من ذكريات الطفولة(ح 3)- دلال محمود- المانيا

Fri, 22 Jun 2012 الساعة : 21:54

 لقد صارت كل ٍّ منهما تخشاني كوني إتخذت من نفسي رقيبةَ عليهما,نعم تلك كانت الطريقة التي تشعرني أنني أقوم بواجبي الأخلاقي الذي يحتٍّم عليَّ الاّ, اسمح للص أن يسرق على الأقل عندما يراني, لاأعلم هل هو نوع من الغرور الطفولي كي أثبت لنفسي أنني أملك ضميراً حياً, وهل حقاً, كنت أنا بضمير نقي؟
بات واجبي اليومي هو أن انتظر إنتهاء الدوام المدرسي كي أتابعهما بخطوات أكاد اشعرها خطوات واثقة, نعم فنظرات الأحتقار التي أرسلها لكلتيهما تخبرهما بأنني أعلم ماتعلماه عن نفسيهما ومالايعلمه الطلاب الاخرين عنهما.
لدرجة أصبحتا تكفان عن السرقة حين اكون اترقبهما.
لكن همِّي بات يكبر شيئاً, فشيئاً, بحيث لم اكن اشعر بتعب أو جهد وأنا أحاول توسيع دائرة مراقبتي لهما, لقد صرت أتبع خطواتهما دون أن أكون على الساحة, بل بطريقة مخفية, فكم باغتهما بوجودي المفاجيء والمكروه بالنسبة اليهما نعم, حيث تحولت الى محطمة لكل ماكانتا تخططان له قبل يوم امس,فصار الغد لهما عبارة عن سواد وظلام ارسم غيومه انا بوجودي المباغت.
 

Share |