شبح السكري يحوم حول المركز السكري في الناصرية

Sun, 24 Jun 2012 الساعة : 12:54

    يعد المرض في معظم وجوهه حالة قدرية لا نملك دفعها عن أنفسنا أو عمن حولنا. وداء  السكري هو أحد هذه الأمراض التي  تشكل للمصاب ولمن حوله ما يشبه الأزمة وتجعلهم في حالة استنفار دائم لما يتطلبه هذا المرض من متابعة دورية ومراقبة دقيقة ونظام غذائي صارم .  نتيجة تعرض خلايا البنكرياس لبعض الضرر فتعجز عن تأدية عملها  من إنتاج للأنسولين الذي يحتاج إليه الجسم  .
        و لغرض السيطرة على هذا المرض لابد من تعاطي الانسولين وغيره من المضادات للحد من تفاقمه وقد انشئ هذا المركز  في محافظة ذي قار لهذا الغرض وللتاريخ  ولكي لانبخس الناس أشياءهم لقد  قدم هذا المركز الكثير من الرعاية الصحية والعلاجية والإرشادية كما أشير إلى دماثة الأخلاق التي يتمتع بها اكثر الأطباء بتقدير عال واحترام كبير للمرضى المراجعين إضافة إلى دقة الفحص ألسريري وحسن التعامل مع المرضى وسلاسة المراجعة والانضباط العالي في الاجراآت الإدارية وما يتعلق بنظافة المكان وتقديم اسباب الراحة للمرضى . الا أن المركز اخذ يتعثر في الآونة الأخيرة ابتداء من التوقف بتزويد المرضى بأشرطة فحص نسبة السكر بالدم  بعد ان جهز المركز أكثر المراجعين بجهاز فحص السكر مع علبة أشرطة لفحص السكر شهريا إلا انه تراجع عن تزويد المراجعين بهذه الأشرطة فضلا عن إن سعر العلبة الواحدة من هذه الأشرطة يصل الى (20) دولار مما ولد لدى المرضى حالة من اليأس في معرفة نسبة السكر في الدم . ولم تتوقف الحالة عند هذا الحد بل تعدت أكثر من ذلك واخطر  فقد امتنع  المركز من تزويد المرضى بالحصة  المقررة لهم شهريا ولاسيما مادة (النوفونورم )  وباقي الأدوية وإبلاغهم بشرائها من الصيدليات الخاصة علما إن سعرها قد يصل الى (25) دولارا.ومن المعلوم إن هذا الدواء لايتوفر الا في مركز السكري حصرا   فلايتوفر في العيادات الخارجية أو المستشفى العام وهنا أثقل كاهل المرضى من الناحية المادية فأصيب المركز بالمرض السكري من النوع الأول  بسبب عدم قدرة على توفير العلاج اللازم للمرضى والذين أكثرهم من كبار السن .وهنا تحول هذا المركز إلى مختبر  ليس إلا لفحص نسبة السكر كل ثلاثة أشهر فقط نتمنى من المسؤولين على رعاية هذا الانجاز الكبير الاهتمام بهكذا أماكن صحية لخدمة شريحة كبيرة من هذا المجتمع والإسراع بتوفير العلاج الشهري متمنين أن لايتعاطى المركز مادة الأنسولين لضعف الأداء الدوائي.
 - سعد عباس حمادي
                                                                             

Share |