(ثورة اللؤلؤة تلبية لواعية الحسين..فهل أنتم مُلَبّون!!2-ام حسين-البحرين

Sat, 23 Jun 2012 الساعة : 10:14

سافروا معي أحبتي وتخيلوا.. اجعلوا أرواحكم تغادر أجسادكم المتعبة من هو ما رأت.. دعونا نحلّق ونسافر.. أرواحنا تحلّق الآن وتحط على دلمون..
أوال.. تايلوس.. أرض الحضارات.. البحرين...

حططنا برحالنا بأرض يقال لها أم العيون والزرع.. أم المليون نخلة..
ولكنني لا أرى سوى عمران.. أين النخيل والزرع؟!.. أين عيونك العذبة وبحرك يا أوال؟!.. ترى ما الذي بدل حالك؟!!!.. أمشي بين عمارات شاهقة، ووصلت لميدان كبير يحيط به جيش.. إنه مغلق، يتوسطه نصب محطم للؤلؤة كأنها حلم حملتها 6 أعمدة بيضاء.. الأعمدة محطمة، واللؤلؤة مثقوبة لرصاصة أُطلِقَت عليها.. سقطت وجرحت ولكنها لم تنكسر.. قوية ثابتة كثبات شعبك يا أوال..

الشوارع خالية.. دخلت احدي العمارات الضخمة التي تحيط بي علني أرى أحدا، وإذا بمجموعة نساء مكبلات مرميات على بعضهن.. الشرطة تضربهن بلا رحمة!!..
ما الذي تراه عيني؟!.. رجال تعتدي على نساء؟؟!!!.. حتما ليسوا برجال!!!..
إنهم مرتزقة، فليس من شيم الرجال ما رأت عيناي!!!.. خرجت مسرعة علني أجد من يساعدهن، فأنا امرأة مثلهن.. ركضت مسرعة لقرى خَطَّت على بيوتها أحاديث لأهل بيت النبي.. هناك حشد كبير.. اقتربت لأطلب منهم المساعدة لإنقاذ النساء، ولكنهم يحملون جنازة تلفها الورود والشموع.. نظرت لوجوههم أريد أن اعرف من هذا الشهيد وكيف استشهد، ولكن لم أستطع..

كانت الهتافات تزلزل الأرض وتصل لعنان السماء "شهيدنا ما مات.. نركع إلك هيهات"، والدموع والغضب سيدة الموقف.. بكيت معهم.. وكيف لا أبكي لك شعبي؟.. مشيت بعيدا وقلبي يدمي، ودموعي تجري، وصورة النساء المكبلات لا تفارقني حتى رأيت حشدا آخر يرفعون صورا لأشخاص..

قرأت ما كتب على أحدي الصور (بطل الخليج في رياضة الدفاع عن النفس.. محمد ميرزا.. الحرية لك) تحملها امرأة عيونها مليئة بالحزن، وهتافها مملوء بأمل (نحن قوم لا ننسى أسرانا في السجون)، فكيف أزيد همومهم وهم يحملون هموم أبنائهم وأزواجهم.. مشيت وقلبي ينزف ألما.. أوال يلفها الدمار وشبح الموت.. أينما تشيح بنظرك ألم ودماء وآهااااات وجرحى.. إنها مظلمة موحشة، ترتفع بشوارعها أعمدة الدخان، وكأنها ترفع ظلامة هذا الشعب لله سبحانه، انظروا معي هناك.. من بعيد.. يشع نور كشمس يضوي ظلمة المكان ووحشة تلك القرى.. إنه شيخ جليل واقف على أطلال وبقايا أحد المساجد المهدمة.. يرفع تارة يده، وينزلها أخرى.. إنه ينادي ويطلب ويحيط به مجموعة من الناس .سأقترب علني أسمع ما يقول.. كأنه يطلب مساعدة.. صوته حزين يقطع القلب..
نعم أستطيع أن أسمعه.. إنه يقول: ((ألا من ناصر ينصرنا.. ألا من معين يعيننا.. ألا من ناصر ينصرنا)).. يا إلهي!!!.. هل أنا أحلم؟!!!.. الإمام الحسين هو من كان يردد هذه المقولة؟!!!.. يا إلهي!!!.. أم أن ما رأيته مصائبُ كربلاءَ الجديدة!!!.. إنه إمامي الحسين.. إنها كربلاء البحرين!...

