ثورة مصر والسيد الخميني - طاهر مسلم البكاء- الناصرية
Tue, 26 Jun 2012 الساعة : 11:35

بعد اشتداد أوار الثورة المصرية يقول نتنياهو : اننى نخشى تكرار النموذج الأيراني في مصر .
وثورة مصر هي من الثورات الكبرى في المنطقة والعالم ،لما لمصر من ثقل ودور كبيرين في العالمين العربي والأسلامي ، ولكونها تجاور حدود فلسطين فهي من دول المواجهة الرئيسية مع الصهاينة ،قبل أن ينحى بها السادات ومبارك منحى الأنزواء وخدمة المصالح الصهيونية ،ومن هنا فأن أي تغيير في الموقف المصري سيؤدي الى قلب المعادلة بالضد من مصالح الكيان الصهيوني ،وتغليب للكفة العربية والأسلامية .
وإذا ما اخذنا بنظر الأعتبار أن ربيع العرب ، مع أنه غير رؤساء وحكومات ، لم يجلب لحد الأن للعرب سوى الخراب وضياع الأمن وغياب الثقة في المستقبل بسبب التأثيرات الدولية وسهولة تأ ثيرها في الصراع وتوجيهه من الوجهة الوطنية الذي ينطلق بدءا" باتجاهها الى الوجهة التي تخدم مصالح الدول الكبرى المتنفذة اليوم في الساحة الدولية ،وهذا يحصل بسهولة في كل أقطار العرب بسبب بساطة الأمكانيات التي يمتلكها الثوار ،وضخامة ما يمتلكه الحلفاء في الجانب الآخر وخاصة ( الكيس الخليجي ) الجاهز على الدوام لتخريب الطموحات الوطنية وتغليب التوجهات المتطرفة التي لاتخدم القضية العربية والأسلامية .
ولو عدنا بالذاكرة الى بدء أنطلاق ثورة مصر ، لوجدناها ثورة جبارة هزت أكبر عروش التسلط المستندة الى المصالح الصهيونية في المنطقة ،وأذا عدنا بمراجعة سريعة لتصريحات كبار قادة الصهاينة ،نجد عمق الأسى الذي كانوا يشعرون به لفقدان مصر وخوفهم من عودتها الى الصف العربي والأسلامي ،فقيادة مصر هي سمسارهم الذي حقق الكثير من أحلامهم ،كفرض السلام الكاذب وأحتلال العراق وتقسيم السودان والبطش بالفلسطينين ... الخ
ولنستمع الى بعض ما صدر عنهم :
هآرتس : أسرائيل طلبت من دول العالم الحفاظ على أستقرار نظام مبارك
بن اليعازر : حزنت لأحتمال تنحية مبارك فهو أهم رجل لدينا في الشرق الأوسط .
شمعون بيريز : نحن مدينون بالعرفان الكبير للرئيس المصري حسني مبارك .
وغير ذلك كثير وعلى نفس الشاكلة التي توضح أهمية مبارك للصهاينة وعمق العلاقة بينهما . ولكن هل يهتم الصهاينة بشخص ما بعينه أم أن اهتمامهم يخص مصالحهم ؟
أن أشد ما أخاف الغرب وأسرائيل في ثورة مصر هو بروز شخصية تقود الثورة كالسيد الخميني في أيران والذي أدى بأيران أن تتحول كلية عن الخط والمصالح الأمريكية ،ولهذا عملوا على امتصاص زخم الثورة وعدم مواجهتها فكانت تصريحاتهم بالبدء تذكر أن على الرئيس المصري أن يقوم بأصلاحات ( وكانوا لايزالون ياملون ببقاءه بعد ) ولكنهم بعد أن يأسوا منه ،أبدوا استعدادهم لقبول تغيير مبارك شريطة أن يكون نائبه عمر سليمان بدلا" عنه ،وعندما يأسوا من الأخير ايضا" وجدوا في المجلس العسكري ضالتهم لضمان أستمرار مصر على خطى نظام مبارك .
لقد جاهد المجلس العسكري لتهدأت طوفان الثورة وجعل الخسائر الغربية والأسرائيلية تقتصر على شخص مبارك فقط وهو ما يهون الأمور حيث وجود الكثير من أمثال مبارك ممن يجيدون نفس الدور ، وأكبر دليل على ذلك هو المنحى الأخير للأحداث وحل البرلمان ، فهل ان مصر التاريخ والأمكانات الجبارة عاقر الى هذا الحد ،بحيث ينحصر التنافس على رئاستها ببقايا نظام مبارك والسلفية ، هل ان هؤلاء هم من يمثلون شعب الحضارة والأدب والفن والعنفوان في ملاينه الجبارة التي تدفقت الى ساحات الثورة وشوارعها ؟
أم هو الحلف الذي يقوده الغرب والصهاينة ويدفع له قادة الخليج أصحاب نظرية ( نترجى أسرائيل ) ؟
أكانوا يستطيعون النفاذ الى منابع الثورة والتأثير فيها لو كان قائدا" ثوريا" قد ظهر من بين الجموع الثائرة فبايعه المصريون ؟، وهذا لايعني أننا نقول ان مصر غير قادرة على الولادة ،ولكن هذا يعني عظم الأستعداد من الحلف الغربي الصهيوني ومنذ زمن طويل ،ولما يزل مبارك في الحكم ،لمنع ظهور قادة يعتد بهم والعمل الدؤوب على أظهار شخصيات هزيلة لاتمثل مصر ولاتستطيع ان تقف بوجه مخططاتهم لأحتواء الثورة المصرية ،وقد يكونوا نجحوا في ذلك .