المالكي: الجلوس إلى طاولة الحوار كفيل بحل الخلافات
Mon, 25 Jun 2012 الساعة : 7:56

وكالات:
اكد رئيس الوزراء نوري المالكي ان الجلوس الى طاولة الحوار كفيل بحل الخلافات السياسية، رافضا اية وساطات اقليمية للتدخل في المسألة العراقية، فيما اعلن استعداد العراق لدعم اي مجهود دولي لانهاء الازمة السورية.
وشدد رئيس الوزراء خلال استقباله بمكتبه الرسمي امس وفدا من رؤساء عشائر ووجهاء اقليم كردستان، على عمق الأخوة بين جميع مكونات الشعب العراقي.
ونقل بيان صادر عن مكتبه عنه القول: "انني اعرف اكثر من غيري طبيعة المعاناة والظلم الذي واجهه الشعب الكردي، وعلينا ان نعمل معا من اجل رفع ما أصاب شعبنا من حيف وجور طيلة العقود الماضية"، موضحا ان "القطيعة وإغلاق أبواب التواصل والتحاور لا تخدم أحدا".
وتابع المالكي، بحسب البيان الذي تلقت"الصباح" نسخة منه: انه "ضد ايجاد فواصل وحساسيات بين مكونات الشعب العراقي الذي هو شعب واحد بكرده وعربه ومكوناته الاخرى"، مؤكدا ان الرجوع الى الدستور هو الذي يحفظ لجميع أبناء الشعب ومكوناته حقوقهم ويمنع من حصول الظلم، عادا في الوقت نفسه الجلوس الى مائدة الحوار والتفاهم هو الكفيل بحل كل المشاكل.
رئيس الوزراء اشار الى ان "العراقيين اقرب الى بعضهم وهم لا يحتاجون الى وسطاء ووكلاء من هذا الطرف الإقليمي او ذاك لكي يدخل بينهم ويتظاهر بنصرة طرف على طرف"، داعيا الى زيادة التواصل بين العراقيين جميعا على المستويات كافة، لاسيما على المستوى الشعبي. من جانبه، اكد الوفد "انهم جاؤوا باسم شيوخ ووجهاء كردستان ليعربوا عن رغبتهم بضرورة انتهاج الحوار واللقاءات المباشرة لحل الخلافات كافة".
وقال المتحدث باسم الوفد: "اننا جئنا لتوطيد الأخوة بيننا وإيصال رسالة أهلنا بان العراق واحد من زاخو الى الفاو ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب".وتابع: "نريد توطيد هذه الأخوة وتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق، ونحن مستمرون ببذل الجهود لتعميق التواصل وزيادة التكاتف بين القيادات العراقية لخدمة الشعب العراقي وتماسكه".
على صعيد اخر، التقى رئيس الوزراء امس كل من كارل بيلد وزير خارجية السويد ورادو سلاو سيكورسكي وزير خارجية بولندا ونيكولاي ميلادينوف وزير خارجية بلغاريا، الذين يمثلون الاتحاد الأوروبي ويزورون بغداد حاليا بهدف تطوير العلاقات بين الجانبين وإجراء مشاورات بشأن مختلف القضايا التي تمر بها المنطقة، لاسيما الأوضاع في سوريا .
واكد المالكي ضرورة تطوير العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي كافة، داعيا الى تفعيل التعاون الثنائي بما يتماشى مع اتفاقية التعاون الستراتيجي بين العراق والاتحاد الأوروبي التي صادق عليها مجلس الوزراء مؤخراً.
واوضح رئيس الوزراء ان العراق يولي اهمية كبيرة للتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي ويسعى الى تطويرها على مختلف المستويات، مؤكدا ان العراق دعا منذ البداية الى ضرورة ايجاد حل سياسي وليس الى حل امني للأوضاع في سوريا، وقد اعرب عن قلقه من تصاعد وتيرة العنف وعمليات القتل التي تطال الابرياء. وابدى المالكي استعداد العراق لدعم اي مجهود دولي لإيجاد حل سلمي لما تعاني منه سوريا ويضمن للشعب السوري أهدافه المشروعة، ويجنبها والمنطقة المزيد من الدماء والدمار، مطالبا بالعمل لمنع التدخلات التي من شأنها زيادة تعقيد الأوضاع في سوريا وإراقة المزيد من الدماء.
كما ذكر ان "الأزمة لا تتعلق بسوريا وحدها بل جميع دول المنطقة، لاسيما العراق الذي له حدود طويلة ومصالح مشتركة". من جهتهم اكد وزراء الخارجية دور العراق الإيجابي في المنطقة وما يمكن ان يقدمه من دعم ومساندة لإيجاد حل سياسي يخرج سوريا من أزمتها الحالية، اذ قال وزير الخارجية السويدي ان تجربة العراق على مدى السنوات الماضية ستكون عونا كبيرا من اجل دفع الأطراف السورية جميعا للوصول الى حل ينقذ الأوضاع هناك.
ودعا وزراء الخارجية الى تعاون الجانبين العراقي والأوروبي من اجل الانطلاق بعملية استثمار وتجارة مزدهرة بين الجانبين واكدوا بان التعاون بين الجانبين تم تصنيفه الى ملفات مختلفة يتم بحثها حاليا مع الوزارات المعنية كل على حدة.وأكدت الحكومة امس الاول ان المبادرة التي طرحتها خلال القمة العربية التي ضيفتها بغداد نهاية اذار الماضي "ما زالت قائمة"، محذرة في الوقت نفسه من تغييب العراق عن اية مناقشات او اتفاقات بشأن الوضع السوري.وكان "مسؤول عراقي كبير" التقته "الصباح" مؤخرا قد ابدى قلقه من تطورات الاوضاع في سوريا، رغم تأكيده على انه يؤيد التغيير السلمي في سوريا، بشرط ان يتم عبر الحوار الوطني.ويدعو المشروع العراقي ابتداء الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل مكونات الشعب السوري، مع اعطائها صلاحيات التفاوض مع المعارضة.ثم يصدر مجلس الامن قرارا بمنع التدخل بالشؤون الداخلية السورية.
كما يدعو المشروع الطرفين، الحكومة والمعارضة، الى ايقاف الاقتتال ووقف اطلاق النار فورا، فيما يدعو الاطراف الاقليمية والدولية الى التوقف عن تسليح الجانبين، قبل الدخول في مفاوضات مباشرة داخل سوريا، باشراف الجامعة العربية والامم المتحدة، اضافة الى دعوة الحكومة السورية الى اطلاق الحريات العامة والسماح بتشكيل الاحزاب، لاتاحة الفرصة لاحزاب المعارضة في ممارسة نشاطها السياسي بصورة علنية وبطريقة آمنة، مع تحديد موعد لاجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة باشراف الامم المتحدة.
المصدر:الصباح