أركض مسرعة إليه وأسقط.. رجلاي لا تحملاني.. أقوم من جديد.. أصل فأنكب أُقَبِّل التراب الذي تحت أقدامه الطاهرة.. سيدي قطّعت نياط قلبي واعيتك.. بأبي أنت وأمي يا سيدي، روحي لك الفداء.. لبيك سيدي، لبيك في كل مكان وفي كل زمان.. ليتني مت قبلك.. ليتني لم أُخلَق لأسمع واعيتك وأعلم ما جرى عليك وأهلك يا ابن بنت رسول..

يبتدئ الإمام خطابه ويقول:(إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا ختم، وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براعٍ مثل حمد بن عيسى، وحمد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله، والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت حمد بن عيسي، عثى في الأرض فساداً، وناكث للعهد مجاهرا بالمعصية، ألا إنَّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السِّلَّةِ والذِّلة، وهيهات منا الذلة)، فهتف الجميع: "هيهات منا الذلة"، وأنا مبهورة.. كلامه نور على نور.. تسمعه فيلامس أعماقك، ويجعلك تعيش في عالم آخر لا تعرفه، عالم كامل لا نقص فيه..

يكمل الإمام: (الحمد لله الذي اصطفانا وهدانا للتوحيد خير اهتداء، واختاركم لتكونوا من شيعتنا ومحبينا آل بيت الرسول، إنا نعلم مصابكم وما عانيتم منذ عام وأكثر من الفاسق حمد وجلاوزته، ونعلم أيضا صبركم، ولكن اعلموا أن هذه الدار أعدت لبلاء النبلاء، وأنها كربلاء ولدت من جديد..

ولـقد قـال مُخبِراً لي بقتلي سـيّدُ الـرُسلِ خَاتِمُ السُفَرَاءِ سـوف تمضي لكربلاءَ فَتغدو بـعدَ سَـوق لها من الشُهداءِ وأظـنُ اليومَ الذي فيه نـلقى هـؤلاءِ الخصومَ ليس بنائيِ فَـجُزيتم عـنّي بخير جزاءٍ فـي مواساتكم وأسنى حـباءِ لـكم قـد أذِنتُ طُرّاً فسيروا بـافتراقٍ عنّي وطولِ تنائي أبـداً مـا عليكم من ذمــامٍ وحـقوقٍ تُقضى بوقتِ الأداءِ جَـنَّ هـذا الظلامُ فـاتّخذوه جـملاً للنجا وأضفى غـشاءِ )

وانتهى الإمام، ونظر إلينا نظرة الأب الحاني المقدر الوحيد.. قتلتني نظرته.. تمنيت أنني مت أو بلعتني الأرض ولم ألمح نظرتك سيدي.. وقفت أنظر إليه وأفكر: "أمامي سيد الشهداء، وها هي الفرصة التي تمنيتها مرارا عندما كنت أقول: "ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما"، وها هي كربلاء الجديدة، فهل أنا مع إمامي في حربه ضد حمد بن عيسى، أم أنسحب وأخذله في ظلام هذا الليل وأترك الإمام وحيداً يواجه الأعداء وهو من صلت له ملائكة السماء، ولكن.. أولادي.. أهلي.. بيتي.. أموالي.. الحرب يعني الموت.. كيف أتركهم؟.. ولكني سأخذل الإمام، وأعلم ماذا حدث لمن خذلوه.. ماتوا ندماً وحاولوا التعويض، ولكن ما من شيء في هذه الحياة يعادل نصرته.. إنه الحق..
إنه الدين..

كلنا واقفون ننظر للأمام هل سنخذله أم إننا سنلبي نداءه ونصرخ بصوت واحد استنصارا للنساء لدماء الشهداء للمساجد وللمعتقلين وللحق سيدي يا مولاي لبيك داعي الله أن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك بحربك مع يزيد فها أنا أقول لبيك في كربلائك الجديدة مع حمد لبيك وألف لبيك علي دربك مولاي أنت الحق ولو اقتل ألف مره سأعود وألبيك وأكون معك فكيف وما هي ألا واحده وسأكون بجوارك هناك وأحض بشرف صحبتك لبيك لبيك لأموت بين يديك وتسيل دمائي فيما ضحيت. فسلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله وعلي الأرواح التي حلت بفنائك عليكم مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار يا سيدي أم حسين Umhussain سكريبت اتصل بنا 2.5 من إنترنت بلس

Share |