كلمات من القلب الى الطلبة والشباب-البروفسور موفق عبدالعزيز الحسناوي

Sat, 23 Jun 2012 الساعة : 10:17

 أحبائي وأعزائي الطلبة والشباب من الجنسين ... أحب في هذه الكلمات ان أحدثكم حديثا ينبع من قلب أب حنون عليكم وأخ كبير اليكم واتمنى ان تدخل هذه الكلمات لتلامس شغاف قلوبكم الرقيقة وتأخذ حيزا ولو كان صغيرا في عقولكم الناضجة لتفكروا فيها وتنظروا اليها بنظرة المعتبر لأنها من قلب محب اليكم يتمنى لكم الخير والصلاح والهداية ونيل رضا الله سبحانه وتعالى والفوز بجنان الخلد في الحياة الابدية .
تذكروا أيها الأحبة أنكم القلب النابض لهذه الأمة وأرادة الحياة في المجتمع وشريان الأمل المتجدد فيها وأنتم بذرات الأمل التي زرعناها بأيدينا وجهودنا ودماءنا وسقيناها من عرق تعبنا وكفاحنا في ظروف الحياة الصعبة من اجل أن تنمو وتترعرع في أرض الفضيلة والخير والأيمان وننتظر بلهفة وشوق وترقب الى أن يحين موعد جني ثمارها فتثمر وتزهر وتنتشر في ربوع البلد كالفراشات الملونة الجميلة والزهور العطرة التي يفوح شذى عطرها في المجتمع ويعمل على تطويره وبناءه والمساهمة في مسيرة الحياة المتدفقة والتي تواكب الخطى حثيثا من اجل اللحاق بركب المسيرة الانسانية المتسارع بأمل يحدونا باللحاق والتفوق وخاصة ونحن نمتلك وبجدارة مقومات هذا التفوق والجذور المغروسة في اعماق الارض لتجعلنا اكثر قوة وثباتا ورسوخا كرسوخ عقيدتنا وديننا ومبادءنا وتأريخنا المجيد وحضارتنا التي كنا ولانزال نفاخر بها الامم والشعوب.
أعزائي أنتم شعلة الفكر المتوهجة التي تزداد تألقا وضياءا مع تقدم اعماركم واندماجكم مع بيئتكم الاجتماعية لتكون اصحاب الدور القيادي المؤثر والفاعل ورواد التغيير والاصلاح والارتقاء بالمجتمع فيما لو أحسن الاهتمام بالارض التي فيها ولدتم ونشأتم وترعرعتم لتكون خير دعاة واعين مثقفين متسلحين بالعلم والمعرفة والاخلاق الفاضلة والارتباط المتأصل الذي لاينفصم بسهولة بدينكم ونبيكم صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته الاطهار من الائمة الهادين المهديين عليهم السلام السراج المنير الذي نسير على هدى نورهم لنصل الى اهدافنا المنشودة ونركب في سفينتهم لنعتلي فوق الامواج العاتية ونكون اهلا للخروج منها بسلام وآمان والفوز بما نصبو له ونحلم من حياة فاضلة تنعم بالخير والرخاء والسعادة وبما نأمله من حياة اخروية ابدية تحفنا فيها ظلال اشجار الخلد في جنات النعيم بفضل الله سبحانه وتعالى ورحمته وعدله .
نتمنى منكم أحبتي ان تأخذوا دوركم الحقيقي والفاعل في المجتمع وان تساهموا في بناءه وتطويره في جميع مجالات الحياة وان يدلو كل منكم بدلوه ليكون شعلة وهاجة لاتنطفيء في محيطه وبيئته وحسب تخصصه وعمله والدور الذي تم تكليفه به من قبل المجتمع وأن لاينسى التكليف الشرعي الذي كلفه به الله سبحانه وتعالى واضع القوانين السماوية قبل القوانين الحياتية وان يكون داعية للخير والصلاح ومباديء الاسلام الحقيقية التي جاء بها الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودافع عنها ونشرها المسلمون الاوائل بالاقناع والاسوة الحسنة والعمل الطيب والاخلاق الفاضلة التي تؤطر الشخصية المؤمنة وتزيدها جمالا وروعة وتألقا وتأثيرا في القلوب وأن لايكون دوره هامشيا غير مؤثر في بيئته ومحيطه لان هذا لا ينسجم مع تطلعات الشباب ولا يتناسب مع امكانياتهم الفكرية والجسدية وقدرتهم على التغيير والبناء والتجدد .
