الشباب والمستقبل الباحث الاجتماعي نوفل عبدالحميدالموزان - سوق الشيوخ
Thu, 21 Jun 2012 الساعة : 18:49

ان هدف الشباب في هذه الدنيا هو بناء مستقبلهم لضمان حياة حره كريمه سعيده لائقه فيسعى الفرد منهم لاكمال دراسته من اجل الحصول على مهنه مناسبه، وبعدها الدار والزوجه الصالحه ومتطلبات الحياة الاخرى.وهو حق مشروع لكل بني البشركفله الدستور العراقي من حيث المبدا حيث شملت الماده 30 ذلك ، ولاهمية دور الشباب في بناء مستقبل البلد السياسي والاقتصادي والعلمي فلابد للدوله ان تعي اهمية الشباب ومدى تاثيرهم على جميع مفاصل الحياة المجتمعيه ، وهذا التاثير يجب ان يؤخذ بجوانبه الايجابيه فتوفير وسائل التطور العلمي والثقافي للشباب يعطي ثماره وتاثيره في مفاصل العمل والبناء والتطور، ويعكس اهمية اعطاء دور الشباب في العلم والعمل وعدم تجاهل القدرات التي تغير الكثير من الواقع الموجود. فالثورات الصناعيه والعلميه والتحولات الاقتصاديه والثقافيه في بلدان العالم المختلفه، قامت معظمها بطاقات الشباب وعقولهم المتفتحه ، ويبقى التساؤل المهم هل نحن مهتمين بالشباب بقدرمايستحقون من اهتمام؟ وهل ان الوزارات المعنيه بتلك الشريحه اعطت حقها فعلا؟ ام ان الاهتمام لازال تقليديا وتبقى النشاطات العلميه والادبيه في نطاق ضيق ولاتتوفر لها المقومات المطلوبه.ان علماء النفس وعلماء الاجتماع يركزون على دراسة النمو العقلي المعرفي لدى الانسان وخاصة مرحلة مابعد الطفوله فهي مرحله خطره وتتفتح فيها مكامن الذكاء، فالكثير من الاذكياء والعلماء والعباقره لم تكتشفهم الطبيعه بسبب البيئه المتخلفه التي يعيشون فيها ، وقد عانا بلدنا في الحقب الماضيه من ذلك فترى ان سرعان ما وصلت المدارس الابتدائيه والمتوسطه والثانويه الى القرى والارياف حتى وجدنا العشرات من الاطباء ينحدرون من تلك المناطق البائسه الفقيره التي لو رأت النور سابقا لاردفت مجتمعنا بالعباقره والعلماء لاحقا.وقد قسم العلماء عقل الانسان الى ثلاث طبقات يعلو بعضها بعضا فالانسان الاول البدائي المحروم يحيا في ظل حواسه وادراكه المحدود وتفكيره وذكائه القاصر،واما الاطفال والشباب الذين يعيشون في ظل نمو عقلي معرفي وبيئه متعلمه ومتطوره متفهمه لمظاهر الحياة المحيطه الواسعه فان الادراك المعرفي والعقلي يصبح اعلى درجه وتطور من الاولى وتنتج طبقه من المتعلمين الاذكياء المتطلعين نحو الاعلى،واما البيئه الاكثر تعلما وتطورا فان الادراك الحسي والمعرفي لدى الاطفال وطلبة الثانويات يكون اكثلر تاثيرا واعمق معرفة من الاخرين فينتج شباب مستطلع الى الاكثر والاعمق في مجال العلم والمعرفه كونه توفرت له اساليب واليات العلم والتفكير والتطور واصبح يبحث عن المافوق .لقد بات واضحا ان الاهتمام بالشباب سواء في ميادين الدراسه والرياضه والافكار العلميه والمتابعه اللاحقه في العطل والاجازات السنويه له دور في بناء مجتمع متقدم . فالكل راعي والكل مسؤول عن رعيته اذ لازال الوضع التربوي والثقافي غير مطمئن ولازالت وزارتي التربيه والشباب قاصرتين في تشجيع الاذكياء والمبدعين ورعاية مواهب الشباب ، ولابد لها من تحرك سريع وميداني يجد ويجتهد في صنع العلماء والمفكرين من اجل واقع علمي افضل وتطور حقيقي يتناسب وثقافة البلد المعطاء،ان حياتنا مهما كنا نعيشها في شده وعسر او هدوء ويسر تمضي بنا فاذا الذي نرفضه في مراهقتنا نتقبله في رشدنا والذي نرتضيه في طفولتنا نرفضه في كبرنا ، فالنفوس الشابه فيها قوه عارمه يجب ان تاخذ من هذه الحياة الكثيرقبل فوات الاوان، ولابد من استغلال الطاقات الشابه وفق برامج علميه رصينه فانها ثروه وكنز يستفاد منه الجميع بين ربيع وخريف وللحديث بقيه.