سر الله وقصة الجنوب أول الوجع ... ) ثم أن الديوان قابل لتأويلات متعددة فلابد من قراءات متعددة من اجل استثمار معاني الحياة المنبثقة فيه .
مبارك نقولها لتلك الولادة الثرة من زارع حروف الالق في دروب عشاق الحياة والجمال ، ومبارك للزميل الرائع جواد كاظم إسماعيل تلك الولادة الميمونة والى مزيد من التألق والنجاحات في سما الأدب والثقافة .