أعزائي نتمنى عليكم أن لاتنبهروا بحضارة الغرب الزائفة وقشورها التي لا تسمن ولا تغني من جوع وأن ننظر لهذه الحضارة وأفرازاتها ونتائجها نظرة دقيقة فاحصة بعين متدبرة لها القدرة على التمييز بين الجواهر والقشور وأن نحاول أن نغوص في أعماق البحر المتلاطم لهذه الاكتشافات والابتكارات وأن ننتقي منها وبعناية وتفكر ما ينفعنا ويفيدنا في بناء وتطوير مجتمعنا والارتقاء به الى مصاف الدول المتطورة . وأن نركز على الاكتشافات العلمية والتكنولوجية التي تعود بالمنفعة على المجتمعات وتعمل على تيسير حياة الانسان وجعلها اكثر رخاءا وأمنا . وان نعمل على تطبيق ما يتلائم مع ظروفنا وعاداتنا وتقاليدنا وطبيعتنا الاجتماعية وبما لايسيء الى مباديء ديننا الاسلامي الحنيف والى رموزنا الدينية والوطنية وان يحافظ على وحدتنا من اجل قوتنا لنكون قوة تخشاها الامم وتهابها الشعوب .
طلبتنا وشبابنا الاعزاء من الجنسين لا تغركم ولا تستهويكم المظاهر الزائفة والبراقة للحضارة الغربية واقصد بها المظاهر الشكلية الجوفاء التي تحاول تهديم البناء القيمي والاخلاقي والتربوي والاجتماعي والديني لشبابنا وشاباتنا لاننا ولدنا في بلدان غير بلدانهم وتربينا في ظروف غير ظروفهم ولنا أرث كبير ورائع من العادات والتقاليد تختلف جذريا عنهم ولنا نور ساطع وأسوة حسنة وهو رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم نهتدي به ونسير في خطى هديه ونمتلك دستورا من السماء ثابتا لايتغير بتغير الزمان وشاملا لكل القوانين التي تنظم الحياة في كل مكان وهو القرآن الكريم ولدينا انوار وقبسات تتلألأ ساطعة على مر الزمان وهم هداتنا وقدوتنا ونبراسنا وشفعاءنا وموجهينا الى طريق الخير والفضيلة والصلاح والحياة السعيدة وهم اهل بيت النبوة الائمة الاطهار عليهم السلام . دعونا نستفد مما وصل اليه الاخرون من تطور علمي وتكنولوجي وننقله الينا بوعي وحذر وتدبر لبناء مجتمعنا الحديث الذي يتواصل بصورة سريعة من التطورات الحديثة ولاينسى الموروث الحضاري والعقائدي والاخلاقي والديني لهذا المجتمع الذي بالضرورة لابد ان يحافظ عليه لكي تبقى جذوره متأصلة في اعماق التأريخ ترتوي منها بكل ماهو نافع ومفيد وتلفظ عنها كل ما هو دخيل وغريب ومفترى يريد تشويه الحقائق ولا يضع الامور في مكانها الحقيقي .
أحبتي الاعزاء نتمنى ان تستغلوا الامكانيات الهائلة التي وفرتها وسائل الاتصال الحديثة مثل شبكة الانترنت والقنوات الفضائية والهواتف النقالة وغيرها بما هو نافع ومفيد وخير . لأنها جميعا عبارة عن سلاح ذو حدين من الممكن الاستفادة منه لبناء المجتمعات وتهذيب النفوس والتواصل الانساني من اجل اشاعة الخير والفضيلة وكذلك من الممكن استخدامه لتهديم وتحطيم البناء التربوي والاخلاقي والانساني والديني لشباب وشابات هذه المجتمعات وبالتالي تدمير هذه المجتمعات وعرقلة تطورها لان صلاح الطلبة والشباب يعني صلاح المجتمع وفساد الطلبة والشباب لا سامح الله يعني فساد المجتمع وانهيار كل شي جميل فيه بصورة سريعة وقد يمحى من الوجود بمرور الزمن وانتشار الفساد والرذيلة لا سامح الله . تصفحوا واطلعوا على المواقع العلمية والثقافية والدينية التي تخاطب الفكر بلغة العقل والحكمة وتبتعد عن لغة الجسد وتتبنى النقاء والطهارة وتبتعد عن الشر والمعصية وتوابعهما وانشروا اراءكم ومبادءكم الفاضلة التي تبع من دينكم وتستلهم سيرة عظماء تأريخكم وائمة اهل البيت عليهم السلام .
تزودوا بالعلم والمعرفة والثقافة وبناء الشخصية المؤمنة الرسالية من خلال وسائل الاتصال الالكترونية هذه وابتعدوا عن مواطن الرذيلة والاباحة وتشويه الحقائق ومواقع تهديم الذات الاسلامية الحقيقية وتشويه صورتها ومحاولة زرع بذور الشك فيها لتنحرف تدريجيا عن المسار القويم الذي أراده الله سبحانه وتعالى لبني البشر . وحاولوا نشر افكاركم ومباديء دينكم الاسلامي الحنيف في مواقع شبكة الانترنت ولتكن حجتكم قوية في اقناع المخالفين لكم وتغيير افكارهم مستندين بذلك على كم ثقافي وعلمي وديني يسمح لكم بالمناقشة والحوار بفاعلية ودون تردد لان طريقكم هو الحق وانتم على الحق وداعين اليه وماضون في سبيل اعلاء شأنه والحفاظ عليه .
