لا بـــد للشـعب ان يــــــريد - ابو تبارك الناصري- الناصرية
Mon, 25 Jun 2012 الساعة : 11:45

منذ اكثر من شهرين لا بل منذ تشكيل ما يسمى بحكومة الشربكة عفواً (( الشراكة )) والمواطن البسيط ذاك الساكن في بيت صفيح الذي وهو الغنيمة الوحيدة او المكسب الوحيد الذي حققه خلال اكثر من 10 سنوات من النظام الديمقراطي الاتحادي المحصصاتي الجديد , او ذاك المواطن الذي غنم بسطة صغيرة على رصيف من شوارعنا المتلألئة بالأسفلت الوطني والأنترلك المستورد وهو يعرض في بسطته الفواكه والخضار المستوردة او المواد والحاجيات المنزلية صينية المنشأ او حتى لو كانت حاجيات بسيطة ( من هاي الحاجة بالالف ) اراه تجذبه وتستميله هذه الكتلة او تلك هذا الزعيم او ذاك بمواقفهم وتصريحاتهم ومزايدتهم حتى احتكروا شاشات الفضائيات واستلموها (فلاحة ملاڄة ) بتصريحاتهم و مؤتمراتهم وبرامجهم السياسية المنافقة و صرنا لا ننعم بمتابعة برنامج اجتماعي او مسلسل هادف – اينما تولوا فثمة سياسيين هناك – حتى القنوات المصرية التي كنا نأمل بان تكون ملاذنا الاخر من هذا الواقع المهاتراتي المقيت هي الاخرى منشغلة شكَال شفيق وشحڄة مرسي والمجلس العسكري , ونحن على ابواب شهر رمضان الكريم ونطلب منهم ان يكفوا عن هذه المهاترات الاعلامية الرخيصة – نريد نتنعم شوية بدراما هادفة او حتى لو برنامج فكاهي – فليذهبوا بخلافاتهم الى البرلمان وليتركوا الاعلام والفضائيات .
هذا المواطن البسيط نسى همومة ومشاكله و واقعه الخدمي المزي وحمل هموم ومشاكل هذه القائمة او تلك , حتى عندما يصل له ميكرفون هذه القناة او تلك تراه ما برح يصطف مع هذا الزعيم او ذاك دون ان يبدي او يفصح عن معاناته الانسانية وهمومه اليومية ومشاكله الازلية , فضاع في غياهب السياسة دون ان يعي حقيقة ما اختلف عليه الاخوة الاعداء امراء الكتل الكونكريتية الذين عطلوا جلسات البرلمان 3 ايام احتجاج على رفع الكتل الاسمنتية امام وكرهم المشؤم حتى عادت ليتمترسوا خلفها بعيدين عن هموم المواطن منعمين في القاعات المكيفة في هذا الصيف الاهب الذي يتوقع فيه خبراء الفلك وصول درجات الحرارة الى الـ 70 درجة مئوية دون ادنى شعور بالمسؤولية تجاه المواطن المسكين هذا المواطن الذي فرط بالمطالبة ليدخل في معترك المناكفات و التراشقات الاعلامية بين قادة الكتل من اوسع ابوابه فلا نكان نشهد برنامج حواري او سياسي دون ان يمتزج باستبيان لآراء الشارع او عرض عينة من اراء المواطنين المؤيدة لهذا الزعيم او ذاك الرافضة لهذا المشروع والمصفقة لذاك , فصارت سلعة هذا النفاق السياسي الكبير الذي امتطاه قادة وزعماء الكتل هو المواطن البسيط المغرم بعنتريات الزعيم الفلاني و التائه في المصطلحات اللاهوتية لهذا القائد او المنساق وراء المزايدات الرخيصة لتلك الكتلة , متناسياً ان يسال نفسه ويسألهم اين معاناته اليومية في ساعات الصيف الطويلة دون كهرباء وطنية من ذلك , واين سكناه بين جدران الصفيح , واين وقوفه على ارصفة الطرقات يبيع تلك الفاكهة المجمدة او السلع المغشوشة المنشأ , واين وقوفه في طوابير العاطلين الا متناهية على ابواب شبكات الرعاية الاجتماعية لينال مالا يشبع ولا يغني من جوع واين واين واين ....
اين كل ذلك من جمع التواقيع لسحب الثقة عن هذا الرئيس او ذاك , اين كل ذلك من مناكفات رفع الكتل الكونكريتية عن هذا المبنى الحكومي او ذاك , اين كل ذلك من جميع الاوراق المسربة عن اتفاقات وقعها هذا الزعيم مع ذاك الزعيم , اين كل ذلك من زعقات الاستجواب لهذا المسؤول او استضافة ذاك المسؤول في البرلمان على ملفات يصفونها بالمخالفات الدستورية وهل للمخالفات والتجاوزات الدستورية معنى في قاموس هموم المواطن .
لابد للشعب ان يعي حاله لابد ان يصرخ بأعلى صوته الشعب يريد , الشعب يريد ان يعرف الحقيقة بعيد عن التصريحات الاعلامية ومهاترات زعماء الكتل .
الشعب يريد ان يستجوب رئيس البلمان ليعرف من حول وصادر القرار السياسي من ممثلين الشعب الى نفر لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة ما يسمون بالزعماء .
الشعب يريد استجواب رئيس الجمهورية ليعرف لماذا لاتزال احكام الاعدام بحق جزاري الشعب العراقي معطلة دون مصادقة .
الشعب يريد استجواب رئيس الوزراء ليعرف حقيقة من هم المفسدين ومن هو المقصر في ملف الكهرباء والبطالة وازمة السكن وباقي الملفات الخدمية .
ولابد ان تكون له كلمة بعد ذلك كله اسوة بشعوب المنطقة التي ما عجزت عن مليء الساحات لشهور طوال وهي تنادي وتنشد (( الشعب يريد ))