سفر الرئيس-علي الخياط- بغداد

Sun, 24 Jun 2012 الساعة : 12:55

ليس غريبا قيام الرئيس جلال طالباني باكثر من رحلة علاج وسفره من حين لآخر ، فالرجل يعاني من تقدم السن وكثرة الامراض،إضافة الى متاعبه وإنشغالاته بهموم البلاد والصراعات السياسية والمشاكل التي يختلقها بعض الفرقاء وآخرها موضوع سحب الثقة التي أراد منها حليفه ونده مسعود بارازاني وتجار القائمة العراقية ان تكون عاملا في أنهاء حياديته ووقوفه على مسافة واحدة من جميع اطراف العملية السياسية وهي المهمة التي حقق فيها الرئيس منجزا لافتا حين رفض التماشي مع رغبات هولاء وأكد حمايته للدستور والسهر عليه خاصة مع خيانة طرف آخر لمسوؤلياته وهو رئيس البرلمان اسامة النجيفي الذي تحول الى داعم بل ومطبل لمشروع سحب الثقة واكد عليه وصار متحدثا بإسم المجتمعين عليه مروجا لسلوكهم غير الدستوري دون أن يضع في حسبانه شطارة وذكاء وحرفة ومهنية الرئيس طالباني الذي يسبقه بمسافات هائلة في مجال الخبرة والروية والهدوء والتريث وضبط الأعصاب وقراءة الاحداث والمواقف ليبني موقفه وفقا لمعطيات بعينها لاوفقا لعواطف وإملاءات ورغبات ونزوات واحقاد وضغائن كما هو حال النجيفي ومن لف لفه من سياسيي (البعثعراقية) والذين فشلوا في نهاية الامر وصاروا يضعون رؤوسهم في الرمال بعد إن إنكشف سعيهم وبطلان مايريدون من خراب للعراق وشعبه وبعد أن تأكدت صلاتهم الشيطانية بمشروع قطر والسعودية وتركيا وهي الدول التي لايحتاج المرء لكثير من الذكاء ليشخص عدوانيتها ورغبتها في إيذاء المشروع الوطني وتسليم العراق الى المخطط العربي الإقليمي سئ الصيت.
خرج علينا هولاء لينتقدوا سفر رئيس الجمهورية من اجل العلاج مطالبين ببقائه ليمارس دورا في مشروعهم الميت سلفا حتى لو كان ذلك على حساب صحته ودوره كحامي للدستور ورئيس لكل العراقيين !وحسنا فعل سيادته حين رد عليهم بالقطع قائلا ( إنه قام بدوره وفقا للدستور وعبر عن موقفه من موضوعة سحب الثقة ولاحاجة لان يدلي بالمزيد) فالرئيس رافض لهذا الموضوع وحسم موقفه نهائيا وماعليه إلا ان يسافر ويستدرك صحته من أجل ان يعود الى مهامه الدستورية ولاينشغل بترهات القائمة ( البعثعراقية ) فقد أكل الدهر عليها وشرب. وقالت مصادر اعلامية ان الرئيس طالباني ابلغ رئيس اقليم كردستان، ورئيس القائمة العراقية،
وزعيم التيار الصدري، ورئيس مجلس النواب، في رسالة وجهها اليهم ، انه لن يقف ضد الاغلبية الشيعية، واذا اضطر فانه سيتخلى عن منصبه
واشار في رسالته الى الزعماء الاربعة انه استلم مذكرة تتضمن 170 توقيعا تؤيد سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي، ولكن مع وصول المذكرة اتصل به عدد من اعضاء البرلمان وطلبوا سحب تواقيعهم واكد طالباني في رسالته ان سبب عدم توقيعه على المذكرة يعود الى ان منصب رئيس الوزراء من نصيب الاغلبية الشيعية ولا يجوز تجاوزهم، وان التحالف الوطني العراقي ابلغه بانه يضمن تنفيذ الاتفاقات الموقعة والتي لاتتعارض مع الدستور العراقي.
 

Share |