أعزائي نتمنى ان تكونوا من رواد المساجد والحسينيات ومجالس الذكر والارشاد والتوجيه الديني والاخلاقي والتقرب الى الله سبحانه وتعالى والتزود بعلوم الدين والقرآن والفقه وان يكون الكتاب الديني مع الكتاب العلمي والثقافي خير جليس لكم في أوقات الفراغ . لان المساجد والحسينيات مدارس حياتية كبرى ننهل منها الكثير من العلوم في شتى المجالات وخاصة العلوم التي تحصننا ضد المغريات ووسائل الدعاية الغربية اللاأخلاقية وتمنحنا القدرة على الوعي والتفقه في اسرار وبحار ديننا الاسلامي الحنيف من منابعه الحقيقية وكما اراده الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ان يكون .
نتمنى ان يكون كل شاب وشابة انسانا محوريا في محيطه الدراسي والعائلي والاجتماعي وان يكون دائما في بؤرة الحدث وان لا يكون هامشيا منزويا في ركن مظلم لا دور له ولا تأثير لأنكم أحبائي شعلة الحياة المتوهجة التي نرى في أشراقة عينيها شمس المستقبل السعيد للبلد والمجتمع . شاركوا وساهموا بفاعلية في صنع حضارة بلدكم الجديدة ودعوه يسابق الرياح ليصل الى مبتغاه وتزودوا بحافات العلوم لتحلقوا بالاخرين وتقلصوا الفجوة بينكم لانها قد اتسعت بمافيه الكفاية ولابد من جهود حثيثة وسريعة لتقليصها لاننا في حاجة ماسة لذلك لنتبوأ مكانتنا الرائدة بين الامم .
فتياتنا العزيزات لدينا قمم شماء شامخة من النساء اللواتي نفخر بهن ونعتز ونتخذهن قدوة لنا في ديننا ودنيانا . أسالكم بالله هل ان من لديها نموذج مثل فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين والحوراء زينب عليهما السلام تبحث عن نماذج اخرى للتشبه بها والاقتداء بتصرفاتها وتترك الجواهر الثمينة مثلهن . لتكن فاطمة وزينب قدوة ونبراسا لكن في كل شيء . نتمنى ان تتصفن بالعفة والطهارة والحياء وان تكن كالجواهر المكنونة التي لا تكشف عن جمالها الا لمن أحله الله لها وان تبتعدن عن الملابس الفاضخة والازياء الغريبة والشاذة نتاج الغرب الذي يعمل جاهدا وبشتى وسائل الدعاية والاغراء ان يصدره الينا ليطفيء جذوة الحياء والعفة والايمان في قلوبكن الغضة الرقيقة ويؤدي بكن الى الابتعاد تدريجيا عن الدين والالتزام والسقوط في هاوية الرذيلة لاسامح الله . نتمنى ان تكون فتياتنا مؤمنات خلوقات داعيات رساليات للاسلام ومبادئه والاخلاق الفاضلة متسلحات بالعلم والمعرفة في شتى مجالات الحياة .
اعزائي ياشباب اليوم وبناة الغد لاتدعوا الايام والشهور تمر عليكم دون ان تستفيدوا منها بما هو نافع لكم ولبلدكم ولدينكم لان الحياة ايامها قصيرة لابد ان نستغلها ونعمرها ونطور بلدنا ونحافظ على ديننا ونعيشها ونستمتع بها ولكن لاننسى اننا في ممر يؤدي بنا الى حياة خالدة دائمة ابدية نجازى بها على ما عملناه في هذه الحياة الدنيا فعلينا ان نستعد لتلك الحياة الاخرة ونتزود بما نحتاجه فيها من العمل الصالح والالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى والابتعاد عن معاصيه والعمل الصالح الذي ينفعنا في آخرتنا ويساهم في بناء وتطوير بلدنا والحفاظ على ديننا .
وفقكم الله ورعاكم وحفظكم وأنار طريقكم بالخير والفضيلة والصلاح فأنتم زرعنا الذي زرعناه وسقيناه وسهرنا عليه وتعبنا للمحافظة عليه وننتظر حصاده عندما تكتمل ثماره وننتظر هذا الموعد بشوق كبير وندعو الى الله العلي القدير لكم دائما انه سميع مجيب .

البروفسور الدكتور موفق عبدالعزيز الحسناوي هيئة التعليم التقني – المعهد التقني في الناصرية – جمهورية العراق [email protected]
 

Share |