صناع القرار وخلق الازمات- النائب كاظم الشمري

Tue, 26 Jun 2012 الساعة : 12:37

الحلقة السادسة -(الجعفري والاكراد)
بعد انتهاء معركة النجف وقبلها الفلوجة وانقضاء حقبة رئاسة علاوي للحكومة الانتقالية اضهرت انتخابات الجمعية الوطنية التاسيسية تغييرا واضحا في الخارطة السياسية واصبح الائتلاف (القائمة 555) ممثلا لكل الطيف الشيعي في حين تصدرت قائمة التوافق لتمثيل المكون السني،وتراجعت كثيرا حظوظ القائمة العراقية التي جمعت الليبراليين برئاسة علاوي رغم تمثيلها لاغلب مكونات الطيف العراقي ،مع بقاء علاوي لاعبا اساسيا في المشهد السياسي رغم تبعات ونتائج معركتي الفلوجة والنجف اللتين قسمتا المواقف الى معسكرين باصطفاف طائفي، دفع بالكثير من السياسيين الى اعادة حساباتهم،مع قوائمهم وبحسب انتمائهم الطائفي،وكلف الائتلاف الشيعي بتشكيل الحكومة فانيطت المهمة بالدكتور ابراهيم الجعفري الامين العام لحزب الدعوة حينها وكانت اولى الازمات التي واجهته هي الاختلاف على كتابة الدستور والنسب التي تمثل كل مكون في كتابته،وبعد الاتفاق تصاعدت حدة الاتهامات فالسنه يتهمون الشيعة بتهميشهم في كتابة الدستور والعلمانيين يتهمون الاسلاميين بالرغبة بفرض الشريعة الاسلامية والشيعة يتهمون السنه والعلمانيين بعرقلة كتابة دستور دائم والاكراد مرة يقفون على التل واخرى يهددون بالمقاطعة ان لم ياتي الدستور على هواهم تحت يافطة حماية حقوق الاكراد الذين تعرضوا للاقصاء والابادة والتهميش طوال عقود من الزمن.
اضافة الى ازمات اثيرت في كثير من المحافظات اذ قاد القاضي وائل عبد اللطيف حملته في البصرة لجعلها اقليما،وتعقد وضع كركوك واعلن التيار الصدري الحرب على القوات الاميركية في ميسان في وقت وقف فيه رئيس الحكومة اعزلا امام كل هذا المد من الازمات التي كان اغلبها مصطنعا وكان موقف الاكراد معه صعبا،اذ ادى في نهاية المطاف الى خروجه من رئاسة الحكومة بعد ان استطالت ازمتهم معه،وتم اختيار بديل له بعد ان اشتدت الازمات وكادت ان تعصف بمجمل العملية السياسية،وتعيدها للمربع الاول بعدما اصر الجعفري على موقفه بالبقاء في منصبه وأصر الاكراد ومن معهم على رحيله واستعصى الحل حتى وصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايز واقنعته بالرحيل ليبدء عهد ازمات من نوع اخر.
 

Share |