علاوي.. يريد .. أن يصدّق-حسين شلوشي

Sun, 24 Jun 2012 الساعة : 13:58

القائمة العراقية و منذ تشكيلها و جمعها بعمّان بهيئتها الدعائية تحت شعار أو ستار "وطنية" لتمثل باطنا طائفيا معروفا و حاولت ان ترص هذا الشعار ببضعة أفراد في القائمة و احكامها بغطاء الرأس ( خوذة ) لتتلقى متساقطات القصف الطائش و المحسوب ، و قد عملت القائمة جاهدة لتثبيت مفردة دعايتها و كانت حريصة على تسويقها و تكريسها لصالح أفراد هذه القائمة من السياسيين ، الا ان رؤوس القائمة المتعددة للون الطائفة لم تستطع أن تترك الغطاء ( الخوذة ) مستقرة على رأس القائمة الا لتفصح عن كينونته و موقعيته على انه غطاء للرأس ليس الا و يرفع في أي لحظة لتعبر القائمة عن لونها الحقيقي وهذا ما عبر عنه طارق الهاشمي بعد انتخابات اذار 2010 و قال ان هذا واقع يدركه الجميع، ثم توالت التصريحات و الانشقاقات و تفتتت و فقدت قوة تماسكها و أفرغت محتواها و ضاع فعلها و تأثيرها السياسي حتى في مؤسسات الدولة ( الحكومة و البرلمان ) وحتى ان اعضاءها من الوزراء لم تكن لديهم الرغبة و استجابتهم منقوصة في مقاطعة الحكومة و هذا ما اربك السيد علاوي لايجاد حراك أو فعل سياسي يشد و يقوي القائمة و موقعيته فيها ويعيده الى الواجهة ، ولكن الامر لم يكن سهلا بالمطلق لأن الاخرين من وضعهم في مواجهته لديهم فعلهم و امكانياتهم الكبيرة التي قزمت دور العراقية تماما و احرجتها امام اصدقائها ولاسيما في الخارج كالولايات المتحدة و بريطانيا و المحيط العربي الذي تتمتع القائمة بعلاقة جيدة و ممتازة معه " كقائمة " و " أفراد " وليس كبلد اسمه العراق ، وحتى هذه الدول ( العربية ) لم تستطع القائمة أن تتخذ منها مواقف مستقلة وقد تشرذموا بالموقف من سوريا سواء معها او ضدها.
و مع بروز قضية الهاشمي و صدور مذكرة قبض بحقه وفق المادة 4 ارهاب حدث انفجار حقيقي داخل القائمة و أجزاء القائمة اعتبرته بالونا سياسيا أو قنبلة صوتية ألقاها عليهم المالكي الا ان الامر لم يكن كذلك ابدا بل ظهر المالكي متماسكا و قويا و متمكنا من اجراءاته التنفيذية باعتباره رأسها بينما ظلت القائمة و أفرادها تهرب الى الامام و تفتش عن صفقة سياسية هنا أو هناك و تستخدم نفوذها و علاقاتها مع دول الجوار و الاقليم للضغط على المالكي الذي لم يتساهل ابدا و ما يعرضونه عليه أقل بكثير جدا من الذي يريده من هكذا سقوط و انهيار للقائمة و اعضائها باعتبارهم غرماء سياسيين له و يريدون انهاءه ومن معه.
من زاوية اخرى اراد السيد علاوي ان يستثمر في قضية الهاشمي ويدافع بنقابية القائمة ويتصور ويصورون له انهم يرجعون اليه ولاسيما الهاشمي الذي يفتش عن قشة تستنقذه من مأزقه ولكن ظل المالكي في هذه المرة ثابتا وكأنه يعلن يقينية اجراءاته و أدلته على تورط الهاشمي و غير الهاشمي في القائمة العراقية بقضايا ارهاب و كذلك توافق اميركا مع اجراءات المالكي و خشية الكثيرين الانسياق بهذه القضية ، الا ان الطمع السياسي أو قلة الحيلة قد توقع اصحابها في منزلقات خطيرة لعل في مقدمها التناقض الذاتي بين الدعاية و واقعية السلوك حيث تنحدر القومية الى عرب و عرب اخرين و الوطنية الى مواطنة و مواطنين آخرين و أجزاء الوطن ممكن توزيعها كرقعة الشطرنج و القمة العربية يعقدها السيد علاوي مع الهاشمي في شقلاوة ويتركون بغداد للمالكي لوحده يخطب بين الوزراء و الزعماء العرب و ينقل لهم تجربة حكمه القصيرة الممتلئة بالحوادث الامنية والمشاكل السياسية و الادارية !
علاوي لا يريد ان يصدق انه تم استخدامه غطاء للقائمة ولا يريد ان يصدق ان القائمة تفتتت وفيها من المشاكل ما يتجاوزه سواء في داخل العراق أو الاقليم أو المستوى الدولي، ولعل افضل ما عمله منذ سنة هو عقد اجتماع لحركة الوفاق العلاوية الأصلية فقط في نيسان الجاري.

 

 

Share |